المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

رحيل الشاعر عمر الفرا

فيصل الأشمر


قد لا يكون الشاعر ذا قامة شعرية عالية، وقد لا يكون من شعراء المرتبة الأولى، لكنه يستطيع أن يوصل كلامه إلى كل قلب وكل بيت، إلى المثقف والأمي، وأن يكون شعره ملاذهم عند أحداث الوطن، وأن يكون صوته صوتهم الذي يصدحون به عند كل انتصار.
هكذا كان الشاعر العربي السوري عمر الفرا الذي كرس شعره للقضايا الاجتماعية  وللوطن وقضاياه، ولا نقصد بالوطن هنا سوريا بحدودها الضيقة، وإنما كل الوطن، الوطن العربي الكبير، وطن لغة الضاد التي استعمل حروفها قصائد بالعامية والعربية الفصيحة.
ولد الشاعر الراحل اليوم ( 21/6/2015) في مدينة تدمر في العام 1949. وبدء بكتابة الشعر الشعبي العامي في الثالثة عشر من عمره. واشتغل بالتدريس مدة طويلة قبل أن يتفرغ للكتابة. من أعماله: ديوان "قصة حمدة" و"الأرض إلنا" و"حديث الهيل" و"كل ليلة" بالعامية و"الغريب" و"رجال الله" بالفصيحة.
ذاع صيت الشاعر عمر الفرا في لبنان بعد القصائد العديدة التي ألقاها في مديح المقاومة الإسلامية وسيدها السيد حسن نصر الله. 

ففي قائد المقاومة قال الشاعر:

كُنَّا نُعانيْ القهرْ حتى جئتنا 
ربُّ البريةِ دون وعدٍ أرسلكْ
في موكبِ الفرسانِ كنتَ مُقدَّماً 
 في طُهر آلِ البيت نُبلُكَ قدّمكْ
ريحٌ مواتيةٌ وفجرٌ قادمٌ 
 أبشر بنصر ِالله قد دار الفلكْ
سربُ الملائكِ رافقتك وأنت 
في حَرِ الهجير بفيءِ ريشٍ ظللكْ
أرجعتَ حق البائسينَ نصرتَهم 
كلُّ الذين نصرتَهم كانوا معكْ
قد كانَ طُعماً أسرُ بعضِ جنودهِم 
لما تكاثرَ جمعُهُم رُمي الشبكْ
جرعتهم كأسَ الهزيمةِ علقماً 
فرَّتْ جحافلُهم وأُهلِكَ منْ هلكْ
الأمرُ عاديٌّ إذا ترجمتَهُ
عند الحقيقةِ نادمٌ من خاصمكْ
علمُ الحروبِ دراسةٌ من عندهم 
قل لي فديتك: من أتاكَ وعلمكْ؟!
فـلأنتَ قد أدركتْ سرَ قِيادها 
متى ما رغبتَ تريدُها فتكونُ لكْ
ما أنت إلا سيفُ خالدَ ظامئٌ 
 هاوٍ على اليرموكْ ينهلُ واشتبكْ
ما أنت إلا ذو الفقار بخيبرٍ 
دكَ الحصونَ وفيصلٌ في المعتركْ
في المجدِ أنت كيوسفٍ هذيْ يدي 
أمددْ يديْكَ فكل شعبي بايعكْ
أوتيتَ ما لا يُؤتَى إلا نادراً 
حكماً وعلماً شاءَ ربُكَ كمّلكْ
كنتَ المؤزرَ في الجهادِ كسِبتَهُ 
 كنتَ المُسيطرَ كنتَ أملكَ منْ ملكْ
حرب ضروسٌ أتعبتك. زجرتها 
 ظلتْ تُعربِدُ حتى قالتْ: هَيتَ لكْ!

وفي رجال الله، أبطال المقاومة، قال من قصيدة له:

كذا صار الدم العربي
سكيناً وذبّاحاً‏ 
وصار الشعر بعد الصمت‏ 
في الساحات صدّاحاً 
كذا صرنا ولن نبقى‏ 
إذا كنا تناسينا‏ 
جهاد الحق والإيمان‏ 
وأن الشعب رغم الذل رغم القهر‏ 
يرفع راية العصيان‏ 
يصمم أخذها غصباً ويأخذها‏ 
كذا فعلت رجال الله‏ 
يوم الفتح في لبنان‏ 

***
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض‏ 
ملح الأرض.. عطر منابع الريحان‏ 
جنوبيون يعرفهم سناء البرق‏ 
غيث المزن.. سحر شقائق النعمان‏ 
نجوم الليل تعرفهم‏ 
وشمس الصبح تعرفهم‏ 
وبوح الماء للغدران‏ 
وقد عرفوا طيور الحب‏ 
فتك السيف‏ 
شعر الفرس والإغريق‏ 
والفينيق والرومان‏ 
لهم علم ومعرفة بمن سادوا.. ومن بادوا‏ 
وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان‏ 
جنوبيون كان الله يعرفهم‏ 
وكان الله قائدهم.. وآمرهم‏ 
لذا كانوا - بكل تواضع كانوا -‏ 
رجال الله يوم الفتح في لبنان

21-حزيران-2015

تعليقات الزوار

استبيان