المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

جمال أبو سمهدانة.. قصة رجل من زمن آخر


محمد جهاد - غزة

جمال أبو سمهدانة يمثل  حكاية رجل باع الدنيا التي امتلكها بين يديه رخيصةً لله وللوطن.
حكاية شهيد سطر بدمائه الطاهرة أروع قصص البطولة...  حكاية رجل عاش لغيره ولم يعش لنفسه.
سنسرد لكم نموذجاً لرجل استطاع ورفاقه أن يذيقوا العدو الاسرائيلى  مرارة البكاء والحسرة والندبة على قتلاهم.  فبطلنا قصة وطن، قدّم نفسه وروحه قرباناً لله طمعاً في رضاه. نتحدث عن رجل كان قلبه معلقاً بالآخرة وعمل لها طويلاً.
الشهيد جمال عطايا أبو سمهدانة المكنى "أبو عطايا " الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وأبرز المطلوبين لفترات طويلة على  اللائحة السوداء لجهاز المخابرات الإسرائيلي، والمعروف بأول من تمكن من حل لغز دبابة الميركافا الاسرائيلية واستطاع تدميرها.

النشأة
ولد ابو عطايا فى اليوم الثامن من فبراير عام 1963 بمخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، حيث قضى طفولته، ثم انتقلت أسرته للعيش برفح جنوبيّ قطاع غزة. درس جمال المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والثانوية بمدرسة بئر السبع لينخرط بعدها بصفوف حركة فتح متأثراً بأسرته حيث اعتقل والده الحاج عطايا عدة مرات وأمه وسبعة من اخوته فضلاً عن اخويه  صقر وطارق اللذين انضما لحركة فتح وقاتلا حتى استشهد صقر عام 1975 وطارق إبان انتفاضة 1987.  وما  أن  انضم أبو عطايا الى حركة فتح حتى بدا أن فصلاً جديداً من فصول قد بدأ حياته حيث كلفته  الحركة بتشكيل مجموعات عسكرية في قطاع غزة. وبدأ جيش الاحتلال بمطاردة أبو سمهدانة عام 1982 لينتقل على أثرها إلى مصر ومنها إلى دمشق  فالمغرب ثم إلى تونس حيث مكث عامين. 



محطات
سافر أبو سمهدانة، الأب لأربعة أبناء وبنت، بعد ذلك إلى ألمانيا  حيث التحق بالكلية العسكرية  وتخرج ضابطاً برتبة ملازم عام 1989 قبل ان ينتقل بعدها إلى الجزائر  ثم الى بغداد.  وشهد الغزو الامريكي للعراق عام 1991 ، ثم رجع إلى الجزائر حيث كانت محطته الأخيرة في تنقلاته الخارجية ليعود بعدها إلى قطاع غزة  ضمن صفوف القوات الفلسطينية العائدة بموجب اتفاقية أوسلو عام 1993 ليعمل ضمن صفوف الأجهزة الأمنية.


مفترق طرق
في عام 1996 نجح  أبو عطايا  بعضوية إقليم حركة فتح عن محافظة رفح  ليدخل بعدها في سلسلة معارك عنيفة مع قادة الحركة فُصل على إثرها من عضوية الحركة  ليعتقله بعدها جهاز الأمن الوقائي لمدة سنة وسبعة أشهر على خلفية مساعدة حركة الجهاد الاسلامى في عمليات نفذتها ضد أهداف اسرائيلية.

انتفاضة الأقصى

مع بداية انتفاضة الأقصى التي اندلعت شرارتها عام 2000 قرر أبو سمهدانة تشكيل مجموعات عسكرية عرفت باسم لجان المقاومة الشعبية وذراعها المسلح ألوية الناصر صلاح الدين الذي كان معظمه من أبناء حركة فتح ومختلف الفصائل والتنظيمات الأخرى، لينفذ ورفاقه عدداً كبيراً من العمليات الفدائية جعلت منه اخطر وابرز  المطلوبين لـ"اسرائيل"، وحمّلته أجهزة المخابرات الصهيونية  المسؤولية الكاملة والمباشرة عن  تفجير دبابة الميركافا الاسرائيلية  وتنفيذ سلسلة من العمليات ضد أهداف صهيونية.

 وتعرض  صاحب اللحية السوداء الى عدد من محاولات الاغتيال الفاشلة كانت إحداها بتاريخ 5|8| 2004م  جراء صاروخ أطلقته طائرة صهيونية على سيارته ما أدى إلى إصابة اثنين من مرافقيه أحدهما هشام أبو طه الذي استشهد في وقت لاحق.




مراقباً امنياً
يعتبر ابو سمهدانة أول قائد ميداني يتولى منصباً رفيع المستوى بوزارة الداخلية التي شكلتها حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006 ، حيث أعلن آنذاك عن تعيينه مراقباً لوزارة الداخلية برتبة عقيد ما أثار ردود فعل غاضبة ومستنكرة واعتراضاً من حكومة الاحتلال والبيت الابيض حيث صرح وزير الإسكان الصهيوني آنذاك زئيف بويم للإذاعة الصهيونية "لدينا حساب طويل مع هذا الارهابي، وتعيينه لن يجنبه اي عقاب".
وقد عرف عن الشهيد مساندته لحركة حماس خاصة في الانتخابات التشريعية ومعارضته  لاتفاق أوسلو  واعتراضه على المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وتبنيه للنهج المقاوم المسلح.

يوم الاستشهاد
في يوم الخميس بتاريخ 8|6|2006  كان الشعب الفلسطيني على موعد مع رحيل أحد أبرز قادته العسكريين حيث استشهد القائد جمال جراء قصف الطائرات الصهيونية  لأحد المواقع التدريبية التابعة لألوية الناصر، واستشهد معه الشهيدان نضال موسى  ومحمد عسلية، لتصعد روح أبو سمهدانة إلى عليين ويشيع في جنازة مهيبة برفح وليدفن بجانب والده الحاج عطايا وعدد من أقربائه مسطراً قصة كفاح وجهاد تتعلم منها  الأجيال اللاحقة.



30-نيسان-2015

تعليقات الزوار

استبيان