المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

قضى عشقًا - أحمد هادي


تعلق قلب شريف* بأهل البيت(ع). كان يومه لا يكاد يخلو من حضور مجلس عزاء حسيني أو مولد، على قاعدة "افرحوا لفرحنا واحزنوا لحزننا". لم نعلم، نحن أصدقاؤه، سر هذا التعلق والعشق، فكان جل كلامه عن هذه الثلة، وأكثر ما كان يؤلمه مصيبة الزهراء(ع)، فلا أنسى كيف لم يتمكن من تحمل ذكر القارئ لهذه المصيبة، فأُغمي على 4شريف واضطررنا لاستخدام وسائل لإيقاظه عدة. بدأ شريف، مع صغر سنه، العمل المقاوم بعد حرب تموز العام 2006 مباشرة. هو يتيم الأب لأم صابرة، لم تنهه يومًا عن الجهاد.



كان حاله كحال المجاهدين، طالبًا للشهادة زاهدًا في الدنيا، مع توفرها له، فالأب ترك إرثًا يكفيهم لحياة كريمة، ولكن أبت نفس هذا الفتى إلا ان تكون في عليين. لم يتسنَ لشريف المشاركة في أية حروب، قبل حرب 2006، فهو يافع لم يسعفه الزمن، وكم كان يمني النفس بهذا الأمر، ولكن لا بأس، إنها مرحلة تحضير واستعداد عسكري وروحي لأي حرب تُفرض علينا، فنحن بجوار عدو يتربص بنا، كوحش جائع ينتظر فرصته للانقضاض. مرت السنون وشريف يصبر ويحتسب أمره عند الله، واضعًا نصب عينيه نصرة الحق أينما كان.


 بدأ تدفق التكفيريين إلى سوريا. يا الله إنها فرصتي. قال شريف. بداية، لم يُسمح له بالمشاركة. مثلما لم يُسمح للكثير من المجاهدين، فالتكليف أمر لا يمكن تجاوزه. فوكل أمره لله، راجيًا متوسلًا بأهل بيت النبوة وبسيدة النساء الزهراء(ع). وقد استجاب الله دعاءه. حان الموعد. طُلب من شريف تحضير نفسه لمهمة في سوريا. لم تسع الدنيا فرحته، مع أنها ستكون مأمورية لمدة محددة، ولكن لا بأس بها. قال في نفسه. حقق شريف ما كان يصبو إليه. وصل إلى الميدان. لم يكن للوقت والزمان مكان في حساباته، فهو في جنته يدافع عن الثغور. أنهى المأمورية الأولى، فطلب التجديد، وحصل على مبتغاه، وهكذا كان يترجم عشقه الحسيني إلى عمل كربلائي، إلى أن حانت الساعة، طُلب منه العودة ليستريح، لكنه طلب راجيًا أن تمدد خدمته أيامًا قليلة.
كان قراره حاسمًا: لا أريد العودة، أنا أريد الشهادة. في اليوم التالي، بينما كان شريف مع رفاقه يمهدون لهجوم في منطقة يبرود، أصيب بشظايا قذيفة معادية، ليستريح مع من أحب في جنان الخلد وعلى لسانه كلمة: أرضيت يا رب خذ حتى ترضى.


*الشهيد أحمد علي ذيب ناصر "شريف" – من بلدة حاريص/قضاء بنت جبيل.

09-أيلول-2014

تعليقات الزوار

استبيان