المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الشيخ قاسم في ذكرى الإمام الخميني(قده): جسّد الوحدة الإسلامية بدعم قضية فلسطين

تحدث نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ قاسم في الاحتفال الذي أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية في بيروت بالذكرى الـ27 لرحيل الامام الخميني (قده) في قصر الأونيسكو.
عدد سماحته مزايا الإمام الراحل وطبيعة المنطقة قبل وبعد الإمام وقورته المياركة ومما قاله سماحته:

أيها الإمام أنت الولي الفقيه إقبلنا أبناءً لك، لقد طلبنا في حضورك أن نبايعك ونستمع لك فقبلت ذلك، ونقول لك اليوم: على الرغم مما يقولون ورغماً عن كل الحاقدين نحن أبناء الامام الخميني أبناء الولاية، نعمل كما أمرنا ونحيي رسالة محمد وآل محمد.

لقد غيَّر الإمام الخميني (قدس) وجه المنطقة بأسرها، بعد الإمام يختلف عما قبله، سأذكر في هذا المجال خمسة أمور ساهمت في تغيير وجه المنطقة:



أولاً: قدم مشروع الإسلام بصورته المشرقة، فإذا رأيتم اليوم فضائح داعش والتكفيريين وفضائح المذهبين والمنحرفين باسم الإسلام فببركة نور الخميني الذي رفع الراية واضحةً لنرى النور الإلهي من نور روح الله.

ثانياً: نقل المنطقة من الأسرلة إلى المقاومة، فبدل أن يجتمع الجميع حول إسرائيل لتكون لها القيادة والإدارة والاحتكار والسلطة أصبحت المقاومة هي المحور التي يجتمع حوله الشعوب والأحرار والمقاومون، واليوم هذه المقاومة نقلتنا إلى معادلة أخرى، وإسرائيل اليوم تعيش القلق على مستقبلها، بل أقول: عليها أن تعيش القلق على وجودها لأن أبناء الإمام الخميني(قدس) لا يعرفون إلا الرؤوس المرفوعة والكرامة مهما كلَّفهم ذلك من دماءٍ وأرواحٍ وإمكانات.

ثالثاً: برزت خيرات الشعوب مقابل الأنظمة المستبدة، وبدأت هذه الشعوب تشعر بأن كرامتها مهدورة وأن حكامها المستبدين ليسوا جديرين بالبقاء، فتحرك الناس هنا وهناك، ونرى تلك التحركات على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، ولا بد أن تثمر في يومٍ من الأيام.

رابعاً: أكد الإمام على الإستقلال والنديّة في مواجهة التبعية وقد حقق ذلك لإيران، فإيران لا شرقية ولا غربية بل جمهورية إسلامية، وإيران ليست تابعة لا لأمريكا ولا للإتحاد السوفياتي سابقاً، وإيران ليست جزءاً من أحجار الدومينو بحيث يحركها المستكبرون، إيران اليوم بلدٌ حر يقول ويفعل ويقف وتأتي الدول إليه لتفاوضه وتعمل معه.

خامساً: دعا الإمام إلى الوحدة الإسلامية وهي أول دعوةٍ واسعةٍ منتشرةٍ يدعو إليها شخصٌ على الأقل في المئة أو المئة وخمسين سنة الأخيرة التي نعرفها، وقد جسد هذا الأمر بلقاءات بين السنة والشيعة، وبزيارات ولقاءات وعلاقات ودعم بمختلف الأنواع، بل كان أعظم تجسيد في دعم القضية الفلسطنيّة  ودعم المقاومين ليقول: نحن نقف مع الأرض والحق بصرف النظر عن المذهب. وتعلمون ماذا يعني أن تبذل الدماء من أجل فلسطين، هذا قرارٌ يحتاج إلى رجلٍ شجاع يعرف معنى أن يكون مأجوراً عند ربه، وهذا ما فعله الإمام الخميني(قدس)، وبالتالي تحركت مقاومتنا في المنطقة وتلاقينا مع المقاومين الشرفاء من أبناء فلسطين الأبية واستطعنا أن نحقق الإنجازات الكبيرة ببركة الوحد الإسلامية.

نأكد أن إيران ضرورة لأمن المنطقة ومستقبلها. بعضهم يذهب إلى الخندق الإسرائيلي المتهالك ظنّاً منه أنه يحمي نفسه ولكن ليكن معلوماً أن التعاون مع إيران هو خير وبركة للجميع.



أما التكفيريون فهم وباءٌ عالمي فكرياً وإنسانياً، أما على المستوى الفكري فلأنهم إلغائيون ولا ينسجمون مع الفطرة ولا مع الإسلام، وأما على المستوى الإنساني فلأنهم يريدون إعدام البشرية لكي تكون تحت سلطتهم ونهجهم، وهذا أمرٌ ليس موجهاً ضددنا فقط بل هو موجه ضد الجميع وضد الممولِّين أولاً، لذا نقول للسعودية في هذا المحفل كفاكم خيار الحروب المتنقلة والتوتير السياسي، فهذه الأمور ستنعكس بنتائجها عليكم وسترونها في بلدكم صعبة ومعقدة وإذا ما حصل الانهيار فإنه لا يتوقف.

نحن ندعو إلى الحوار والتوافق  وإلى التوقف عن دعم التكفيريين الذين يدفّعون الجميع ثمنا باهظا، وأول من سيدفع هم المموِّلون والرعاة.

أما بالنسبة لحزب الله فقد اختار خياره المقاوم وقدم الشهداء والأبرار، قدم الشهيد السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد والسيد مصطفى وكل الشهداء الأبرار وقدم التضحيات الكثيرة وتحمل الأعباء الكثيرة، كل ذلك من أجل تحقيق الأهداف الشريفة، والحمدالله حقق الكثير منها. حزب الله حرر الأرض وحمى المنطقة بوجوده من الإسرائليين والتكفيريين ودعم الإستقلال حتى لا نكون أتباعاً، حزب الله رفض التبعية للشرق أو الغرب. عندما نتحدث بأن المنطقة ستعيش صيفاً حاراً ذلك لأن أمريكا مشغولة بانتخاباتها وليست جدية في الحل السياسي سواء في سوريا أو اليمن أو أماكن مختلفة، أما في لبنان لا توجد حرارة بما هو موجود في المنطقة لكن لا بد أن نسمع الكثير من الكلام والدعايات والمناقشات والحوارات التي تضيِّع في الفراغ.

نحن نعتبر أن لبنان أمام فرصة مهمة ليخرج من التخبط بقانون إنتخابي عادل هو قانون النسبية وإلا بقينا في الفراغ. فليكن معلوماً الإسرائيليون ليسوا مع أحد، والتكفيريون وباءٌ على الجميع ومسؤوليتنا جميعاً أن نتصدى لا أن نتنصَّل. نحن لا نحتاج إلى أولئك الذين يوجهون النصائح وليسوا أهلاً لها، فعندما يدعوننا إلى الانسحاب من سوريا نقول لهم ما هو بديلكم؟ لولا قتالنا وتضحياتنا لأقيمت الإمارات في لبنان ولكان كل لبنان تحت الخطر التكفيري كسوريا وربما أكثر، إلى كل أولئك الذين يدَّعون أنهم ضد إسرائيل: إكشفوا للناس سجلكم في مقاومة إسرائيل فإن كان فارغاً إملؤوه إبتداءً من اليوم وتعالوا معنا فوالله نستطيع أن نخرج إسرائيل إذا كنا معا.

أما أولئك الذين يلعبون بسياسات المنطقة ويعتقدون أنهم يربحون من خلال تناقضاتها نقول لهم: نحن في لبنان نريد لبنان للجميع ولا نريده لنا دونكم، نمد اليد لكم دائماً ولكن اتقوا الله في البلاد والعباد وخذوا الموقف النبيل، لقد تصدينا للتكفيريين في لبنان بتعاون ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وهنا أحيّ الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية الذين يعملون ليل نهار لمواجهة هذا التحدي، وأعتقد أنكم قرأتم الاعترافات، فهم يستهدفون الجميع من المسلمين والمسحيين، هم لا يطقون الناس بل أقول لكم هم لا يطيقون أنفسهم لأنهم لا يتحملون بعضهم فيقتل البعض البعض الآخر من أجل أن يسود.

نحن الآن في مرحلة تجفيف خلاياهم في لبنان، فلنستفد من فرصة هذا الأمن الموجود في لبنان والإستقرار لنخطو إلى الأمام.
04-حزيران-2016

تعليقات الزوار

استبيان