المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

كان صوتها أنيس المجاهدين

جعفر سليم

كان صوتها أنيس المجاهدين. عند افتتاح صوت المقاومة أواخر الثمانينات كان أثيرها يغطي بعض فضاء الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت. وهذا الاثير كان ينقل صوت الزملاء أنور نجم ورباب الحسن وحسين المقداد وحسن جمول وآخرين. صوت يصدح داعماً للمجاهدين في ميادين الصراع مع الاحتلال الصهيوني ويدك حصونهم المزعومة ويرعب عملاءهم الذين كانوا ينكلون بالمستضعفين المدنيين الصامدين في قراهم. ولهذا اختارت الاخت زينب عواض اسماً إعلامياً وعرفت باسم رباب الحسن . 

كنت واحداً من المتابعين لحضورها وأدائها وقوة صوتها الداعم للمجاهدين من خلال البرامج العامة في الإذاعة والبث المباشر والمسابقات الترفيهية والتي تحمل غنى ثقافياً وأدبياً وتاريخياً وجغرافياً.  

في العام 1991 دخلتُ عالم الإعلام من بوابة اذاعة النور. وأزعم أني دخلت قلوب المستمعين برفقة الحاجة رباب بعد ان تشاركنا في تقديم فترات البث المباشر المحدودة الوقت الى فترات البث المباشر المفتوحة لمواكبة اخبار العمليات الهجومية للمقاومة . في فترات المسابقات أذكر يوما أن أحد المتصلين كان طفلاً لا يتجاوز 12 عاماً ويريد الاشتراك بالمسابقة، فقلت له" انت زغيطور  وبتقدر تشارك بفتره خاصه للاولاد" وشكرته على الاتصال. وهنا وجدت الأخت رباب تضحك ولم تستطع تلقي المتصلة  وقالت: " زغيطور من وين جبته" فقلت لها هذه اهمية تبادل الثقافات. وللمناسبة لا انكر فضلها في التصحيح والتشكيل اللغوي وهي المتمكنة في اللغة بعد دراستها الحوزوية وخبرتها الإذاعية. 

في الأيام الأخيرة من حياتها هاتفتها للاطمئنان عن صحتها بعد ان أخبرتني عن معاناتها مع جرعات الكيماوي. وكانت مثال الصابرات المؤمنات الراضيات بقضاء الله وارادته. واليوم في 9\3\2015 جاء الخبر اليقين بإعلان وفاة الأخت رباب ونزل علي بقوة حضورها عبر الاثير، وشاركت في التشييع والتعازي وشعرت انها استبدلت دار الفناء بدار البقاء وفي جعبتها الكثير الكثير من الأعمال الباقيات الصالحات وهي الفقيرة الى رحمة الله ترجوه دائماً الرحمة  والحشر مع الشهداء والصديقين. 

في يوم عيد المعلم رحلت الاخت رباب الحسن وتركت خلفها مئات لا بل آلاف الاعمال الإذاعية. ولا ننسى إعدادها وتقديمها بالصوت فقط برامج من خلال قناة المنار. رحم الله الاخت زينب عواض الإنسانة ورحم الله الاخت رباب الحسن صاحبة الصوت الذي كان انيس المجاهدين في الوديان والمغارات وعلى التلال .


11-آذار-2015

تعليقات الزوار

استبيان