المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

نتنياهو يجلب الكارثة "لإسرائيل"


مصعب قشمر

إرتد خطاب رئيس الحكومة الصهيونية في الكونغرس الاميركي سلباً عليه، وبقيت لعنة الخطاب تلاحقه في أكثر من اتجاه. فهو لم يسلم من انتقاد الإدارة الاميركية، وكذا لم يوفق في حصد التأييد الداخلي لسياسته، وتوسعت تداعيات الخطاب على الكيان الصهيوني لتشمل الامن والسلاح والدبلوماسية.

  رئيس الموساد السابق مائير داغان  انضم الى نادي المنتقدين، معتبراً  في مقابلة  مع  القناة الثانية للتلفزيون الصهيوني أن سياسة نتنياهو تجلب كارثة إلى "إسرائيل". داغان عبر عن  تخوفه من أن سياسة نتنياهو ستقضي على ما اسماه  الحلم الصهيوني، وقال إنه "طوال 45 عاماً خدمت هذه الدولة، وكانت هذه السنوات كلها من أجل الحفاظ على أمنها كدولة يهودية وصهيونية، ولا أريد أن يغيب هذا الحلم".

العلاقة الامنية مع واشنطن

العلاقة الامنية بين تل أبيب وواشنطن كانت على شفاه المسؤولين الصهاينة، الذين تخوفوا من أن يؤثر خطاب نتنياهو على العلاقة الامنية بين الجانبين. وقال مسؤولون أمنيون صهاينة إن الأزمة في العلاقات بين رئيس حكومة "إسرائيل" والرئيس الأميركي باراك أوباما، تلقي بظلالها على العلاقات الأمنية بين الدولتين، ويبدو أن هذه الأزمة أوسع مما كان يعتقد في الماضي ووصلت إلى درجة قرر فيها هؤلاء المسؤولون التحدث لوسائل الإعلام " الإسرائيلية" من أجل إخراجه إلى الرأي العام..

ويذكر هؤلاء أن هذه الأزمة بدأت بعد تولي نتنياهو رئاسة الحكومة وفي أعقاب رفضه التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين وتوسيع أعمال البناء في المستوطنات، وأحياناً من خلال إهانة مسؤولين أميركيين، مثل الإعلان عن مشاريع استيطانية واسعة خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، "لإسرائيل"، مشيرين الى أن الازمة تعمقت  كثيراً عندما دعم نتنياهو خصم أوباما، ميت رومني المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة السابقة، ووصلت هذه الأزمة الى ذروتها بخطاب نتنياهو في الكونغرس من دون التنسيق مع البيت الأبيض، وتحدي موقف الإدارة من المفاوضات النووية بادعاء التحذير من "التهديد" الإيراني.

ورغم ان قيادة حزب الليكود الحاكم تنفي دائماً وجود تأثير لهذه الأزمة على العلاقات الأمنية الأميركية – الإسرائيلية، إلا أن موقع "واللا" الصهيوني ذكر أن مسؤولين في وزارة الأمن "الإسرائيلية" عبروا مؤخرا عن استيائهم من العلاقات المتعكرة بين أوباما ونتنياهو بسبب تأثيرها على علاقات العمل بين الجانبين على مستوى الموظفين.

ويستدل المسؤولون الامنيون على تعمق هذه الازمة عندما يتناولون موضوع شراء الأسلحة والعتاد العسكري، الذي أصبح أكثر بطءاً مقارنة مع السنوات التي سبقتها،  وأن الأميركيين باتوا يؤجلون لقاءات وتحويل وثائق ضرورية لاستمرارية العمل بين الجانبين.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن المس بالأداء والتنسيق بين الجانبين بدأ قبل بضعة شهور، وحتى قبل البدء بالحديث عن خطاب نتنياهو في الكونغرس.

والتخوف الأساسي لدى المسؤولين الأمنيين وفي صفوف المسؤولين في الصناعات الأمنية "الإسرائيلية"، هو أنه على الرغم من إبرام عقود هامة متعلقة بصنع وتطوير منظومات أسلحة متقدمة، إلا أن الأميركيين قد يؤخرون اتخاذ قرارات بشأن ميزانية إضافية للعام 2016 .

 غير مرغوب فيه

تداعيات خطاب نتنياهو وصلت الى سفيره في واشنطن. وفي هذا المجال يذكر المسؤولون الامنيون أن وزارة الأمن كانت تستعين في الماضي بسفير "إسرائيل" في واشنطن من أجل تحريك أمور، لكن مكانة السفير الحالي، رون ديرمر، الذي يعتبر في واشنطن أنه المندوب السياسي الخاص لنتنياهو، أصبحت متدنية للغاية بنظر الأميركيين.

ويكشف المسؤولون الامنيون أن مكانة ديرمر تدهورت بشكل كبير بنظر الأميركيين، لدرجة أن حضوره في اللقاءات يشكل عقبة.

وفي السياق كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية  أن الادارة الاميركية باتت تعتبر السفير "الإسرائيلي" لديها  شخصاً "غير مرغوب فيه"، وذلك بسبب ضلوعه بتنظيم خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس.

وبحسب الصحيفة فإن الادارة الاميركية تعتبر السفير "الاسرائيلي" أنه المحرض الذي طبخ خطاب نتنياهو أمام الكونغرس من وراء ظهر أوباما مع رئيس الحزب الجمهوري في الكونغرس جون بوينر.    

وجاء في تقرير اعده مراسل الصحيفة في واشنطن "إذا رغب نتنياهو بالعمل مع البيت الأبيض، فلا يوجد  أمامه خيار سوى استبدال ديرمر الذي يرى فيه البيت الابيض شخصاً غير مرغوب فيه، رغم أن الاميركيين لم يقولوا ذلك علناً".
06-آذار-2015

تعليقات الزوار

استبيان