المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

خضر عدنان... الأسير الخباز الذي سطّر ملحمة الإضراب


أحمد جمال الدين

لقد ضرب ذاك الخباز الفلسطيني المناضل، خضر عدنان (37 عاما)، أروع مثال في الصمود والتحدي حين افتتح معركة الإضراب عن الطعام احتجاجاً على تمديد سلطات الاحتلال اعتقاله الاداري، عام 2012، وها هو يعاود جبل الوطنية بالصمود في ثاني اضراب يعلن احتجاجا على تمديد اعتقاله إدارياً للمرة الثانية على التوالي لمدة ستة شهور جديدة.

الأسير عدنان، وهو أب لخمسة أطفال، معروف بثباته ومواقفه الوطنية. باشر في السادس من الشهر الجاري اعلان الاضراب عن الطعام كوسيلة لتحدي الاحتلال الاسرائيلي، رافضاً بذلك كل اساليب الابتزاز وقمع الحرية التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

لا تزال رندة زوجة رجل التضامن الأول مع الأسرى ومفجر سياسة الاضراب عن الطعام، على ثقة بالهزيمة التي سيلحقها زوجها بالسجان، حتى وهو يدفع ثمناً باهظاً يتعلق بالاحتجاز في زنازين العزل الانفرادي، في هذا الجو القارس.


خضر عدنان
                                                            الأسير خضر عدنان
                   
تقول زوجة الأسير عدنان: "عودنا الشيخ خضر على صموده وثباته على مواقفه، وبالتالي فهو لن يتراجع عن مطالبه  وصولاً إلى الافراج العاجل عنه". ونقلت عنه أن تجديد اعتقاله يمثل اعتداء على المواثيق والاعراف الدولية التي تضمن حرية الاشخاص، ويعكس حجم العنجهية الصهيونية.

وكان الاحتلال قد اقدم على اعتقال الشيخ عدنان وهو من قيادات الجهاد الإسلامي، في آب الماضي إبان الحرب على غزة، في اشارة واضحة إلى محاولة اسكات صوت المقاومة في الضفة الغربية، وفق افادة مراقبين.

ومعروف عن الأسير المحتجز في سجن "هداريم" أنه كان ناشطا في مناهضة الاعتقالات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين، وداعماً أول للأسرى في سجون الاحتلال، وهو أمر جعله دوماً محط استهداف من سلطات الاحتلال. 

وبدت الزوجة رندة، أكثر تفاؤلاً بانتصار زوجها على سجانه، قائلة "أنا على ثقة بأن زوجي سيقهر سجانه وسيفك اسره بيده، من خلال التمسك بخيار الاضراب عن الطعام كسبيل لنيل الحرية"، معبرة عن ألمها لما قد يصيب زوجها الاسير من ويلات الامتناع عن تناول الطعام.

واعتبرت أن قيام الأسير عدنان بهذا الفعل، إنما هو محاولة للانتصار لإرادة الاسرى ورفع الروح المعنوية لديهم في التغلب على سطوة مصلحة السجون الاسرائيلية التي ترتكب اقبح الحماقات ضد الأسرى.

لكنها عادت واستدركت "لا زلت اخشى من تعامل ادارة السجن معه، واخضاعه للقسوة والشدة على ضوء اعلانه الاضراب عن الطعام"، مشيرة إلى أن زوجها لا يزال في موقف قوة وآسره في موقف ضعف.

تظاهرة


تجدر الإشارة إلى أن إدارة سجن "هداريم" قامت بنقل الشيخ خضر عدنان مباشرة إلى زنازين المعتقل ومنعته من لقاء المحامي الخاص به كإجراء عقابي، على ضوء اعلانه الاضراب عن الطعام احتجاجاً على تجديد اعتقاله ادارياً لستة اشهر اضافية، بعدما كانت قد أصدرت محكمة سالم الاحتلالية قراراً بإنهاء اعتقاله واطلاق سراحه فوراً في الثاني عشر من كانون الأول الماضي، لكن نيابة الاحتلال اعترضت على القرار بحجة عدم استكماله لمدة الاعتقال الاداري.

ووفقاً لما قالته مؤسسة مهجة القدس، فإن الشيخ خضر اخذ قرارا لا عودة عنه يتعلق بإعلان الاضراب عن الطعام، وأن على جميع الاطراف تحمل مسؤولياتها تجاه تعريض حياته للخطر على ضوء ضرب النيابة الاسرائيلية عرض الحائط بقوانين محكمة سالم العبرية.

وأشارت المؤسسة المختصة بالدفاع عن القدس والشهداء والأسرى، إلى أن الأسير عدنان أعلن الإضراب عن الطعام لمدة أسبوع واحد وربما يتطور الأمر اذا لم تنصع ادارة السجون لمطالب الافراج عنه فوراً. وطالبت في بيان لها مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل وقف سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.

 


15-كانون الثاني-2015
استبيان