المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"اسرائيل" ليست قادرة على القضاء على حزب الله

مصعب قشمر

لم يكد الصهاينة يخرجون من صدمة  العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة حتى دخلوا في متاهات خطاب النصر للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. السيد نصر الله وفي خطابه الأخير أعاد تذكير "الاسرائيليين" بالانتصارات التي حققتها المقاومة الاسلامية  على كيانهم منذ تحرير العام الفين مروراً بانتصار عام 2006 وصولاً الى عملية مزارع شبعا المحتلة في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني من العام الجاري، مكرراً في نفس الوقت العبارة المشهورة بأن "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وهي العبارة التي تستفز الصهاينة ايما استفزاز، فضلاً عن رسمه لمعادلة جديدة من خلال فض قواعد الاشتباك  وعدم اعترافه بتفكيك الساحات والميادين،  والاستعداد لمواجهة الحرب إذا فرضت على  حزب الله  مع تأكيده أن الانتصار سيكون حليف المقاومة.

قادة الاحتلال قرأوا جيداً خطاب السيد نصرالله، مقرين بعلو كعب المقاومة الاسلامية في المواجهة مع كيانهم، فكان أول من التقط هذه الإشارة وزير خارجية العدو أفيغدور ليبرمان الذي اعترف بأن حزب الله فرض قواعد لعبة جديدة على "إسرائيل". لم يكتفِ ليبرمان بما أدلى به، إنما أعلم الجمهور " الاسرائيلي" بأن حزب الله أصبح أكثر جرأة  وتصمياً واستفزازية، لكن أهم ما صرح به هو اعترافه بأن حزب الله اخترق قوة الردع " الاسرائيلية" بعد عملية مزارع شبعا، وهو إقرار سيزيد بالطبع من هوة الثقة التي منحها المستوطنون لجيشهم ولقوة الردع التي لطالما تغنوا بها.

إعتراف ليبرمان ورد أيضاً على لسان الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في "اسرائيل" غيورا آيلاند الذي لم يتردد في منح حزب الله العلامة الكاملة لأي حرب مقبلة مع "إسرائيل"، إذ توصل آيلاند الى نتيجة مفادها أن نتيجة  الحرب الثالثة في حال حصلت ستكون أسوأ من نتيجة  حرب العام 2006. وقد كان واضحاً في تقييمه أن "اسرائيل" ليست قادرة على القضاء على حزب الله. هذه النتيجة التي توصل إليها آيلاند أتت من خلال تأكيده أن حزب الله  أصبح أكثر قوة ولديه صواريخ أكثر وذات مدى أبعد، لافتاً الى أن هذه الصواريخ لديها قدرة تدميرية كبيرة وذات دقة عالية، متماهياً بذلك مع ما قاله السيد نصر الله حول قوة المقاومة وفعاليتها.

نقل جرحى العدو

المعلقون الصهاينة وصفوا عملية مزارع شبعا بأنها ضربة نوعية محسوبة ومحددة اعتمدت مستوى عالياً من المعلومات الاستخبارية. وهنا يتساءل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل ما إذا كانت "إسرائيل" ستقدم على قصف قافلة تنقل أسلحة نوعية لحزب الله بعد عملية مزارع شبعا، مع علمها أن حزب الله يمكن ان يجدد عملياته من الجولان ومن المنطقة الحدودية، ويختم بالقول: واضح إن ما كانت تقوم به "إسرائيل" في سوريا لم يعد مقبولاً بعين الخصم.

ولم تختلف رؤية صحيفة "يديعوت احرونوت" في تفسيرها عما توصلت إليه زميلتها "هآرتس". ويرى يوش يهوشوع أن الجيش "الإسرائيلي" سيحتاج الى التفكير ملياً في كيفية مواجهة المستوى العملاني والاستخباراتي العالي لحزب الله الذي قاد الى هذا الانجاز، وهو بمثابة ضربة موجعة للجيش "الاسرائيلي".

ولم يَسلم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من تعليقات الصحافة الصهيونية. ووصفت تصريحاته عقب عملية مزارع شبعا بالمتناقضة، من جهة يعلن أن "اسرائيل" ستنفذ كافة العمليات العسكرية المطلبوبة لمنع حزب الله من السيطرة  على منطقة تمتد على طول خط  وقف إطلاق النار  في مرتفعات الجولان من مزارع شبعا  والقنيطرة،  ومن جهة اخرى ينقل عبر قنوات دعوته حزب الله إلى التهدئة. وتساءل  كبير المحللين في  صحيفة "يديعوت احرونوت" ناحوم بريناع كيف تتساوى الرسالة الأولى الحربجية  مع الدعوة "الاسرائيلية" التي نقلت الى حزب الله  بقنوات علنية  وسرية من أجل التهدئة.

وقد بدت واضحة حالة الرعب الذي تملك الجنود الصهاينة بعد عملية مزارع شبعا إذ يقول جندي جريح لإذاعة الجيش "الاسرائيلي" "لو صعدنا الى مزارع شبعا مثلما خططنا لذبحونا ولكان هناك جنود مخطوفون في هذا الحدث".

عملية مزارع شبعا أثرت بشكل سلبي وكبير على الحالة الاقتصادية في الكيان الصهيوني،  إذ يشتكي أصحاب الفنادق والمنتزهات من قلة الرواد والزوار في المناطق الشمالية. وتفيد التقارير "الاسرائيلية" أن "الاسرائيليين" ابتعدوا عن التنزه خلال عطلة نهاية الاسبوع الاخيرة  رغم دعوة السلطات "الاسرائيلية"  الى العودة الى الحياة الطبيعية،  وخاصة في منطقة جبل الشيخ، حيث تفيذ المعطيات بأن المتنزهين حجزوا 50 % فقط من غرف الضيافة والفنادق في الشمال، وهي نسبة ضئيلة  مقارنة بالفترات العادية  السابقة.


03-شباط-2015
استبيان