بقيت تداعيات عملية المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة تلقي بظلالها على كيان الاحتلال، وآثارها ما زالت ماثلة للعيان، بل زادت من القلق الصهيوني، مع إعادة الحديث "الاسرائيلي" عن وهن قوة الردع للجيش الصهيوني وعن وجود حزب الله في الجولان.
ولا يزال التحقيق في الجيش الصهيوني مستمراً لمعرفة أسباب عدم نجاح قيادة الجبهة الشمالية في ترجمة تحذير "أمان" لإحباط هجوم حزب الله.
فقد أظهر تحقيق أجراه الجيش الصهيوني أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" نقلت معلومات مسبقة إلى قيادة الجبهة الشمالية في الجيش وحذرت من الهجوم الذي نفذه حزب الله في مزارع شبعا، الشهر الماضي، لكن قيادة الجبهة الشمالية لم تنجح في ترجمة التحذير من أجل منع الهجوم، الذي قُتل فيه جنديان وأصيب آخرون بجروح..
وذكر موقع 'واللا' الالكتروني أن قرار قائد لواء 769 "الإسرائيلي"، العقيد دان غولدفوس، بالمصادقة على تسيير دورية مؤلفة من عدة سيارات بالقرب من الشريط الحدودي في منطقة مزارع شبعا لا يخالف التعليمات.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على تفاصيل التحقيق قوله إن غولدفوس قدم خلال التحقيق "تفسيراً مقنعاً" حول حجم المعلومات الاستخبارية التي كانت بحوزته، والتي بموجبها اتخذ القرار بتسيير الدورية عند خط المواقع العسكرية في شبعا قبيل تسليم المسؤولية عليها إلى لواء غفعاتي.
وأشار الموقع الى أن القائد العسكري لمنطقة الشمال في الجيش "الإسرائيلي"، آفيف كوخافي، لم يعرض على رئيس أركان الجيش الجديد، غادي أيزنكوت، التحقيق بشأن العملية، وأن هناك أسئلة كثيرة لا تزال قائمة بشأن حقيقة ما حصل في اليوم الذي سبق العملية..
وضمن هذه التساؤلات: هل كان إنذار الأجهزة الاستخبارية "الإسرائيلية" دقيقاً بشأن نية حزب الله الرد على اغتيال جهاد مغنية والجنرال الإيراني محمد دادي؟ وهل كانت الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" تعلم بوجود مجموعة على بعد كيلومترات من الحدود تنتظر الفرصة السانحة لمهاجمة القافلة العسكرية؟
وتشير تحقيقات اخرى غير صهيونية عن العملية الى أن المجموعة التي نفذت العملية، وأطلقت الصاروخ المضاد للدبابات، لم تصب بنيران الجيش الإسرائيلي، لأن الأخير لم يتمكن من تحديد مصدر النيران.
ويشير التحقيق أيضاً إلى أن عملية مزارع شبعا التي استهدفت قافلة مركبات عسكرية تابعة لـ"غولاني" قد خطط لها جيداً، ونفذت بدقة. كما أن عناصر المجموعة تسلحوا بصواريخ من طراز "كورنيت"، وتمركزوا في موقع قريب أجريت منه عملية رصد للحدود مع "إسرائيل".
وبحسب التحقيق فقد تم إطلاق صاروخي "كورنيت" على الهدف في نفس الوقت. ونقل عن مصدر عسكري في الجيش اللبناني، كان شاهداً على الهجوم، أن الصاروخين الموجهين بالليزر قد أصابا بشكل مباشر الجزء الخلفي من مركبة عسكرية، في حين أصاب الصاروخ الثاني الباب.
ويضيف التحقيق أن الجنود الإسرائيليين كان بإمكانهم الهرب والاحتماء، لأن شحن الصاروخ الثالث وإطلاقه يستغرق نحو 25 ثانية، وأن رد الجيش الإسرائيلي حصل بعد 20 دقيقة.
كما ذكر التحقيق أن مقتل الجندي الاسباني من قوات اليونيفل بنيران الجيش الصهيوني وقع بعد تنفيذ القوات الإسرائيلية "إجراء هنيبعل" من أجل منع أسر جندي "إسرائيلي".
من جهة ثانية يبدي رئيس حكومة العدو بنيامين بنتياهو قلقاً متزايداً على كيانه، وهو في هذا السياق يخشى من وجود إيراني على تماس معه، وقد ترجم نتنياهو خوفه من خلال تصريحه الذي اعتبر فيه أن إيران تسعى الى فتح جبهة ثالثة ضد "إسرائيل"، عبر حزب الله في هضبة الجولان السورية، لافتاً إلى أن محاولات طهران للوصول إلى حدود "إسرائيل" من أخطر التهديدات الأمنية التي تواجهها.
وقال: إلى جانب عمليات حزب الله في الشمال بتوجيهات إيرانية وحماس في الجنوب، تسعى طهران إلى فتح جبهة ثالثة في هضبة الجولان من خلال إرسال آلاف المقاتلين من حزب الله الموجودين في جنوب سوريا وهم تحت إمرة إيرانية مباشرة، مشيراً الى ان التحديات الأمنية حول كيانه تتطور، وفي مقدمتها محاولة إيران توسيع وجودها عند حدود "إسرائيل" بالتوازي مع تطويرها للسلاح النووي.
قلق نتنياهو تزامن مع تصريح ادلى به وزير خارجية العدو الذي جزم بأن المشكلة الأساسية "لإسرائيل" تكمن في عدم قدرتها على الحسم، وأن قدرة الردع "لإسرئيل" تآكلت، ومن بين الأسباب التي أدت لذلك "تحرير آلاف المخربين" حسب قوله. واعتبر ليبرمان أن مشكلة "إسرائيل" تكمن في عدم قدرتها على الحسم في كافة المجالات، الأمنية والاقتصادية والسياسية، مشيراً الى أن عدم الحسم يبقي الصهاينة يراوحون مكانهم مترددين.
ليبرمان واصل توجيه سهامه نحو نتنياهو معتبراً ان خطاب الاخير في الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الإيراني لا أهمية له، ساخراً من الخطاب وأهميته بالقول"'ليس باستطاعتنا القضاء على حماس، فكيف سنواجه إيران؟". ووصف ليبرمان رئيس حكومته بأنه رجل أقوال لا أفعال.