المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"حولا".. "يوم التقى الجمعان": سرديات توثق أيام التحرير

ياسر رحال

بعد موقع "حولا دوت أورغ"، ومن بوابته ندلف معاً إلى تجربة جديدة في توثيق أيام التحرير في أيار/ مايو 2000. هو كتاب سردي ينقل وقائع جرت مع أبناء قرية حولا التي خبرت العدو الصهيوني وسجلت في لوحة الشرف بأحرف من دم تاريخ مجزرتها الاولى.. في حرب فلسطين، ثم قاومت وقدمت الشهيد تلو الشهيد على مذبح الفداء والشرف.
هي "حولا"، من أين جئتها تراها تمتد امامك مستلقية على سفح جبل عامل..
ثماني وثلاثون شخصية من أبناء "حولا" تنوعت اختصاصاتهم، وأماكن سكناهم، منهم المقيم في المغترب، ومنهم النازح إلى بيروت منذ أيام الاحتلال، وبينهم المبعد قسراً أو اللاجىء طواعية إلى حيث العلم والعمل، لكنهم في تلك الأيام كانوا سيلاً عارماً تشكّل ليعبر إلى البلدة يتنشق عبير ترابها.

في تقديمه للكتاب الذي أعده زياد غنوي كتب فخامة الرئيس المقاوم إميل لحود: " إن المقاومة فعل إيمان قبل ان تكون فعل ميدان، لا بل إن الايمان يصنع إنجاز الميدان، والميدان يفرض ذاته على اليدوان، فكيف إذا تكامل اليدوان ميداناً، يقود كل يوم معركة تحرير الذات من عقدة الضعف وتحصينها برافد القوة؟".

تنوعت العناوين التي تناولت الحدث فكتب سعد الله مزرعاني عن "الضربة القاضية"، أما رفيق نصر الله فعلق: "الساعة الآن حولا". وتتوالى الكلمات نقتطف من تلك الحديثة بضعة أزهار الاولى لـ "إيلدا موسى مزرعاني" حيث كتبت: " السابعة صباحاً، السادسة والنصف. الهاتف يرن. تباً. علي الذهاب إلى المدرسة. كالعادة كنت امد يدي لأطفىء الجهاز وأسرق الدقائق مرة أخرى. لكن الهاتف لم يصمت، إنه اتصال، من يتصل صباحاً في هذه الساعة؟ ياسمين؟ صديقة الطفولة؟ يا إلهي أهناك خطب في الضيعة؟
أخذت المكالمة على عجل: " ياسمين شو في؟".
في الناحية الأخرى أصوات أغانٍ وطنية تصدح وبالكاد سمعت: " نحن عالمعبر وهلق بدنا نفوت ع حولا".
استيقظت حواسي فجأة. " شو عم تحكي وين؟ شو؟".
" إي هلق رح نفوت. تركي النبطية وتعي".
أقفلت الخط. يا إلهي كيف سيدخلون"؟
...
وصلنا إلى البيت. قبلت الأرض. قبلت أمي.
وسألت أبي: " أبي موسى مش ع أساس ما حدا يطلع ع حولا قبل بكرا؟".
لم يقل شيئاً. قالت دموعه كل ما في صدره.
ومن زهرة "مروة ياسين"  "أجمل عرس لأغلى عروس" نقطف: " في 22 أيار عام 2000، كانت كل الجهات جنوب"، كنا كمن يتقرب إلى ىالله بالسير جنوباً، كان لنا في كل خطوة عرس ودمعة وشوق وعشق يكبر ويزيد... لقد كنا من المحظوظين الذي منّ الله عليهم بحضور أجمل عرس لأغلى عروس.. حولا".

ونختم مع "مشهد من تاريخ المقاومة" مع الرئيس السابق لبلدية حولا "عدي عبد الإمام مصطفى": خمسة عشر عاماً مضت والمشهد كأنه بالأمس.. مذاك وانا أحمل في عقلي وقلبي ذكريات ذلك النهار التاريخي الذي شهد تحرير الجنوب، مذاك وأنا احتفظ في خزانتي بالقميص الذي لبسته في ذلك اليوم، أزرق بلون السماء التي عادت لنا كما التراب والهواء والشمس فيما كان جنود الاحتلال يخرجون "من برّنا، من بحرنا من ملحنا، من قمحنا من جرحنا ومن ذكريات الذاكرة".
27-تموز-2015

تعليقات الزوار

استبيان