المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الشهيد أحمد قصير بكلمات الامين العام لحزب الله ـ صور وملصقات

يرسم الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بكلمات صورة فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد المجاهد أحمد قصير، ومن خلاله يقدم صورة الوضع العام في زمن العملية وما هي الاجواء التي كانت سائدة وكيف غيرت العملية مجرى التاريخ المقاوم(*).

"إنّ هذا النصر وما بعده هو أمانة عند الجميع من الدولة والأحزاب والمجتمع المدني والعلماء وعوائل الشهداء، لقد اختار حزب الله  يوم 11 تشرين الثاني عام 82 عيدا لشهدائه #يوم_الشهيد، ذلك اليوم الذي اقتحم في صبيحته شاب في زهرة شبابه مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور بسيارته المليئة بالمتفجرات وفجر نفسه وسيارته ليدمر مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي فيصبح حطاما وركاما وليقتل فيه ما قتل، وبقي اسم الاستشهادي سرا إلى ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من صور حفاظا على أهله وعائلته من الانتقام ذلك هو أمير الاستشهاديين أحمد قصير.   

لقد اختار حزب الله هذا اليوم لما لهذه المناسبة وهذا التوقيت وما حصل فيه من أهمية ودلالات بالغة وللخصوصيات التي دفعت إلى هذا التبني وهذا التعهد بأن يكون هذا التاريخ يوما لشهيد حزب الله.  

نستذكر أنّ عملية مقر الحاكم العسكري هي أول عملية استشهادية من هذا النوع في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني والمرة الأولى التي يركب فيها شاب سيارة مليئة بالمتفجرات ويقتحم قلعة من قلاع العدو ويدمرها، وهذا يعني أن العملية سنّت سنّة حسنة في مجال العمل الجهادي التي له أجرها وأجر من عمل بها، لذلك كنّا نرى وجه أحمد قصير مع كل استشهادي في لبنان يقتحم قلاع وقوافل العدو وما زلنا نرى وجه أحمد يقتحم المجمعات العسكرية ومجتمع العدو في فلسطين، وأؤكد لكم أنّ هذه العمليات الاستشهاديّة  تستند إلى رؤية فقهية متينة وقطعية لا مجال فيها للترديد والتشكيك.  

كذلك لعملية الشهيد أحمد قصير ميزة حجم الخسائر التي لحقت بالعدو الصهيوني، حيث اعترف الصهاينة بقرابة الـ 80 قتيلا  بينهم جنرالات وضباط كبار في الموساد، وبعض الصحف الاسرائيلية تحدثت عن 141 قتيلا في تلك العملية أي ضعف العدد. هذه العملية ميزتها أن في تاريخ الصراع لم يحصل أن يستطيع شاب لم يتجاوز عمره 18 سنة أن يقتل في لحظة واحدة 80 ضابطا وجنديا من العسكريين، وهذه المحصلة لم توفق لها حتى الآن أي عملية استشهادية.  

وعلى الصعيد المعنوي من يذكر تلك الأيام التي تميّزت بالتفوق الصهيوني والعلو، حتّى انّ الواحد منّا ما كان ليجرؤ أن يحلم بمواجهة الاسرائيليين وساد جو من الاحباط والضغط السائد في المنطقة وظن الاسرائيلييون أن ّوجودهم سيطول وأن المجتمع اللبناني سيكون مجتمعا خاضعا مستسلما، لكن بعد أشهر قليلة يفاجأ الصهاينة بهذا النوع الجديد من العمليات الذي لا يمكن استيراده لا من الولايات المتحدة ولا من الاتحاد السوفياتي، هذا النوع لا يمكن أن يصنع إلاّ  من قيم وشرف هذه الأمّة. الشباب الاستشهاديون في لبنان أراد لهم الصهاينة أن تكون قبلتهم الملاهي لكن توجهوا إلى قبلة الجهاد والاستشهاد، عندما اقتحم الشاب قصير كان طليعة ورسول حالة بدأت تتفاعل في لبنان وعنفوان يرفض الظلم والاصرار على المقاومة والمواجهة وعن إرادة لا تكسر، وعن شوقها للقاء الله وعن إصرارها في قيامها بمسؤولياتها الشرعية والانسانية تجاه مقدساتها ووطنها.   

كان أحمد رسول هذه المعاني وعبّر عنها بقامته التي اقتحمت تلك القلعة وبأشلائه التي تلاشت في أنحاء صور وبروحه التي انتشر أريجها في الأمة، لقد كانت عملية 11 تشرين الثاني تأسيسا في المقاومة وفي العمل الاستشهادي وفي الهزيمة الصهيونية وفي النصر اللبناني ولذلك بعد أقل من ثلاث سنوات من العملية خرجت قوات الاحتلال من صور مذلولة مدحورة واختبأت خلف القلاع والجبال والتلال وظنت أنّ حصونها مانعتها من الله وجنده وأوليائه وراهنوا على أن المقاومة بعد هذا النصر الكبير ستقنع وستتجه إلى الداخل وتغرق في التفاصيل الداخلية السياسية وراهنت أنها ببقائها في الشريط الحدودي المحتل سوف يأتي إليها من يدفع ثمن انسحابها ويكافئها بتوقيع اتفاق سلام أو بترتيبات أمنية فيحفظون ماء الوجه ويقبضون الثمن".
(*) من كلمة الامين العام لحزب الله في يوم الشهيد في العام 2001

 

11-تشرين الثاني-2016

تعليقات الزوار

استبيان