المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

دفاعًا عن المقاومة – بهاء ونسة







قيل لي اكتب عن الشهادة والشهداء وكفاك كتابة عن الحب والغرام . في الحقيقة ابتسمت وسرح خيالي بعيدًا، اتجهت من غربتي جنوبًا كالعادة. هناك ارضي وزيتونة جدي وعصا جدتي، التي هزت بها وقالت في اول ايام التحرير العام 2000، بلهجتها الجميلة: " هلأ اتطهرت الأرض بدم ولادنا...".
صديقي قلت كفاك كتابة عن الحب. نعم، سأكتب عن حب الشهادة وصفات شهيد في ذكرى استشهاده اليوم. إنه أيار الشهر المجيد كما قال الأمين على الدم، القائد الطاهر حفيد الطهر. حينها كانت المؤامرة ليست على السلاح فحسب، بل كان التواطؤ الداخلي سافرًا فاضحًا.  وقف المفدى - كعادته - مدافعًا عن تضحيات أولاده ودمائهم، وقال: سنقطع اليد التي تمتد إلى سلاحنا .
صديقي وابن قريتي الصغيرة، الكبيرة بشهدائها واستشهادييها، شاب في ربيع عمره من عائلة مقاومة. شاب خلوق محب يبادرك بالسلام بمحبة واحترام., له من اسمه نصيب، خضر*.
اعلم ان كل الشهداء لديهم تلك الصفات، ندركها بعد رحيلهم، بل أيضًا نحدث أنفسنا ونقول: هم ليسوا كباقي البشر، وقد خُلقوا لدار البقاء . هذا الشاب الوسيم المقاوم البطل لبى النداء، في مثل هذا اليوم منذ ست سنوات، كغيره من رجال الله .
سأروي ما حصل معي قبل ايام من استشهاده . كنت في بيروت كالعادة في إجازة من غربتي، وبالصدفة التقيت به في أحد شوارع الضاحية الأبية. اقترب مني وبادر هو بالسلام والاطمئنان كعادته. كم كان حينها جميلًا، لطيفًا، خجولًا، مقدامًا،  صلبًا. عيناه الخضراوتان يضجان بالإيمان. صافحته وقبلته على وجنتيه. سألته: نراك في الضيعة الأسبوع المقبل؟. لن انسى ابتسامته حينها مرددًا: إن شاء الله، إن شاء الله.
وفعلًا صدق هو، بل كان الأصدق، سبقني إلى هناك، حيث التحف التراب. نعم، مضى شهيدًا دفاعًا عن المقاومة. هنيئًا لك ولوالدك المؤمن، وأمك الطاهرة وإخوانك المجاهدين، والشهداء من قبلك ومن بعدك. نعم، سموتَ شهيدًا، ارتفعت دفاعًا عن المقاومة، عزنا وشرفنا وعرضنا. صديقي، لو كنت أعلم أنك ستستشهد، بُعيد لقائي الأخير بك صدفة،  لقبلتُ يدك.  و يا من قال لي اكتب عن الشهيد، وكفاك حبًا وغرامًا، هل أنا أكتب عن هذا المقاوم الجميل بغير الحب والغرام والشرف؟!

* الشهيد خضر أحمد حسن "عمار" - مواليد دبين 1981 - استشهد بتاريخ 11-5-2008
12-أيار-2014

تعليقات الزوار

استبيان