المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"سرايا القدس"... جهوزية في انتظار العدو


غزة - أحمد جمال الدين

لم يكسر سرايا القدس -الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - استشهاد 143 عنصراً من مقاتليها خلال عام 2014، أو يهزم عزائمها، وبخاصة إذا ما علمنا أنه وبعد انتهاء الحرب على غزة (آب 2014) قد خرّجت مئات المقاتلين ضمن أفواج التحرير التي تعدها استعداداً لمعركة الأقصى. عناصر سرايا القدس الذين ربطوا على جراحهم خلال معركة (البنيان المرصوص) وقاتلوا بفخر الابطال وشموخ العمالقة، سجلوا انجازاً نوعياً بضرب العمق الاسرائيلي بصواريخ "فجر"، فضلاً عن اخفائهم قدرات اخرى، قالوا إن الايام كفيلة بالكشف عنها، وفي ذلك اشارة الى الاستعداد للمرحلة المقبلة.


مراسل "موقع المقاومة الإسلامية" عاين تدريبات عناصر الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي واعد التقرير التالي من وحي الميدان:
هناك على الطرف الشرقي من مدينة غزة، كان ضابط من وحدة التعبئة في سرايا القدس عريض البنية، معصوب الرأس، يشرف على تدريب أكثر من 200 عنصر وسط ميدان شاسع تطوق حدوده بالأسوار والاسلاك الشائكة.
يقول هذا الضابط لـ"موقع المقاومة الإسلامية": "هؤلاء الرجال عزائمهم صلبة لا تهزمهم حرب أو معارك، فهم يسعون إلى إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة"، مؤكداً أنهم يتلقون تدريبات عالية المستوى ما بين القفز أو الانزال او اختراق الحصون أو القنص واعداد الكمائن.

المقاومة الفلسطينية
                                                          المقاومة الفلسطينية

عدد من هؤلاء المجاهدين، كما قال الضابط، فقد أقاربه خلال الحرب الأخيرة على غزة، وآخرون دمرت بيوتهم، "لكن ذلك لم يفت في عضدهم أو يحبط عزائمهم عن المضي في طريق المقاومة".
أحدهم ويدعى أبو مالك، قال بعد الاستراحة من عناء التدريب "لا يمكن بحال من الأحوال أن نركن إلى الهدوء الذي يسود القطاع في الفترة الحالية. العدو لا يؤمن مكره ويجب أن نستغل كل دقيقة في الاعداد للمواجهة القادمة"، متوقعاً أن تكون المعارك اللاحقة أشد بؤساً وألماً بالنسبة للاحتلال الصهيوني على ضوء توعد المقاومة باستخدام صواريخ نوعية ستضرب عمقه بدقة.

وبعيداً عن الميدان، وبالولوج إلى غرف وحدات التصنيع في سرايا القدس، يبدو حجم الصلابة التي يتصف بها اعضاء هذه الوحدات الذين يغطون وجوههم بأقنعة سوداء، وبخاصة أنهم لم ينالوا قسطاً من الراحة حتى في زمن الحرب التي استمرت لـ51 يوماً، حيث استخدم الذراع العسكري للجهاد الإسلامي قوة صاروخية غير مسبوقة في التعامل مع الترسانة الحربية الصهيونية، وذلك باعتراف العدو. ووفق إحصائية قدمها أبو أحمد وهو مسؤول في الوحدة الصاروخية التابعة لـ"سرايا القدس"، فإن الأخيرة أطلقت 3382 صاروخاً وقذيفة، بينها صواريخ براق وفجر وكورنيت ومالوتكا، خلال العدوان الأخير على غزة، واستطاعت بفعل هذه القذائف والصواريخ ايقاع خسائر فادحة في العدو الصهيوني.

مقاومة
                                                               سرايا القدس

وقال أبو أحمد: "لقد تمكنت السرايا من قتل 31 جندياً في عمليات مختلفة خلال معركة "البنيان المرصوص" والتي شكلت نقلة نوعية في أداء المقاومة، مشيرا إلى أنه كان لصاروخ برق 70 (محلي الصنع) الذي استخدمته السرايا لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو وقع ملموس على صعيد وضع تل ابيب ومفاعل ديمونا وناحال تسوراك تحت تهديد نيرانها".
وفي الوقت الذي كشف فيه المسؤول في الوحدة الصاروخية عن استمرار التطوير على المخزون الصاروخي الخاص بالسرايا، ومراكمة الانجاز المتعلق بمدى وقدرات الصواريخ المحلية، كشف أيضاً عن امتلاك سراياه لسلاح استراتيجي يسمى "زلزال" لم يستخدم حتى اللحظة، وفي ذلك تأكيد لما قاله الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح، خلال حرب "البنيان المرصوص"، من أن حركته تمتلك سلاحاً استراتيجياً لم تستخدمه. وفي ذلك اشارة أيضاً، كما يرى مراقبون عسكريون، الى قدرة سرايا القدس العسكرية وحجم مخزونها الصاروخي.

رمضان عبدالله
                                       الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح

ورغم فارق القوة والاختلاف الجوهري في حجم امكانيات المقاومة مقارنة بما يملكه العدو الاسرائيلي من ترسانة حربية،إلا أن القيادي في وحدة الدروع ويدعى (أبو حمزة) قال: "نحن نعد لهم ما أوتينا من قوة، ولا يمكن أن ندع الخوف او الجبن يتسلل الى قلوب مجاهدينا الاشاوس". وأضاف أبو حمزة: "نحن شعب واقع تحت الاحتلال ومن حقنا أن نقاوم وأن نستخدم كافة الوسائل من اجل دحر الاحتلال عن ارضنا، بما في ذلك انتاج الصواريخ المحلية، أو التخطيط للمعارك الميدانية واعداد الكمائن". وأشار إلى أن عناصرهم في الوحدات المختلفة (الدروع، والصاروخية، والقناص) على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو، مؤكداً أن وحدات الدروع قد اتمت تجهيز العبوات الناسفة وتعد الكمائن والقذائف، فيما وحدة القنص تتابع رصد العدو على مدار الساعة وتراقب الاهداف وتحركاتها على الحدود. وقبل أن نسدل الستار على صورة أداء للجهاد الإسلامي في فلسطين، تؤكد (سرايا القدس) أن معركة الصراع مع المحتل الغاصب لا تزال مفتوحة، وان الإعداد لمعركة التحرير أو كما تسميها (أم المعارك) مازال مستمراً.
12-كانون الثاني-2015
استبيان