المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"هادي الحر": كالنسمة كالعاصفة – حسيبة الأمين مغنية




عُرف هادي * بين اخوانه بأنه المجاهد الهادئ الشجاع المقدام الصبور والصوت الحنون الخاشع في الدعاء. انخرط الحاج حسن في العمل المقاوم باكرا , ابتداءً تطوع في الهيئة الصحية الاسلامية ثم ما لبث ان شارك في العديد من المواجهات و العمليات العسكرية و صنع لنفسه تاريخا مقاوما قبل ان ينهي دراسته الثانوية، فقد آنسَهُ تراب صافي و اشجار الرفيع، و شهدت تلال جبل عامل على سعيه لإحدى الحسنيين.
هي الشهادة أرادها، فاقتربت منه لأكثر من مرَة أثناء مسيرته الجهادية، ولكن لم يكن نصيبه سوى جراح ورضوض... ونصر مبين. كان التحرير و كانت الفرحة الكبرى لحسن و لكل مجاهد. كان حسن ما زال بانتظار شهادته، فمن كان الجهاد قبلة عينيه فإن الشهادة حتما غاية مناه.
تموز 2006 كان النداء إلى عيتا. نادته الأرض أو الشهادة، أو كلاهما. كان حسن من الذين شاركوا في عملية أسر الجنديين الإسرائيليين. لم يغادر عيتا في ذلك اليوم التموزي الطويل، وبقي فيها طيلة الحرب، فكانت له فيها صولات وجولات ليشهد حجرها و ترابها و هواؤها، و من بقي فيها من بشر، على شجاعته وجرأته، هو الذي نجا بأعجوبة من غارتين استهدفتاه، و مجموعة من رفاقه، في واحد من بيوت عيتا.
في الاسبوع الأخير للحرب، و بعد أن جن جنون العدو لصمود عيتا وبقائها عصية عليهم، قرروا تدميرها بالكامل وجعلها أرضًا محروقة. هنا كان هادي بالمرصاد لتقدمهم مقدامًا، وبقلب يلهج بذكر "وما رميت اذ رميت و لكن الله رمى". كان "الحرّ" يمطر دباباتهم بنيران أربكتهم ساعات و أيامًا.
مع احتدام المعركة، وبالقرب من دمار بيت كانت الطائرات قد قصفته مرات عدة، وفي وسط ضجيج النار والدمار، هدأ الهدير فجأة وهلّ نور قدسيّ على هادي العاشق، المتلهّف للقاء المحبوب، مخضبًا بدم نذره لأهل بيت النبوة، لا يخلف عهده مع من سبق من رفاق الدرب، ولمن بقي أوصاهم يقول: " إخوتي، أطلب منكم أن تحافظوا على دماء الشهداء، لأن هذا الدم سقط في يد الله".
ارتفع حسن شهيدًا حرًا، على أرض عيتا التي طالما هزّ صمتها بخطواته الثابتة. رقت لدمه المنساب في عروقها، يبث الحياة فيها من جديد.


*الشهيد حسن محمد محسن – مواليد زقاق البلاط 1980 – أعزب - استشهد بتاريخ 07/08/2006 عيتا الشعب.

07-آب-2014

تعليقات الزوار

استبيان