المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

13 أيلول ... – محمد محسن




كنا من سكان الأحياء الداخلية بين الغبيري وحارة حريك. صوت الرصاص الموجه نحو رؤوس المتظاهرين ضد اتفاق أوسلو وصدورهم، تناهى إلى الزاروب حيث نسكن، وكأنه في الزاروب المجاور. كانت أمي تنشر الغسيل، وكنا نلعب بكرةٍ زرقاء طرية. اشتد الرصاص، بدأت بالبكاء خوفًا على أبي. لم يكن مشاركًا في التظاهرة، لكنني حينها كنت خائفًا عليه من مشاهد الموت. خالتي كانت من المشاركين، لم نكن نعلم بذلك. المهم أننا أوقفنا اللعب.



أذكر وجه أمي كيف كان متوترًا، وكيف كانت تطمئننا بأن ما نسمعه سينتهي سريعًا. بعد إحدى وعشرين سنة أعود بالذاكرة إلى حادثة بكائي جزعًا. ١٣ أيلول وشهداؤه، يوم من أيام طفولتنا البكّاءة كثيرًا. شهداء عبروا حينها، وآخرون عبروا في حروب تمر علينا بمعدل واحدة كل خمس سنواتٍ تقريبًا. نحن أبناء جيلٍ لم يعش طفولة سليمة، والسبب الأساسي، بوضوح، هو الوحش الإسرائيلي وعملاؤه. نحن أبناء جيل بدأ شبابه ومراهقته مع الاغتيالات والحروب أيضًا، ولذلك عندما أسافر إلى بلاد الله الآمنة، أتمنى أن أعود طفلًا لأعرف الأمان الذي حرمتُ منه في سنواتي الأولى.



يقول باراك أوباما اليوم إنه سيشن حربًا قريبة على داعش. من الواضح أنه كاذب، سياسات بلاده مسؤولة تاريخيًا، وبنسبة كبيرة، عن عذاباتنا. لقد انتصرنا، برغم الوجع، بعذابات شهداء ١٣ أيلول، وغيرهم من أبناء قوافل النصر. والنصر أيضًا كان نتيجةً طبيعية للتضحية. ونحن مرغمون، بألوان طفولاتنا، واحتراق أعصابنا الطرية من الخوف، بدل أن تنمو بسبب الفرح. اليوم، في المنطقة، بيئة جديدة تهزأ بأساطيل التوماهوك وأساطيل الذبح الداعشي. الضربة الأميركية لن تكون نزهة، لن ترعبوا أطفالنا، والمجد لأيلول الشهداء.
19-أيلول-2014

تعليقات الزوار

استبيان