المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

رصاصة ثابتة ما زالت ترقد بعمر اعتقاله في إحدى رئتيه

في ذكرى سنوية تكررت 28 مرة منذ اعتقال سمير القنطار، وقفت الحاجة "أم أحمد محروق" من مخيم الجلزون شمال رام الله، تحمل صورة نجلها في يد وفي الأخرى صورة سمير القنطار.. وتقول: " سمير واحد منا وبنطالب يفرجوا عنه قبل أولادنا"...‏

بينما اصطف العشرات على أبواب مكاتب الصليب الأحمر في رام الله رافعين صوره بابتسامة قيل عنها "إنها روح سمير التي لا تفارقه".‏

ومنذ اعتقال سمير القنطار في 22 نيسان/ أبريل عام 1979، دأب الفلسطينيون على إحياء يوم الأسير العربي باعتبار القنطار أقدم أسير عربي يحتجز في سجون الاحتلال، في صورة تعكس شعوراً بامتنان لا ينقطع تجاه 55 أسيرا عربيا من دول مختلفة، لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال دون السماح بالإفراج عنهم، في حين اعتبرتهم وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية رهائن سياسيين تحتجزهم سلطات الاحتلال دون وجه حق.‏

وعلى الرغم من ارتفاع أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حسب آخر إحصائية رسمية إلى أكثر من 11 ألفاً، إلا أن صور سمير القنطار وزملائه الأسرى العرب كانت حاضرة بقوة في فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف 17 نيسان/ أبريل.‏

ويعتبر الفلسطينيون سمير القنطار "الأسير الفلسطيني بلا هوية" نظرا لحجم النضالات التي قدمها القنطار حتى خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال منذ 28 عاما، والتي كان آخرها مشاركته الفاعلة في صياغة وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني "وثيقة هداريم" التي كانت القاعدة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.‏

كأني أزوره لآخر مرة...‏

"وعند البحث في شخصية سمير القنطار، ستتوقف أمام إنسان لا يكل ولا ييأس، ويجند عوامل حياته داخل زنزانته في سجن هداريم (وسط فلسطين المحتلة عام 48) لتشجيع الأسرى الفلسطينيين وبينهم القادة وتنمية روح الأمل في أنفسهم بأن الفرج قريب". تقول المحامية بثينة الدقماق مديرة مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى، وهي التي تواصلت مع سمير القنطار بالزيارة منذ بداية الثمانينيات، إنها لم تزر سمير يوما إلا "وشعرت بأنها ستكون الأخيرة".‏

وتضيف دقماق: "يعيش سمير القنطار حالة من الأمل والتفاؤل منقطعة النظير، ولا يعرف الإحباط أو اليأس في أحلك الظروف"، "حتى أنني أظن في كل مرة أن هذه آخر زيارة له وأنه سيتحرر بعد أيام". وحتى في الوقت الذي استثنت "اسرائيل" سمير القنطار من صفقة التبادل الاسرائيلية مع حزب الله في 29 كانون الثاني عام 2004 بعد أن أفرجت عن 462 أسيراً لبنانياً وفلسطينياً من بينهم 30 أسيراً عربياً، وأعادت "إسرائيل" رفات 59 من شهداء المقاومة، مقابل إفراج الحزب عن العقيد الإسرائيلي ألحنان تاننباوم وجثث 3 جنود إسرائيليين... حتى في تلك اللحظات ظل القنطار عند تفاؤله، ولم تفلح حكومة الاحتلال في كسر إرادته.‏

وهنا تقول المحامية دقمقاق، إنها زارت سمير بعد ساعات من إتمام الصفقة، وكان حينها في سجن نفحة الصحراوي، "وتمتع حينها بمعنويات عالية وكان يشعر بأن لحظة الإفراج لاحت قريبا برغم استثنائه من الصفقة".‏

التلفاز... جمع الأحباب!‏

ومنذ اعتقاله عام 79، منعت سلطات الاحتلال سمير القنطار من زيارة عائلته له، إلا انه ظل على اتصال بهم بواسطة محاميه، وكذلك من خلال عائلات الأسرى الفلسطينيين وخاصة المقدسيين، والتي كان لها الدور البارز في تبني الأسرى العرب وزيارتهم كأبناء لها.‏

ومنذ عام 1967 تبنت عائلات فلسطينية وخصوصا من مدينة القدس زيارة الأسرى العرب، وشكلت جسراً بينها وبين الأسير وعائلته، الا أن هذه الزيارات تم وقفها من قبل سلطات السجون الإسرائيلية إثر اندلاع انتفاضة الأقصى.‏

تقول بثينة الدقماق إنها وعدّة محامين فلسطينيين شكلوا اليوم حلقة وصل بين الأسرى العرب وعائلاتهم في الدول العربية من أجل إطلاعهم على أوضاعهم الاعتقالية وطمأنتهم عن أحوالهم، وكان من بين هؤلاء عائلة سمير القنطار التي ربطت بين بثينة دقماق ووالدة سمير وشقيقه علاقة تواصل دائمة في محاولة لرأب الصدع الذي أقامته "اسرائيل" بين القنطار وعائلته في لبنان، والتي فقد القدرة على متابعة ملامحهم الا من خلال التلفاز.‏

رصاصة عمرها 28 عاماً‏

وبرغم مرور 28 عاماً على اعتقال سمير القنطار، إلا أنه وحسب متابعة المحامية الدقماق له، يحافظ على وضعه الصحي بشكل جيد، برغم وجود رصاصة ثابتة ما زالت ترقد بعمر اعتقاله في إحدى رئتيه. ويعيش القنطار اليوم في أحد أقسام سجن هداريم العسكري مع 120 أسيراً فلسطينياً وعربياً بينهم سلطان العجلوني عميد الأسرى الأردنيين ومروان البرغوثي القائد الفلسطيني الأسير، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، بعد أن ربطت إسرائيل الإفراج عن سمير القنطار بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي المفقود "رون أراد".‏

وحسب معلومات مؤسسة مانديلا الفلسطينية، هناك ستة أسرى لبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهم: سمير القنطار ونسيم نسر ويحيى سكاف، وهم أقدم الأسرى اللبنانيين. ويقبع كل من حسين علي سليمان ومحمد عبد الحميد سرور وماهر حسين كوراني في سجن كفار يونا وسط الأراضي المحتلة عام 48، في حين لم يتسن معرفة مكان احتجاز خضر أحمد زيدان وحسن نعيم عقيل ومحمد الفران.‏

الانتقاد/ العدد1212 ـ 27 نيسان/أبريل 2007‏
21-كانون الأول-2015

تعليقات الزوار

استبيان