المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

خياميات1: حلاوة وبيض - جلال شريم



كأنّ المكان رحيب بهم، وكأنّ "انحشار" أربعة معتقلين في زنزانة صغيرة يُبقي متسعًا للصدمة والذهول والخيبة والهم، للولوج إلى عالمهم المظلم. هذا يوم غير منتظر، وغير مسبوق.
- "كيف هذا؟ أيُعقل أن يتحول زميل لنا، معتقل بتهمة التخابر مع المقاومة، إلى عميل زنزانة، يتجسس علينا، ويحصي أنفاسنا، وينتزع بسلاسة من المعتقلين الجُدد الاعترافات التي عجز المحققون، بترهيبهم وترغيبهم، عن انتزاعها؟". قال أعتقهم سجنًا.
- عقّب الزميل الجديد: " لن أنسى طعم الخيانة، خيانة العشرة والألفة والأمانة".
- أردف آخر:" لقد اهتز في مخيلتي أمل الانتصار من نموذج كهذا، وتشوّهت في ذاكرتي أيقونة تراثنا، ومآثر أجدادنا، وقصص وفائهم. أنا أجهل... لا أدري كيف يصل الأمر بشخص ما إلى ما وصل إليه "كامل" الذي كان يجالسنا ويقاسمنا طعامنا وأفراحنا وأحزاننا؟ وأية تركيبة بشرية تسمح بهذا؟ لعلّ..."...
- قاطعه القابع على نفسه في الزاوية:" أفّ لك ذكرتني بواحدة من ما كان يرويه من طرائف. أتذكرون يوم حدّثنا عن واحدة من قصصه في المحبس الإفرادي قبل أن ينتقل إلى هذه الزنزانة الجماعية؟ بقي يومها لديه رغيف خبز واحد، وبيضة مسلوقة، وقطعة من الحلاوة. ما زالت حركات يديه ماثلة أمامي وهو يشرح لنا كيف مد رغيف خبزه، وكيف وضع فوقه البيضة المسلوقة، وقطعة الحلاوة، وكيف مزجهما، مضيفًا إلى المزيج قليلًا من الملح... ثم لف الرغيف والتهمه. يعني حتى خياله كان مبدعًا بالمآسي حتى يستدر عطفنا... ذاك هو عميل الزنزانة".
24-نيسان-2014

تعليقات الزوار

استبيان