المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

عملية الاستشهادي صلاح غندور 25-4-1995

المقاومة الاسلامية اخترقت مجددا تحصينات العدو ودخلت الى عمق الوجود البغيض للاحتلال وفجرت احد اهم مقراته الاستخباراتية في بنت جبيل وفي لحظة مرور قافلتين للقوات الاسرائيلية، حيث قام استشهادي من تلاميذ الامام الحسين(ع) وتنفيذا لتعاليم كربلاء بتفجير نفسه في سيارة مفخخة هز دويها اركان الاحتلال ومزق حضورهم في جزء من ارضنا المحتلة اشلاء مبعثرة، معيدا الى اذهان العالم المستكبر مسيرة الاستشهاديين التي بدأت بالشهيد احمد قصير مرورا بالمجاهدين الحسينيين الاحرار. وقد اصدرت المقاومة الاسلامية بيانا حول العملية الاستشهادية جاء فيه: "فارس حسيني من مجاهدي المقاومة الاسلامية، واستشهادي من ابناء محمد وعلي.. طلع من جراح الامة ميمما الوجه من عاملة الى القدس، ومستكملا الطريق الرائد الاول احمد قصير... حاملا دمه الزاكي المبارك وجسده الطاهر الممشوق عزة اباء ليهديه الى اخوة دربه ابطال الانتفاضة من ابناء حركتي حماس والجهاد الاسلامي الاستشهاديين البطلين خالد الخطيب (الجهاد الاسلامي) وعماد محمود ابوامونة (حركة حماس) اللذين استشهدا في عمليتي "نتزاريم" و"كفرداروم" الاستشهاديتين، وليهديها كذلك الى الشهداء المظلومين الذين قضوا في انفجار مبنى حي الشيخ رضوان في غزة بتاريخ 2/4/95.


وردا على كل النهج الاجرامي الوحشي الذي يمارسه العدو بحق امتنا والتي كانت عملية الاغتيال الجوي التي طالت المجاهد الكبير الشهيد "ابو علي رضا ياسين" واحدة من معامله الاخيرة. واستحضارا للغة الشهادة وعطاء الدم الذي لا ينضب، شهداء عين كوكب، على اعتاب ذكراهم السنوية...

يطل هذا الاستشهادي العاشق لربه مؤكدا من خلال هذه العملية الاستشهادية ان الشهادة هي سر الانتصار وانها تقنيتنا الالهية في الرد على كل تكنولوجيا الاجرام والتوحش والعدوان وانها مكمن القوة في دفاع الامة عن نفسها وصونها لوجودها المستهدف وصنعها لمستقبلها المنشود...

وفي التفاصيل ان مجاهدا استشهاديا من المقاومة الاسلامية اقتحم باعصاب هادئة وملامح مطمئنة عند الساعة 2.24 من عصر يوم الثلاثاء الواقع فيه 25/4/95 في بلدة بنت جبيل لدى التقاء قافلتين صهيونيتين، كانت احداهما قد دخلت من فلسطين المحتلة المنطقة الحدودية لتحل مكان القافلة الثانية التي كانت على وشك المغادرة، وذلك عند مدخل مقر الـ 17 الذي يضم مبنى قيادة عمليات اللواء الغربي ومبنى الادارة المدنية ومبنى قيادة المخابرات وقد ادى ذلك الى تدمير جزئي لمبنى الادارة المدنية واصابة مبنى اللواء الغربي باضرار جسيمة وتدمير خمس اليات، ذابت اثنتان منها كليا بفعل قوة الانفجار الهائلة وتناثر عدد كبير من الجثث في دائرة الانفجار، وقد سمع دوي الانفجار على مسافات شاسعة في المنطقة المحتلة وفي المناطق المحررة المواجهة.
ان المقاومة الاسلامية اذ تزف لصاحب العصر والزمان ولولي الامة المفدى اية الله الخامنئي وللامة الاسلامية المعطاء مجاهدها الاستشهادي صلاح غندور (ملاك) بكل عزة وفخر ورأس مرفوع، فانها تغتنم الفرصة مجددا لتؤكد مضيها في درب الشهادة والتحرير حتى آخر شبر من ترابنا المقدس.
ان هذا العدو الغاشم الغاصب لن يلقى منا الا الضربات، وان عملاءه المرتزقة لن يكن امامهم الا واحد من خيارين لا ثالث لهما: اما الموت تحت اقدام المجاهدين او تسليم انفسهم واعلان التوبة امام اهلهم ومجتمعهم.

وقالت اجهزة الامن في بنت جبيل ان العملية تزامنت مع دخول قافلة تابعة للجيش الاسرائيلي الى المبنى واضافت ان المبنى انهار على الموجودين في داخله وعلى عناصر القافلة، واوضحت ان 4 مروحيات اسرائيلية نقلت الى فلسطين المحتلة اكثر من عشرة قتلى وجرحى، كما اشارت مصادر المستشفيات في المنطقة ان الجرحى نقلوا بمروحية الى مستشفى اسرائيلي، وقد اصيب واحد منهم بجروح خطرة، وذكر مصدر امني في مرجعيون ان 30 شخصا اصيبوا في الهجوم بينهم عشرة جنود اسرائيليين وقال ان 20 لبنانيا من بينهم عنصران من الميليشيات المتعاملة مع اسرائيل اصيبوا في هذه العملية وعند سقوط 4 صواريخ كاتيوشا بعدها على المنطقة نفسها... واعترف متحدث عسكري اسرائيلي بالعملية وقال ان تسعة من جنوده اصيبوا بجروح واوضح ان سيارة محشوة بالمتفجرات انفجرت في بنت جبيل لدى مرور قافلة عسكرية فجرح جنودها التسعة.
امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وجه نداء الى مجاهدي المقاومة الاسلامية حيا فيه المجاهدين وشعبنا الابي الشريف في الجنوب والبقاع الغربي وكل شعب لبنان وفلسطين. ودعا سماحته المجاهدين الى الاستنفار الشامل دفعا لاي احتمال واستعدادا لاي تحد قد يلجأ اليه العدو الصهيوني امام الهزيمة الكبرى التي الحقها شهيدنا العظيم بقواته. وحذر سماحة السيد حسن نصرالله العدو من أي خطأ او عدوان يرتكبه بحق اهلنا وشعبنا والا لن يسلم للعدو مدنيوه.

لقد كان لعملية بنت جبيل الاستشهادية تأثيرات كبيرة اكتسبت اهميتها من مجموع اسباب وعوامل لخصها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالاتي:

1 ـ طبيعة الهدف الذي هو مركز تاريخي لقيادة قوات الاحتلال العسكرية والمخابراتية ومركز الادارة المدنية وهو معروف بمركز الـ 17 وله تاريخ اجرامي، اذ يدير شبكات العملاء والجواسيس في الداخل اللبناني، وهو المسؤول عن كل عمليات الاجرام التي تتم من قتل واغتيالات وفتن وزرع عبوات وهو المركز الذي تم فيه تفخيخ الكثير من السيارات الملغومة التي ارسلت الى المناطق غير المحتلة... وان هذه العملية هو قافلة عسكرية آتية مباشرة من فلسطين المحتلة فضلا عن مركز الـ 17.
2 ـ مكان العملية في عمق المنطقة المحتلة وعلى مقربة مما يسمى الحدود الدولية.
3 ـ الاسلوب الاستشهادي للعملية.
4 ـ حجم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي لحقت بقوات العدو.
وتناول سماحة السيد نصرالله دلالات العملية واهمها:
1ـ التاكيد على خيار المقاومة بالدم الاستشهادي ومن خلال العمل الاستشهادي خيارا وحيدا لاستعادة الارض والمقدسات ومقدرات الامة.
2ـ تاكيد قدرة المقاومة امنيا وعسكريا على الوصول الى أي هدف مهما كان مهما حتى في عمق ارضنا المحتلة، وتنفيذ المهمة بدقة متناهية وهذا ما اعترف به العدو.
3ـ التاكيد على حقنا ليس فقط في المقاومة بل في استخدام كل الوسائل والاساليب والطرق واشكال العمل المختلفة لاستعادة ارضنا ودحض المزاعم الاسرائيلية ان زمام المبادرة بات في يد الجيش الاسرائيلي.


25-نيسان-2015

تعليقات الزوار

استبيان