المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

عملية شيخ الشهداء: إرباك فاق كل الحدود في أوساط العدو

"جواد".. يعتلى صهوة الجبروت الصهيوني ويسحب جنوده أسرى

"17 شباط 1986".. تاريخ لن ينساه الكيان الصهيوني، ففي هذا اليوم مرّغ بواسل المقاومة الإسلامية أنوف العدو وجنوده وقيادات نخبة جيشه في عملية محكمة الإعداد والتخطيط والتنفيذ.

هي "كونين" التي كان أهلها يرددون في شوراع القرى التي نزحوا إليها: "لا بدنا زيت ولا طحين بدنا نرجع ع كونين"، استفاقت على وقع عملية وصل صداها إلى كل وكالات الانباء، لم تهدأ تلفزة العدو، استنفر كل إعلامه ليجيش ضد المنفذين.

 الشهيد سمير مطوط مع رفيق دربه الشهيد عاصي زين الدين


قائد عملية "كونين"

"الحاج جواد" اسمه الحركي، ابن منطقة الاوزاعي واحد من عشرة عاهدوا الله أن يقدموا أنفسهم قرابين على طريق فلسطين وتحرير المقدسات والكرامات..
سمير مطوط، هو من الجيل الأول كما يطلق عليهم، جيل الإبتكار والإبداع الذي تمكن من اجتراح الحلول الموجعة بوجه العدو الصهيوني وآلة حربه.
يقال أنه أول من تمكن من تمويه قذيفة الـ RBG بحيث تتجاوز الكشف وأعطب بتلك القذيفة اول دبابة ميركافا مفخرة الصناعات الحربية الصهيونية بعد دراسة حسمت نقاط ضعفها.

في رحلة بالطائرة الشهيد مطوط ويبدو واقفاً خلفه الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس
وعلى يسار الصورة سماحة السيد حسن نصرالله

هو قائد الهجوم على تلة علي الطاهر والذي استشهد بعد عام على تنفيذ عملية الأسر.
خطط وجهز ونفذ واعتلى صهوة الجبروت الصهيوني وحطم الخيلاء المتمثلة بنظرية "الجيش الذي لا يقهر".
سمير مطوط شهيدٌ احتفظت قوات الاحتلال بجثمانه تسعة أعوام، حتى تاريخ عملية التبادل عام 1996 يومها استعادت المقاومة 45 أسيراً من معتقل الخيام، ورفات 123 شهيداً مقاوماً.

عملية شيخ الشهداء

في عملية هي الاولى من نوعها التي يشهدها تاريخ المقاومة تمكنت مجموعة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب في المقاومة الإسلامية من أسر جنديين صهيونيين ونقلهما إلى مكان آمن.


وفي بيان المقاومة الاسلامية حول العملية ورد ما يلي:

" في الذكرى الثانية لاستشهاد شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب(قده) قامت مجموعة مسماة باسمه في المقاومة الاسلامية بنصب كمين لاحدى دوريات مخابرات العدو في بلدة كونين المجاهدة في تمام الساعة الثانية عشر والثلث من ظهر الاثنين الماضي. وتمكنت بعد التعامل مع القافلة التي كانت هدف العملية من قتل خمسة جنود للعدو وأسر اثنين آخرين تم نقلهما إلى مكان آمن حيث عمل على معالجتهما من جراحهما".

التحضير للعملية

يقول الاخ جهاد وهو ثاني اثنين من المجموعة المخططة والمنفذة للعملية: " فكرة أسر جنو العدو لم تكن حديثة، راودتنا طويلاً، حاولنا تنفيذها لمرات عدة".
عملية كونين الاولى كانت إحدى محاولاتنا.. وبعد مضي اسبوع على تنفيذ العملية الأولى اتخذ القرار بتنفيذ عملية شيخ الشهداء.. رصدنا لمدة 35 يوماً سيارة مخابرات اسرائيلية كانت تتولى تنظيم المرور على حاجز بيت ـ ياحون مرتين (ذهابا وايابا).
وبعد اكمال عملية الرصد حاولنا تنفيذ العملية مرتين ولم نوفق..

يتابع: " قررنا إدخال المعدات ليلة الجمعة حيث يتم التنفيذ نهار الجمعة.. تم التأجيل إلى ليلة الأحد إذ أنه لم يكن قد تم بعد إدخال السيارة المعدة للانسحاب والاسرى.
وصلنا فجراً وتوزعنا على الاماكن في مجموعات رصد ومباغتة.. كان من المقرر التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحاً لكن الهدف تأخر إلى الساعة الواحدة والثلث حيث حضر وبرفقته سيارة من جيش لحد، وكان بانتظارهما جيب آخر لجيش لحد بالقرب من موقع العملية وأضطررنا مرة أخرى إلى تأجيل التنفيذ إلى يوم الاثنين".

التنفيذ


صبيحة يوم الاثنين كان الراصد في المجموعة يقوم بمهمته في انتظار سيارة المخابرات (رغم شدة الصقيع في مكان وجود الراصد الا انه أبدى قدرة عالية على الصبر والتحمل لإنجاز العمل).

استمر الانتظار حتى الساعة الثانية عشرة الا عشر دقائق لكن "العصافير" لم تظهر، قطعنا الامل بمجيئها وقررنا البقاء إلى فترة ما بعد الظهر.
الاخ الراصد طلب مني الحلول مكانه ريثما يتوضأ ويؤدي الصلاة.. وحدث ما توقعناه ففي الساعة الثانية عشرة والربع شاهدت سيارة قادمة.. طلبت من الاخوة الاستعداد..
وفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة العشرين وصل الهدف إلى نقطة المقتل.

 قلنسوة وبطاقات شخصية وطبية من مقتنيات الاسيرين

كانوا ثلاث سيارات الاولى من نوع مرسيدس 200 لونها "بيج" وفيها عنصران من عملاء لحد، الثانية مرسيدس 190 لونها "رمادي" داكن.. وفيها عدة جنود اسرائيليين، الثالثة مرسيدس 200 حمراء اللون وكان فيها الجنديين الاسرائيليين.

كيف تمت العملية

أطلقنا قذيفة صاروخية على السيارة الاولى، اتبعناها بنيران غزيرة، كذلك تم التعامل مع السيارة الثانية وكان سائقها عميلاً في جيش لحد (يذكر اسمه).. أما السيارة الثالثة فتم الانقضاض عليها بسرعة واتزان أحد الجنود كان مصاباً اما الثاني فحاول المقاومة لكن الامر انتهى بهما في صندوق السيارة التي تم تجهيزها للنقل والتي انطلقت إلى مأمنها بسرعة فائقة.



بقيت وأحد الاخوة في مكان العملية لتفجير العبوات المزروعة وتأمين انسحاب المجاهدين مع الاسرى، تم تفجير عبوة واحدة عند الساعة الواحدة الا ربع مع وصول تعزيزات من جيش لحد والاسرائيليين واحصينا عشرين اصابة بين قتيل وجريح. أما العبوة الثانية فككناها وأعدناها معنا عند الانسحاب".
 الاسيران .. صورة عن تلفزة العدو

إذن كانت العملية مزدوجة.. أسر وتفجير عبوات ناسفة، كل ذلك كان بعناية الله وعينه، فقد حاولت آلية للعدو اللحاق بالمجاهدين لكنها علقت في الوحول و"غرزت". حينها أحضر الصهاينة آلية لسحبها لكنها علقت معها.. الدبابة الوحيدة الموجودة في البلدة حاولت أيضاً تتبع المجاهدين لاستهدافهما لكنها علقت أيضاً في الوحول..

هذه فصول من القصة التي نترك تفاصيلها الاخرى للزمن ليكشف ما كتمناه".
16-شباط-2016

تعليقات الزوار

استبيان