المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الصهاينة في النيبال: استئجار أرحام ونشاط استخباراتي


عبد الرحمن جاسم

حدث زلزالٌ في النيبال. ذلك أمرٌ ليس بغريبٍ أبداً على تلك البلاد الآسيوية الجميلة بطبيعتها الخلابة، فالزلازل والبراكين هي جزء من حياة الناس هناك. لكن هذه المرة كان حجم الزلزال كبيراً للغاية. وأكثر ما لفت النظر خلال أحداث الزلزال وما بعده، هو الاهتمام الصهيوني الرسمي (وغير الرسمي) بذلك الزلزال حتى إن القناة العبرية الثانية (كما أغلب الصحف الكبرى) أولت الموضوع اهتماماً بالغاً كما لو أنه يحدث على الأراضي الفلسطينية المحتلة. إذاً، ما هي الحكاية خلف ذلك؟ وما هي حكاية عدد السواح الصهاينة الكبير الموجود في النيبال وعاصمتها كاتمندو؟

في البداية كتبت صحيفة معاريف الصهيونية في الحديث عن الأمر أن عدد السواح الكبير في النبيال ليس إلا نوعاً من "السياحة الاستوائية"، خصوصاً أن كاتمندو (عاصمة النيبال) هي بشكل أو بآخر "محمية" من قبل جهاز الأمن الصهيوني ومخابرات الكيان (الموساد)؛ لذلك فإن الصهيوني يذهب إلى هناك وهو يشعر بالأمان. لكن الصحيفة أكدت في الوقت نفسه على أن السبب ليس كذلك فقط بل إن هناك أمراً أخطر من ذلك يحدث. بدورها؛ لفتت صحيفة هآرتس أن "مستأجري الأرحام" هم أغلب السواح الصهاينة في نيبال. الإعلان هذا جاء بعد تصريح لوزير الداخلية الصهيوني جلعاد أردان حينما قال إنَّ "الطائرات الصهيونية الذاهبة لإجلاء الصهاينة السواح من هناك ستنقل أيضاً "الأطفال" المولودين من أرحام مستأجرة معهم، لأنها لن تترك أطفالاً صهاينة هناك". هنا يأتي السؤال: ما هو "استئجار الأرحام"؟ تشرح الجريدة –كما غيرها من الجرائد العالمية، حيث ضجت وسائل الإعلام العالمية بهذا الموضوع منذ حدوث الزلزال- أن استئجار الأرحام يحصل حين يقوم بعض الصهاينة "الشاذين" جنسياً بوضع حيواناتهم المنوية داخل أرحام إناث نيباليات كي ينجبن أبناءهن لأنهم يرغبون بالحصول على "أطفال" وبناء "أسر"، وبعد الإنجاب يأخذون الأطفال، ويدفعون للأم "التي أنجبت" كي يعيش الطفل مع أبويه (الذكرين) أو أميه (الأنثيين).

إذاً، باختصار يحصل هذا النوع من السلوك، غير "الآدمي" بكل لغات العالم، والذي يقوم به الصهاينة ومنذ سنواتٍ، في ذلك البلد الآسيوي، دون أي حسيبٍ أو رقيب، فضلاً عن أنَّ أحد الصحافيين المحليين كان قد تحدث لـCNN بأن قوانين البلاد (أي النيبال) لا تجرّم الأمر، خصوصاً أن كثيراً من الأطباء يلعبون تحت القانون ودون أي بيانات رسمية لما حدث أو يحدث، ويُكتب هؤلاء الأطفال على أنهم "أطفال مقترحون للتبني"، ويكتب هؤلاء الصهاينة "المجرمون" على أساس أنهم "متبنون" شرعيون وهو أمر قانوني مئة بالمئة. وبحسب جاك غولدنكال المراسل والصحافي البريطاني الذي يعيش حالياً في شرق آسيا: "إن هذا الأمر هو قمة في الانحطاط الأخلاقي والسلوكي؛ إنهم يستعملون إنساناً كي يكون مجرد "حاوية" أو "حافظة" دون النظر إلى كونه "أماً" أو إلى مفهوم "الأمومة" في حد ذاته. إنهم يعتبرون هذه الأم أقل منهم وبالتالي فإنهم يستغلونها لأجل بضع دولارات قد لا تصل أحياناً إلى 200 دولار وقد تصل إلى 2000 دولار على أبعد تقدير".



ماذا عن الوجود الصهيوني الأمني؟ كان موقع "أهم القضايا" العبري (عينان ميركازي) قد نشر سابقاً في العام 2013 خبراً مفاده أنَّ الموساد قد نجح في احباط خطة تقوم بها "خلية" يرجح أنها إيرانية لضرب أهداف في النبيال. وقد قام الموساد آنذاك –بحسب الموقع- بملاحقة تلك الخلية والقبض على أحد الإيرانيين الذي يحمل جواز سفر صهيونياً مزيفاً. أضف إلى هذه الفكرة أن الجاسوس المصري طارق عبد الرزاق عيسى، الجاسوس الذي ألقت المخابرات المصرية القبض عليه وكان يعمل لصالح الموساد في العام 2010، اعترف أنه كان يزور الهند وآسيا كي يلتقي بضباط الموساد الذي كان مركزهم "كاتمندو" والسفارة الصهيونية هناك تحديداً. كذلك في نفس الإطار، نشر "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" (المقرب بشدة من اللوبي الصهيوني) دراسة للكاتب ماثيو ليفيت (وهو مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات) تحت عنوان: "حزب الله في جنوب شرق آسيا: تهديد متصاعد" يتحدث فيه عن أنَّ وجود حزب الله في تلك المناطق بات أمراً واقعاً، وأنه يلاحق أنشطة الموساد هناك (تحديداً في النيبال) وخصوصاً في مكاتب شركات العال (الخطوط الجوية الصهيونية) والخطوط البرية والبحرية التي يتحرك فيها الصهاينة.
14-أيار-2015

تعليقات الزوار

استبيان