هو واحداً من قلة أمنت بربها وركبت سفينة المواجهة مع العدو الصهيوني من اللحظات الاولى، الشهيد الفقيد محرم العارفي، شريك شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب في الميدان، ورفيق الاعتقال مع الشيخ عباس حرب إمام بلدة الحلوسية.
كان منبره في صيدا منصة المواجهة مع الاحتلال، ما جعله هدفاً للاعتقال.
على يديه تربت أجيال قوات الفجر، التي كانت أحد أذرع المقاومة في مواجهة المحتلين على جبهات عدة أبرزه صيدا وكفرفالوس في الثمانينات.
رجل شجاع،  يحكي عنه أهل المدينة الكثير من القصص والمواقف. وهو الرجل الوحيد الذي لم ينزل كلما نادى الصهاينة بمكبرات الصوت على أهل صيدا بالنزول للتجمع. عن الشيخ الذي جعل من مسجده معقلاً للمقاومين، والذي جعل من معتقله منبراً ومركزاً. عن الشيخ الذي رفض مصافحة كبير العملاء، ولم يخش الاعتقال، ولا الموت، في سبيل العزة والكرامة. عن الرجل الذي لعب دوراً رئيسياً في حل حرب المخيمات، وكسب بحكمته وتواضعه وخلقه حب جميع من عرفه.
تنقل بين مسجدي قطيش والبطاح..
اعتقل الشيخ رضوان الله عليه في 27/12/1983 من بيته، ونقل إلى سراي صيدا الحكومي حيث خضع للتحقيق والتعذيب، وبقي مصيره مجهولا، ومضت أربعة أشهر على هذه الحالة، إلى أن كشف الله السوء بصدقة عنه، ووصلت رسالة من الصليب الأحمر الدولي تحمل اسم الشيخ محرم العارفي، ومكان الاعتقال "سجن كيشن" في فلسطين المحتلة، وتقول "بصحة جيدة".
في نيسان 1984 نقل الشيخ من سجن كيشن إلى معتقل أنصار في جنوب لبنان، ثم نقل إلى معسكر عتليت في فلسطين المحتلة، ليفرج عنه أخيراً في العام 1985 ويعود إلى مدينة صيدا مرفوع الرأس والهامة، بعزيمة أقوى.
وفي العام 1985 أعلن عن تأسيس الجبهة الإسلامية، وأعلن الشيخ محرم العارفي أمينا عاما لها، وكانت الغاية أن تكون هذه الجبهة إطاراً لكل الناشطين الإسلاميين بمعزل عن انتماءاتهم التنظيمية والفكرية، بهدف توحيد الجهود للدعوة والجهاد .
وفي العام 1993 ، شخصت إصابة الشيخ بمرض خبيث. واستمرت رحلته مع الألم سبع سنوات لم يمنعه فيها المرض من نشاطه الدعوي.
وفي أواخر العام 1999 بلغ المرض أقصاه، وأحس الشيخ بدنو الأجل، وأدخل إلى مستشفى حمود في صيدا، حيث قضى أيامه الاخيرة، وتوفي رحمه الله في التاسع والعشرين من رمضان، السادس من كانون الثاني، عام 2000 ، ودفن في الثلاثين منه.

الصورة والملصق من أرشيف المقاومة الإسلامية ـ اللجنة الفنية للإعلام الإسلامي من العام 1985