المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

غزة: النار تصد النار - عبد الرحمن وليد






تخوض غزة اليوم معركتها بالتزامن مع ذكرى الانتصار في لبنان. هذه المرة تعجّل الإسرائيلي قطاف الظروف السياسية التي وضع قطاع غزة فيها بمساعدة "الأشقاء العرب". استغلوا جميعًا الأخطاء السياسية لتجربة حكم قصيرة هناك، ليوجهوا ضربة كبيرة ظنوا أن الناس ستنقلب معها ضد المقاومة، لكن كيف لأهل التضحية والشهادة على مر 66 عامًا أن يقفوا ضد أنفسهم؟!


اليوم لن نكتب بحيادية، لأنه ليس مطلوبًا منا في "المقاومة" الحياد، فيما كبرى وسائل الإعلام الدولية تساوي الضحية بالجلاد، على أقل إساءة. في المقابل، لن نكذب، والصورة الواردة من شوارع القطاع، والملونة بالأحمر، دليل لا يحتاج إلى إثبات، للقول إن "إسرائيل" هي مجرمة هذا العصر.
لقد أخّروا العدوان على غزة كثيرًا، خوفًا من تذكير العرب المشغولين في "ربيعهم"، بفلسطين، وهي القضية المركزية التي قضى على طريقها آلاف الشهداء في لبنان وسوريا ومصر. ها هم اليوم يطمئنون إلى حربهم مع الضوء الأخضر الأميركي، والعربي، لحرق غزة.



ليس ما يستفز الإسرائيليين قصف المدن، مع أن جبهتهم الداخلية لن تصبر طويلًا على قادتها، على أن الاثنين دعاة حرب ودم. جلّ ما يقهر الإسرائيلي أنه لا يجد مقاومًا ليقصفه، إلا بشق الأنفس. فهناك، كما يقول، غزة تحت غزة. المقاومون تعلموا من تجربة الانتفاضة أنهم لن يَسلموا ويستطيعوا تحقيق أهدافهم إلا بالعمل من تحت الأرض.


هي ثمرات جاءت نتاج سنوات من العمل والخبرة المتراكمة، فضلًا على يد العون التي امتدت لهم من طهران إلى دمشق فبيروت، ثم غزة. وليس في ذلك حاجة إلى الإثبات، رغم المزايدة الرخيصة من بعض الأطراف على جهد المحور، وحتى لو سألوا عن إيران وسوريا اليوم فهم يسألون عن الحاضر (الغائب في نظرهم)، وكما يفرض المنطق، لا يُسأل، وقت الحرب، عن الغائب.



صحيح أن غزة لم تحقق انتصارها الكامل بعد، وصحيح أنها ثُكلت بمئات الشهداء والجرحى، لكنها تعلم تمامًا، كما كل مرة، أن الدم يكتب الانتصار. في حرب 2008/2009 لم تكن الروح المعنوية عالية جدًا، لأن الفلسطينيين كانوا يتلقون الضربات من دون رد، أما منذ حرب 2012، وفي هذه المعركة، فقد باتت النار تصد النار.



اليوم، استطاعت المقاومة أن تدون في سجلها أنها خاضت حرب الإرادة والعقل. وبالإمكانات البسيطة مقابل عتاد أقوى جيوش المنطقة، فرضت معادلة تصعّب على قادته اختيار العملية البرية التي تجنبها في الحرب الماضية، وهو ما يقدم في المقابل حالة معنوية عالية يعبر عنها أهل غزة، من دون التغافل عن رقعة الألم التي فرضت عليهم.
يمكن أيضًا، ببساطة، تخيل كيف ستكون "الحرب الوجودية" التي وعد بها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وإن كانت غزة قد استبقت في وفاء بعض وعوده بقصف مدن كتل أبيب وديمونة، لكنه خط المقاومة الذي لا يقبل الانقطاع.


مكفكف الدموع إلى تل أبيب وما بعد بعد

لم تنته الجولة بعد، وستدون "المقاومة" بدءًا من اليوم سجلًا جديدًا لشهداء الحرب الثالثة على القطاع، وهو سجل سيكون مليئًا بأسماء الأب والابن والزوجة والأخ... والعائلة كلها. لقد تعمدت "إسرائيل" أن تجرم بقصف البيوت على رؤوس أهلها من دون سابق إنذار، وحتى الإنذار لا يعفي من جريمة التهجير مجددًا.
للأيام المقبلة حق تسليط الكاميرا على فلسطين، وفلسطين فقط. ومهما كانت نتائج الاتفاق الذي سينهي الحرب، فإن الصاروخ هو الذي نال يومًا شرف تقبيل تراب تلك المدن المحتلة، وهناك من بعيد تبتسم وجوه أوصلت رسالتها إلى الاحتلال، أنه قاب قوسين أو أدنى، من الزوال.

الصور من موقع www.flickr.com



14-تموز-2014

تعليقات الزوار

استبيان