المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

كيف يرى الصهاينة ما يحدث في اليمن؟

عبد الرحمن جاسم

احتل الحدث اليمني بالتأكيد كل الشاشات الإخبارية العالمية، ليس لأنه مهماً فحسب، ولكن لأن تأثيره "تكتوني" أي أنه سيمتد أفقياً وعمودياً محدداً شكل المنطقة بأكملها في الأيام والشهور اللاحقة. لم يكن غريباً إذاً أن تفرد وسائل الإعلام الصهيونية مكاناً "كبيراً" للحديث عما يحدث في اليمن. ولم يكن غريباً أيضاً أن تأخذ طرفاً في المعركة الدائرة هناك. ودون أي مفاجآت كان الصحافيون الصهاينة وأبرز المحللين يؤكدون أنهم يقفون "قلباً وقالباً" مع النظام السعودي في معركته ضد تنظيم "أنصار الله" في اليمن. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت سباقةً لتغطية الحديث، فكتبت بشكلٍ مباشر تعليقاً على الحدث: "هرب الرئيس اليمني، نهب القصر، ثم قصفت السعودية"، وقدمت تقريراً متكاملاً عما يحدث، ناقلةً تصريح السفير السعودي في الولايات المتحدة الأميركية أنَّ بلاده تقود "تحالفاً" دولياً للدفاع عن الحكومة الشرعية اليمنية، أي حكومة الرئيس عبد ربه هادي. وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التلفزيون المصري قد أعلن أنَّ الحكومة المصرية قد وفّرت دعماً عسكرياً ولوجستياً للمملكة السعودية. بدورها كتبت علقت "معاريف" أنّه من الغريب عدم مشاركة "الولايات المتحدة" فيما حدث، ولكنها أشارت إلى أنَّ الأميركيين ساهموا فقط "بدعمٍ معنوي ولوجستي". ولم يفت معاريف الإشارة إلى أنَّ السعودية "فتحت معركةً جوية" على اليمن. بالتأكيد كان هذا التعليق المبدئي على الحدث اليمني، أي بداية المعركة، لكن ماذا كان الإعلام الصهيوني يقول ما قبل تلك المرحلة؟




عداءٌ مستشرٍ:
كان إيهود يعري محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الصهيونية واحداً من أولئك المحللين الذين أبرزوا "نابهم" السام في حديثٍ سابق حينما أشار إلى أنَّ تنظيم "أنصار الله" هو حزبٌ مشابه "لحزب الله" اللبناني، يمتلك تركيباً مشابهاً، تعبئة مشابهة، وفوق كل هذا "تنظيماً عسكرياً مشابهاً"، "تسيطر إيران على التنظيم" وتكمن أهمية هذا الحزب في أنّه قريب من مضيق باب المندب الذي يعتبر مدخلاً أساسياً على البحر الأحمر، وعلى ساحله. وأكد يعري أنَّ على الدولة العبرية أن تخشى ما يحدث، وأن "تقلق بشدة من تلك الأحداث"، وأن "اليمن على بعد ساعات من التحوّل إلى دولة موالية لإيران".

بدوره كان الصحافي بوعز بوسمت من "إسرائيل اليوم" يؤكد أنَّ ما حدث في اليمن هو "هزيمة للأميركيين ونصر لإيران". وقد أشار بوسمت -الذي يكتب في الجريدة المقرّبة للغاية من الحزب الحاكم الصهيوني (أي الليكود)- إلى أنَّ الأميركيين لم يساعدوا كما يجب في دعم الرئيس هادي الذي كان من الممكن أن يقف أمام المد "الشيعي" للحوثيين، وأن إيران قد واصلت نجاحاتها في المنطقة. وغمر بوسمت كثيراً من قناة الرئيس الأميركي الذي اعتبره "ضعيفاً" وقرعه أكثر من مرة مذكر إياه بما حدث للبارجة الحربية يو اس اس كول التي هوجمت في اليمن العام 2000 وقتل في ذلك الهجوم 17 من طاقمها، سائلاً هل "نسي أوباما ما حدث"؟ لا بل إنه حتى زاد من ذلك حينما أشار إلى أنَّ 60 بالمئة من المعتقلين الجهاديين في معتقل غوانتانمو الشهير في الجزيرة الكوبية هم يمنيون. "فهل يعقل أن يترك الرئيس أوباما اليمن للإيرانيين هكذا، دون أي ثمنٍ مقابل؟". أما روبين بوكيت (أيضاً من إسرائيل اليوم) فأشار في مقاله البارحة أنَّ: " في الآونة الاخيرة اتضح للعرب انه ليس فقط انهم لن يحصلوا على مساعدة غربية في وقت الضائقة ولكن ان هنالك اتفاقاً يتبلور مع إيران على حساب دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا من شأنه أن يتحول إلى تهديد اساسي لأمنهم". مؤكداً أن الغرب بأكمله وقع ضحيةً للخداع الإيراني، الذي صوّر له أنه هو "البريء" وأنَّ كل ما يقوم به يمكن أن "يمر" حيث يقوم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بفتح أبواب لم يكن من المتوقع أن تفتح للجمهورية الإسلامية. ويشير بوكيت إلى أنّ درع الجزيرة الذي تم الاتفاق على إنشائه في كانون الأول من العام 2009، أصبح ضرورةً ملحة للخليج خصوصاً مع اقتراب إيران من الحصول على سلاحٍ نووي.



بدوره كتب تسيفي برئيل (من هآرتس) قبل أيام (24-3-2015) مقالاً تحدث فيه عن اليمن، متحدثاً عن علاقات إيران بحلفائها في المنطقة مشيراً إلى أن إيران لا تجري فحصاً دينياً لحلفائها، فهي "جعلت الحوثيين حلفائها، ومولتهم، وسلحتهم، حتى إنه هناك 600 مقاتل حوثي يتلقون تدريبات عسكرية متقدمة اليوم هناك في إيران". ويؤكد برئيل أنَّ الحوثيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة داخلياً، فقوات الرئيس علي عبد الله صالح تساندهم، وهو يسعى إلى العودة عبرهم إلى السلطة. يؤكد برئيل أن السعودية تعتبر أن "أمن اليمن هو أمن الخليج العربي" ولكن ذلك لايمكن حدوثه دون الاعتماد على إيران كجزءٍ من منظومة الحل في اليمن، وأي حلٍ دون ذلك "التدخل" لا يمكنه الحدوث أو حتى يمكن اعتباره أمراً قابلاً للتحقق.

باختصار تبدو آراء المحللين العبريين تجاه الأحداث اليمنية (منذ ما قبل الضربات العسكرية السعودية وما بعدها) مشابهةً، فهم ينظرون إلى ما يحدث في اليمن باعتبار ما سيؤثره ذلك عليهم ككيان، من هنا ذلك التأثير على التحدث على دور "إيران" والاتفاقيات التي ستوقعها مع الولايات المتحدة ومدى أثر ذلك عليهم بشكلٍ أو بآخر.
27-آذار-2015

تعليقات الزوار

استبيان