المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

أيام نصر الله.. أيام مقدسة - مصطفى خازم



يدخل بخفر، يحتل القلوب قبل الأماكن، يستمع المحبون لنبض قلبه قبل مشاهدته، وأنفاسه تحكم وتيرة الحناجر، تسابيح تعلو وصلوات.

كل من كان في مجمع سيد الشهداء (ع) لمناسبة يوم القدس العالمي بالأمس كان يترقب الحضور، خبر بعين القلب أن القائد لا يترك جنوده وحدهم في الميدان، فكيف إذا كان القائد جندياً مطيعاً ملبياً نداء إمامه بالخروج والتظاهر وإعلان العدوان والبراءة من الغدة السرطانية في يوم إحياء الإسلام ويوم الحق بمواجهة الباطل؟

من كل فجٍّ عميقٍ حضروا، ما غاب السيد عنهم، تأخروا عنه قليلاً لكنهم اعتادوا ان يسابقهم في الخيرات، فكيف إذا كانت فلسطين الأسيرة وجراح غزة النازفة؟

السيد حسن نصر الله
السيد حسن نصر الله

يكاد الجالسون على كراسيهم يقطعون طريق نسمة الهواء الباردة خشية أن تصل اليه بلفحة، مستنفرين طوال الخطاب، منسجمين مع وتيرة الكلام، وعند الحاجة إلى التلبية او التأكيد على الولاء ترتجف الارض تحت أقدامهم وصوتهم يعلو إلى السحاب..

رسمت كلمات السيد بالامس مسار الامور، والتحليل مبني على معلومات وسرد وقائع تاريخية.. للتاريخ.

تموز لبنان 2006 وتموز غزة 2014

بمنطق المقاومة.. هو الانتصار الالهي مجدداً.. لأول مرة صواريخ المقاومة من فلسطين إلى فلسطين.

في البحر في البر في الجو، النتيجة واحدة مع فرق الحصار على القطاع. اما الحرب الناعمة او النفسية، سمها ما شئت، فهو مدربها وسيد ساحتها. اوصل رسائله الداخلية إلى من يعنيهم الامر، من عشاق "كوندي" وقبلاتها، إلى مدعي "دعم غزة" بـ"الكرافات" والمزايدة حتى كادوا يصدقون أنهم مقاتلون من أجل الحرية.. هم انفسهم من ذبح "أطفال صبرا وشاتيلا في المجزرة الرهيبة ".. هل تذكرون مشاهدها؟ هي نفسها اليوم تتكرر في غزة.



أما الرسائل للعدو فكانت الأبلغ. للجيش المهزوم بغزة ولعموده الفقري من ألوية النخبة "غولاني" ولنخبة "غولاني" وحدة "إيغوز"..
ولأن السيد لا ينسى أعاد ربط الاحداث وأرجع الصهاينة ثمانية أعوام، قارئاً الآتي من الأيام ولجان التحقيق على غرار فينوغراد. ولانه لا ينسى وهي ميزة يشهد له بها العدو قبل الصديق.

ذكّر شعب المقاومة.. أشرف الناس وأطهر وأكرم الناس بـ "ميرتس ـ بيرتس.."!

من يمكنه ان ينسى وزير حرب العدو الاحمق في عدوان تموز2006 والذي كان يتابع المعارك بمنظار مغلق، وهو نفسه الذي اعلن امام صحافة العدو ان نصر الله لن ينسى اسم "عمير بيرتس"؟

فعلاً السيد لم ينس، ولكن ليس اسم عمير بيرتس، السيد لا ينسى أصغر تفصيل مر ويمر، لكنه تعمد إضحاك الناس على المدعي، السيد ذكّرهم بأن "وزير الدفاع نسينا شو اسمو..."ميرتس.. بيرتس"، هدد ـ وهنا ما أراد السيد فعلاً تذكير الناس والأمة به ـ "إن أي حرب مقبلة ستخوضها إسرائيل ستكون سريعة وحاسمة ونصرها واضح".

ليعلّم على كلام بيرتس بالقول: " غزة اليوم تقول لهم أنتم كما كنتم، لا تقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، أنتم الجبناء الرعاديد الذين تختبئون خلف الطائرات والدبابات وتقتلون الأطفال فإذا ما واجهتم أبطالنا ومقاتلينا وجهاً لوجه سقطتم وسقط جيشكم، هذه هي، لا نصر سريع ولا نصر حاسم ولا نصر واضح وبيّن".

هذه ثقافة جديدة في الحرب النفسية، أن تستخدم عدوك لتقاتله بكلماته وبنفسه.

هي قوة جده علي بن أبي طالب(ع) مع كل من واجههم في الميدان بالسيف وجهاً لوجه، وهو القائل: " ما بارزت أحداً إلا كنت أنا ونفسه عليه"".
في أيام الله جاء كلام نصر الله لتكون أياماً مقدسة، وتبقى المقاومة والسلاح هما الحل لاستعادة كل شبر من أرضنا المحتلة.
26-تموز-2014

تعليقات الزوار

استبيان