المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

مجرمون لا ضحايا: "جبار عيتا الشعب" - محمد سرور



منزل"الجبار" أيام الاحتلال

انتصر دم العامليين على سيف الصهاينة. صدحت مآذن جنوب لبنان: حيّ على التحرير. عادت طيور "عامل" إلى أعشاشها، وغدت القرى المحررة "غابات صفراء وخضراء وحمراء، وكل ألوان الطيف". أكثر من عقدين تحت نير الاحتلال وبطش عملائه، والآن أين جبروت "إسرائيل" وأين قادة عملائها؟
في عيتا الشعب لم يكن المشهد مختلفًا عن باقي قرى الجنوب، لكنه كان أكثر رمزية. في هذه البلدة التي عانت حصارًا خانقًا في آخر سنتين من عمر الاحتلال، وزُج بالمئات من شبابها في المعتقلات، كان طعم الحرية أكثر حلاوة. كانت أحلامًا: مشاهد دخول المقاومين والمناضلين من كل الأحزاب، وعودة المعتقلين والمهجرين قسرًا، وتجمع العملاء المستسلمين في حسينية البلدة.


قَفْرٌ بعد التحرير


في آخر سنتين من عمر الاحتلال، لم يذق هذا وعملاؤه طعم الراحة. مجموعة من الفتية كانوا يوزعون منشورات ضد الإسرائيليين وعملائهم، ويكتبون شعارات الرفض للاحتلال على جدران أزقة البلدة. مجموعة أخرى من المقاومة الإسلامية نفذت عمليات نوعية ضد الاحتلال وكبار العملاء. حاول المقاوم عدنان سرور، وهو اخترق ميليشيا لحد حتى أصبح برتبة آمر فصيل في جيش لحد، تنفيذ عملية اغتيال لأكبر العملاء، "جبار عيتا الشعب"، أحمد شبلي صالح، بعبوة ناسفة في أطراف البلدة، لكن القدر لم يشأ له أن يُقتل، وشاء له تجرّع ذلّ التحرير.

بين هؤلاء الفارين اندس في 25 أيار

اعتقل المقاوم عدنان سرور مع العشرات من أقربائه والأهالي، فجاء الرد بعد 3 أيام من مقاوم آخر، هو حسين سرور، وهو أيضًا كان يخترق صفوف جيش لحد، بزرع عبوة كبيرة لدورية للاحتلال عند حدود البلدة مع فلسطين المحتلة. جنّ جنون الصهاينة، فنفذوا سلسلة مداهمات، أشرف عليها العميل عقل هاشم بنفسه، وقد طالت فتية المناشير والمقاومين. بقي هؤلاء جميعًا في السجون إلى أن دقت ساعة التحرير.
ليلة التحرير غادر العميل أحمد شبلي صالح القرية، بعد أن تجول ليلًا في أزقتها باكيًا على ضياع تراث مُرّ، بناه على مدى عشرات السنوات من دم المواطنين وعذاباتهم. ترك منزله الفخم، الذي كان قلعة الرعب والذل لأبناء البلدة حين يأتون لدفع "الأتاوات" أو أخد تصاريح المغادرة. حمل العميل ما أمكنه حمله، وهرع مع عائلته إلى الكيان الصهيوني، الذي يحمل جنسيته اليوم.

"الجبار" اليوم!

من المفارقات أن المقاوم عدنان دخل القرية يوم التحرير، يقود سيارة العميل أحمد صالح، بعد أن أحرق الأخير سيارته وسيارات إخوته إبان اعتقاله. كان بين جموع العائدين إمرأة جنوبية نذرت أن تحرق منزل العميل صالح، الذي اشترك سابقًا في دم أخيها الشهيد. كانت أول من دخل بيته بين جموع الأهالي، فجعلوا منه عبرة لكل طاغية.
أبناء الجنوب لم يثأروا ولم يقتلوا حتى عتاة العملاء. قبلوا استسلامهم وسلموهم إلى أجهزة الدولة اللبنانية. في الخامس والعشرين من أيار قال الجنوبيون لمن ظلمهم: إذهبوا فأنتم الطلقاء...
31-أيار-2014

تعليقات الزوار

استبيان