المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

عناصر قوة لبنان في المستقبل تتلخص بالحفاظ على المقاومة وتعميم ثقافة المقاومة

من ذاكرة "الانتقاد" يعيد موقع المقاومة الإسلامية نشر مقابلة خاصة اجريت مع الشهيد القائد سمير القنطار في سجنه في معتقل "هداريم":

رسائل عميد الأسرى سمير القنطار المتعددة إلى وسائل الإعلام كانت تؤكد مرة تلو أخرى أنه الحر في مواقفه والحر في تمسكه بالثوابت برغم سنوات الأسر الثماني والعشرين، وما يمكن أن تختزنه من معاناة وألم وعذاب.‏
وفي أجواء عيد المقاومة والتحرير، ولأنه ـ عميد للأسرى ـ ما زال وراء جدران زنزانته الباردة، أرادت "الانتقاد" أن تكون لسمير كلمته في هذا العيد، وأن تسأله ويجيب، وإن كانت الإجابة من وراء القضبان، وجاءت الإجابات لتؤكد أنه يعيش لبنان والوطن العربي بقلبه وكيانه، وأنه واثق من نيل حرية جسده لأن روحه ومواقفه اخترقت جدار الأسر.‏
"الانتقاد" تسأل وسمير يجيب من زنزانته في سجن "هداريم" في فلسطين المحتلة! المناسبة حلول الذكرى السادسة لعيد المقاومة والتحرير في 25 أيار 2000 وتحرير الأسرى من سجن الخيام في 23 أيار 2000. عميد الأسرى يشارك اللبنانيين احتفالهم بالنصر عبر الكلمة والموقف".‏
من لبنان انطلقت رحلة الأسئلة إلى معتقل "هداريم" عبر رئيس جمعية الأسرى والمحررين الشيخ عطا الله حمود ثم شقيق عميد الأسرى بسام فالمحامي. وعادت الأجوبة على الأسئلة في دورة معكوسة من سمير إلى "الانتقاد" تحمل مواقف عميد الأسرى وروحه الوطنية والقومية. إجاباته أكدت أنه يعيش تفاصيل الحياة والتطورات السياسية في لبنان، ويعيش هم الحفاظ على المقاومة وحماية لبنان من كل ما يخطط له من مؤامرات.‏

"الانتقاد" تنفرد وتفخر بنشر هذه المقابلة على صفحاتها، وتأمل كما أمل سمير أن تكون المقابلة المقبلة معه وجهاً لوجه وليس عبر المحامي، وهنا نص المقابلة:‏


بعد ثمانية وعشرين عاماً من الأسر، هل يتخيل عميد الأسرى سمير القنطار نفسه حراً خارج السجن وبين أهله؟‏
ـ في البداية اسمحوا لي أن أتوجه بتحياتي لكم على جهودكم المباركة من أجل تعميم ثقافة المقاومة وترسيخ قيمها في مجتمعنا. كنت أتمنى لو أنني استطيع أن اقرأ "الانتقاد" ولكن نظراً للظروف التي تعرفونها لا أستطيع أن احصل عليها هنا. أتمنى أن أتحرر قريباً ليتسنى لي متابعة ما تنشرونه على صفحات صحيفتكم الغراء. كما وإنني أنتهز هذه الفرصة لأهنئكم بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وأن ابعث من خلالكم باقة حب ووفاء لقائدنا الحبيب سماحة السيد حسن نصر الله ولكافة المقاومين البواسل ولعائلات الشهداء والأسرى وكل الجرحى الأبطال ولعموم الشعب اللبناني وأمتنا العربية والإسلامية. وأتمنى أن يكون لقائي القادم معكم وجهاً لوجه.‏

ورداً على سؤالكم، فإنني دائما أثق بأن يوم الحرية قادم، وأنني حتماً سأكون خارج هذه القضبان اللعينة، وأدعو الله دائماً أن يمنحني الصحة لأتمكن من مواصلة دربي بين أحبائي المقاومين، لأن العطاء من أجل قضيتنا لا يتوقف مع تحررنا من الأسر، بل طالما نملك القوة الجسدية والروح المعنوية علينا أن لا نبخل بجهدنا من أجل التقدم دائماً نحو تحقيق أهدافنا لهزيمة هذا العدو ودحره عن أرضنا والتصدي لأي محاولة للاعتداء على شعبنا وتوفير كل أشكال الدعم لكل حلقات المقاومة لهذا العدو وخصوصاً في فلسطين المغتصبة. أنا طبعاً أنتظر اليوم لأرى أهلي وأحبائي وأخواني وأنا أيضاً بشوق كبير للقاء سماحة السيد حسن نصرالله.‏

هل فقدت يوماً الأمل بنيل الحرية؟‏
ـ بالتأكيد لم أفقد الأمل يوماً بالحرية، وقد تأتي مراحل تضيق فيها فسحة الأمل بسبب التعقيدات ومجمل الظروف التي تحيط بقضيتنا كأسرى، لكن الأمل كان موجودا دائماً وسيبقى.‏

هل تعتبر أن حلم الحرية قد يصبح واقعاً، ومن يمكن أن يحول هذا الحلم إلى واقع؟‏
ـ حلمي بالحرية سيتحول إلى واقع، وأنا مؤمن بأن هذا الحلم سيتحول إلى واقع بفضل سواعد المقاومين البواسل وإرادة قيادة المقاومة وفي مقدمتها سماحة السيد حسن نصرالله. أنا اعلم جيداً ومطمئن بأن المقاومة تقف إلى جانبي وإلى جانب إخواني الأسرى، وهذه المقاومة الباسلة لم تبخل أبداً بدماء أبنائها من أجل حريتنا، وتملك من الوفاء والإخلاص والشرف ما يجعلنا دائماً مطمئنين بأن حلم الحرية سيصبح واقعاً قريباً أن شاء الله.‏

في هذه الأيام يحتفل لبنان بذكرى الانتصار والتحرير، كيف يرى سمير القنطار هذه المناسبة وماذا تبعث في نفسه؟‏
ـ عيد المقاومة والتحرير هو محطة تاريخية هامة لكل شعوب العالم. إنها مناسبة للتأكيد مجدداً أن العين تقاوم المخرز، وأن الدم ينتصر على السيف، وأن الإرادة المعتمدة على قناعات راسخة في الأهداف العادلة تحت قيادة مخلصة لا تساوم، تستطيع أن تصنع المستحيل، وهذا ما حصل في لبنان حيث يملك الشعب اللبناني مقاومة مليئة بهذا الإيمان وهذا الصدق وهذا التواضع وهذا الإصرار، ولديها قيادة مخلصة صلبة مصممة على المضي قدماً. إن هذه النعمة التي نحظى بها لا تتوافر في كل مكان. من هنا فإن عيد المقاومة والتحرير هو مناسبة للاعتزاز بأنني عربي لبناني ابن هذه المقاومة الباسلة. إن العزة التي منحتنا إياها هذه المقاومة هي زادنا اليومي، وسأروي هنا ما حدث معي قبل فترة وجيزة، أي خلال الأيام التي تلت اقتحام سجن أريحا، حيث جاءني احد ضباط السجن وقال لي: هل تعلم يا سمير أين كنت قبل يومين؟ قلت: لا، وكيف لي أن اعلم؟ قال: كنت في أريحا، قلت له: ماذا كنت تفعل هناك؟ قال: ذهبت لانجاز مهمة وأنجزتها بسرعة وعدت. قلت له: لماذا تذهب إلى أريحا حيث الصحراء القاحلة؟ ما رأيك أن تقوم بجولة على الحدود مع لبنان حيث الطبيعة الخضراء والجبال الرائعة والمشاهد الخلابة؟ قال: اعفني من هذه الجولة، يبدو أنك تريدني أن أجد نفسي في بيروت بعد ساعة من وصولي إلى الحدود. قلت له: لا تقلق سأوصي إخواني في المقاومة أن يطعموك جيداً، عندها تركني هذا الضابط ومضى.‏
أنا أروي هذا الأمر لأؤكد أن العزة تملأ نفوسنا هنا بفضل هذه المقاومة، وعيد المقاومة والتحرير هو محطة نتذكر فيها هذه النعمة التي منحنا إياها الله. وهنا اسمحوا لي أن احيي الجمهورية الإسلامية في إيران التي وقفت وما زالت مع هذه المقاومة، وان أحيي سوريا العروبة والصمود والممانعة التي قدمت الكثير من أجل لبنان ومقاومته وما زالت، كما إنني أحيي فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود الذي أصبح وبامتياز فخامة رئيس لبنان المقاوم.‏

في الآونة الأخيرة أرسلت العديد من الرسائل نشرت في الصحف اللبنانية وأبديت تخوفك على لبنان، لماذا هذه المخاوف؟‏
ـ نعم لقد أرسلت مجموعة رسائل رداً على التحولات الخطيرة التي حدثت في لبنان، وخصوصاً أن بعض القوى تراجعت عن مواقفها التاريخية وأخذت مساراً منافياً تماماً للقيم التي حملتها لعقود طويلة. وبصراحة في البداية كنت أشعر أنّ شيئاً ما يحضّر للبلد وخصوصاً بعد إصدار القرار المشؤوم 1559 واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسلسلة الاغتيالات التي حدثت بعد ذلك، وآثرت الصمت في حينه حرصاً مني على أن تقوم القيادات المخلصة والصادقة في لململة الأوضاع ومحاولة كسر هذه المؤامرة على البلد من خلال بذل الجهد لتجنيب البعض من الانزلاق في مسار هذه المؤامرة. وفعلاً كنت أسمع عن هذه الجهود وخصوصاً ما بذله الأخوة في حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله. وأنا أعلم أنهم قدموا الكثير في سبيل ذلك، لكن عندما كان هناك إصرار عند أطراف 14 شباط على المضي في تنفيذ الأجندة الأميركية في البلد، ووصل الأمر إلى حد التطاول على سلاح المقاومة ورموزنا وقادتنا الكبار أصبح الاستمرار في الصمت جريمة، والصامت سيكون شيطاناً اخرس. من هنا خرجت عن صمتي وعبرت عن قناعاتي جهاراً، وهذا واجبي ومسؤوليتي تجاه نفسي ووطني وقضيتي. لا يمكن أن نترك البلد يفلت من أيدينا بعد كل هذه التضحيات، ولا نقبل أن يعود لبنان إلى أجواء عام 1982 عندما أراده الصهاينة بؤرة للتآمر على أمتنا، وحزاماً امنياً يحمي الكيان الغاصب. لا نقبل أن يعود لبنان ليكون مزرعة للموساد. وبالمناسبة فأنا أقرأ كتاباً صدر قبل أسابيع باللغة العبرية مؤلفه يدعى "اليعازر طصفرير" وملقب بـ"جييزي" واسم الكتاب "المتاهة" Labyrinth و"جييزي" هذا كان مسؤول بعثة "الموساد" في لبنان لعدة سنوات أي منذ العام 1982 ويروي في كتابه علاقاته الحميمة مع أطراف لبنانية ومسؤولين لبنانيين ما زالوا حتى هذه اللحظة يتبوأون مراكز هامة في البلد ومنهم بعض الوجوه البرلمانية الحالية! ويكتشف القارئ كيف حوّل الموساد أجزاء واسعة من لبنان إلى مزرعة للكيان الغاصب. ويوجد في الكتاب أيضاً العديد من الصور التي التقطت لـ"جييزي" مع هؤلاء اللبنانيين، وصور أخرى تمت تغطية وجوه أصحابها لمنع فضح أمرها.‏

من هنا أقول إنه لا يمكن القبول بالعودة إلى تلك الحقبة السوداء، وجميعنا مطالبون بأن نرفع صوتنا ونقف سداً منيعاً بوجه هؤلاء الذين يعتقدون واهمين أنه بإمكانهم العودة بلبنان إلى أجواء عام 1982. وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية ما توصل إليه الأخوة في حزب الله مع التيار الوطني الحر من وثيقة تفاهم أعتبر أهميتها كبيرة لسببين، الأول أنها تضيف قوة لبنانية هامة إلى المتمسكين بثوابت المقاومة، وثانياً تخلق تقاطعا عابرا للطوائف فيما يتعلق بالتمسك بتلك الثوابت، وتمنع التماس الطائفي في هذا الأمر.‏

الى أي مدى يخاف سمير القنطار على لبنان وعلى عروبته وعلى موقعه القومي؟‏
ـ أنا لا أخاف على عروبة لبنان وموقعه القومي لأن الشعب اللبناني بغالبيته هو شعب عروبي قدم الكثير من التضحيات من أجل قضية العرب الأولى فلسطين. وأنا واثق أن تراث لبنان العربي أكبر بكثير من أن تمحوه فئة ربطت مصيرها بالإدارة الأميركية، لكن أستهجن كيف أن هذه الفئة لم تتعظ من الماضي. أنا أطالبهم بأن يراجعوا تجربة فيتنام وتجربة لبنان القريبة. هم يعتقدون أن الأميركيين يقفون إلى جانبهم ولا يدركون أن زمن أميركا في المنطقة بدأ بالعد التنازلي، ومع ذلك يصرون أن يكونوا رأس حربة في تضييق الحصار على سوريا، يتحدثون دائماً عن الأخطاء التي أصلاً أقرت سوريا بحدوثها في لبنان، وتلك الأخطاء هي نقطة في بحر الأخطاء التي ارتكبتها هذه الفئات بحق بعضها البعض في لبنان، ويحاولون مسح تاريخ جرائم الكيان الغاصب من ذاكرة اللبنانيين في إطار لعبة تزييف التاريخ ويصرون على الاستنجاد بمجلس الأمن في مواجهة سوريا، ويصرون أيضاً على أن يحوّلوا لبنان إلى سكين في خاصرة سوريا، ولا ينفكون عن الحديث بنفس الوقت عن أهمية العلاقة مع سوريا! إنه مشهد الكذب والنفاق، وأنا أنصحهم أن يتراجعوا عن هذه اللعبة الخطيرة وأقول بصراحة أكثر، ما يسعون إليه لن يتحقق، ويوماً ما ـ وليس ببعيد ذلك اليوم ـ سيتركهم الأميركيون يواجهون مصيرهم، وعند ذلك سيكون من حق سوريا أن تنزع السكين من خاصرتها، وسيكون من واجبنا أن نقف معها، وإذا كانوا يراهنون أن الشعب السوري سينقلب على قيادته ويشرّع الأبواب لأمركة وصهينة سوريا فهم مخطئون وواهمون وجاهلون في قراءتهم للشعب السوري الأبي وتاريخه العظيم.‏

هل تعتقد أنك كأسير موضع اهتمام من قبل اللبنانيين أو من الحكومات المتعاقبة ولا سيما الحكومة الأخيرة؟‏
ـ أنا قلت في الماضي إن الإجماع الوطني حول قضيتي يتجسد بالإجماع على الثوابت الوطنية. إن كل لبناني يتمسك بالثوابت الوطنية هو جزء من الإجماع الوطني حول قضيتي لأن قضيتي هي في تفاصيل تلك الثوابت، لذا كل لبناني لا يتنكر لتاريخه ولتضحيات مقاومته قضيتي بالتأكيد محط اهتمامه. أما بالنسبة للحكومات فدورها كان دائماً باهتاً ولرفع العتب وخصوصاً أن الحكومة الحالية نسمعها تتحدث عن تطبيق الـ1559 بحماس كبير ودون توقف و"يا ريت تتحدث بنفس الحماس وفي كافة المحافل عن الأرض المحتلة والأسرى في سجون الاحتلال".‏

هل تعتبر أن التغييرات التي حصلت في لبنان انعكست على قضية الأسرى اللبنانيين الذين ما زالوا في الأسر؟‏
ـ طبعاً التغيرات التي حدثت في لبنان تركت أثرها على قضية الأسرى لأن الكيان الغاصب اليوم لا يعيش تحت ضغط كبير فيما يتعلق بموضوع الأسرى، لأنه يراهن أن أطرافاً في لبنان، وبدعم من الولايات المتحدة ومجلسها مجلس الأمن ستنزع سلاح المقاومة وتوفر الطمأنينة لهذا الكيان الغاصب. لذا هو ليس في عجلة من أمره في موضوع مزارع شبعا والأسرى وخصوصاً عندما يسمع تصريحات لبنانية كثيرة تشكك في لبنانية مزارع شبعا، وعندما يسمع من يقول لن نترك لبنان معلقاً حتى يتحرر الأسرى، ولن نحرر فلسطين من شمالها إلى جنوبها حتى يتحرر الأسرى، لكن بالمقابل أشكر الله أن المقاومة موجودة، وأن سماحة السيد القائد حسن نصر الله موجود، وأن آلاف الشباب اللبناني المتضامن معنا موجودون، لأنهم الضمانة لانتزاعنا من هنا.‏

هل أنت متفائل بمستقبل لبنان، وبرأيك ما هي عناصر القوة للبنان في المستقبل؟‏
ـ أنا متفائل جدا بمستقبل لبنان، لأن وطناً حقق هذا الانتصار المجيد عام 2000 لا يمكن إلا أن يكون مستقبله رائعاً، لأن وطناً يختزن هذه الطاقات الخلاقة في كافة المجالات، وحمل وما زال هموم الأمة بكل حزم وعزم لا يمكن إلا أن يكون مستقبله مشرقاً. وعناصر قوة لبنان في المستقبل تتلخص بالحفاظ على المقاومة وتعميم ثقافة المقاومة والتخلص من الطائفية البغيضة وبناء دولة المؤسسات والتخلص من آفة الفساد والمحسوبية، وتطوير المجتمع المدني وتكريس المواطنية الحقيقية التي تضمن علاقة المواطن المباشرة بمؤسسات دولته، بمعنى أن يكون كل مواطن وحدة سياسية قائمة بحد ذاتها، ولا تنتهك إرادته من خلال قنوات طائفية تسحق شخصيته وتصادر قناعته. أرى أن قوة لبنان ببقائه متفاعلاً متماسكاً مع محيطه العربي.‏

هل تتواصل مع الأسرى اللبنانيين وما هي أوضاعهم؟‏
ـ لا أستطيع التواصل مع الأسرى اللبنانيين لأنني موجود في قسم العزل الجماعي في سجن هداريم، ولم تصلني أية أخبار عن الإخوة يحيى سكاف ومحمد فران، فقط وصلتني أخبار قليلة جداً عن الأخ نسيم نسر وأتمنى أن يكونوا جميعاً بخير.‏

ما زلت ثابتاً على مواقفك، من أين تستمد هذه القوة؟‏
ـ أستمد القوة أولاً من شعوري الدائم بأن الله سبحانه وتعالى معي، وثانياً من دمائي وعرقي وتعبي ورحلة معاناتي، وثالثاً من عزة ووفاء مقاومتنا الباسلة وقائدها سماحة السيد حسن نصرالله وآلاف الشباب الرائع المتضامن معي والكثير من الشخصيات الوطنية الموجودة في البلد.‏

في عيد المقاومة والتحرير ماذا يقول سمير القنطار للمقاومة وللشعب اللبناني ولرفاقه الذين تحرروا خلال السنوات الماضية؟‏
ـ أقول في عيد المقاومة والتحرير كل عام ومقاومتنا وشعبنا ورفاقي الأسرى الذين تحرروا بألف خير. كل عام ورؤوسنا إلى الأعلى، كل عام ونحن على العهد. كل عام ونحن ثابتون على مواقفنا وأعاهدهم جميعاً، أعاهد قافلة الشهداء التي ودعناها في العام المنصرم ملحم سلهب ومحمد الموسوي وعلي فرحات ووسام بواب ويوسف بركات وهم الأحب إلى قلبي، أن أبقى صامداً مرفوع الرأس أقوم بواجباتي تجاه شعبي كما يليق بهذا الشعب. وأقول لقافلة شهداء العام الماضي ان دماءهم دين في عنقي، والدين حق، وسيأتي يوم الوفاء لهذا الدم. أدعو الله أن يمنحني الحرية لأفي بوعدي وعهدي، وفي هذا اليوم لا بد من الدعاء كي يعود إمام المقاومة السيد موسى الصدر ورفيقاه إلى شعبهم ووطنهم سالمين ومعافين.‏

ماذا تقول للحكومة اللبنانية وماذا تطلب منها؟‏
ـ أطلب من الحكومة اللبنانية طلباً واحداً فقط... كونوا أوفياء للمقاومة ولمستقبل هذا الشعب العظيم، وأقول لهذه الحكومة إنه من المعيب أن تقرر إلغاء عطلة عيد المقاومة والتحرير. وأسأل: قرار مثل هذا يبعث الارتياح في نفوس من؟ والجواب بالتأكيد في نفوس الأميركيين والصهاينة وعملائهم.‏
21-كانون الأول-2015
استبيان