المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

رسالة "الرؤساء المنسيين".. فقاقيع صابون

حسن سلامة

حاولت الرسالة التي بعث بها الرؤساء "المنسيين" الى القمة العربية في عمان عشية انعقادها إثارة زوبعة من الغبار على مسيرة العهد وحكومته لتطرح تساؤلات وشكوكًا حول هدف الذين اعدّوا الرسالة ووقعوا عليها، في توقيت حساس يحتاج لبنان فيه الى جهد الجميع لتحصين بلدهم، وابعاده عما تتعرض له المنطقة من حرائق ومؤامرات يتعرض لها عدد من الدول العربية بدءا من سوريا، بينما الذين وجهت إليهم الرسالة من نظام آل سعود واخرين يشاركون في هذه المؤمرات.
ويلاحظ مصدر وزاري انه قد تكون الايجابية الوحيدة التي نتجت عن "فقاقيع الصابون" التي أدّت اليها الرسالة المشبوهة انها اظهرت وحدة الموقف داخل الحكم دون أن يبتغي الموقعون ذلك، وجاءت هذه الوحدة من خلال ما صدر من مواقف منددة بما اريد منها من اهداف خبيثة، فبالإضافة الى موقفي رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، اتى موقف رئيس الحكومة سعد الحريري ليعبر عن الاستغراب للرسالة بقوله "هناك قطار سائر في لبنان الى الامام ومن يريد ان يستقله فليتفضل والا فليبقَ مكانه"، بينما جاء كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق أكثر قساوة بقوله "الرسالة خطيئة وطنية تجاوزت حدود الوطن"، كما انها لاقت اعتراضات من جانب قوى اخرى خارج سياق قوى 8 أذار، باستثناء "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب.
إلا أن المصدر الوزاري يؤكد ان "الرسالة في هذا التوقيت وما حملته من مضامين خطيرة، هي تعبير واضح من الذين اعدوها بهدف "خربطة" الوضع الداخلي واستجداء عطف أصحاب "البلاط" من ال سعود، حتى لو كان البعض لا يدركون ما قاموا به. ويضيف ان كل محاولات بعض الذين كانوا وراء الرسالة لاعطائها تفسيرات ايجابية لا تقنع احدا، فبعض هؤلاء دافعوا في مراحل سابقة عن اتفاق الذل والاستسلام الذي كانوا قد عقدوه مع العدو الاسرائيلي، اي ما يسمى اتفاق 17 ايار، والبعض الاخر تآمر مع العدو خلال عدوان تموز على المقاومة، وآخرون استغلوا مواقعهم في مرحلة معينة من اجل حفنة من مال النفط تحت حجج واهية ثبت انها كاذبة، بالاضافة الى الانقلاب على المقاومة.


من هنا، يشير المصدر الى ان القراءة الوحيدة للرسالة يمكن توصيفها ضمن الاهداف الاتية، حتى ولو غاب عن بعضهم خطيئة ما فعلوه:
1 _ سواء جاءت الرسالة بايحاءات من النظام السعودي أو بمبادرة من موقعيها، فالنتيجة واحدة في الامرين، وهي استجداء العطف من الذين تآمروا وما زالوا ليس فقط على المقاومة، بل على لبنان ومحاولة دفعه ليكون تابعا ومنخرطا في الحلف الاميركي، وحتى التلاقي مع مواقف العدو الاسرائيلي.
2 _ ان هذا الفعل الخاطئ يستهدف اثارة القمة وقادتها ضد لبنان قبل اثارتهم ضد المقاومة، الا اذا كان موقعو الرسالة على "جهالة " بالفعل، ان التحريض على المقاومة يخدم لبنان ومصلحته وليس اعداء لبنان والذين يراهنون على المشروع الاميركي. ويتساءل المصدر: كيف لهؤلاء ان يقنتعوا او يحاولوا ايهام الرأي العام انه لولا المقاومة وما قدمته من شهداء لكانت "داعش" واخواتها اليوم في كثير من المناطق اللبنانية بما في ذلك "عرين" بعض معدي الرسالة.
3 _ لقد اراد هؤلاء من وراء ما قاموا به، "دق اسفين" بين اطراف الحكم بكل فئاتهم وفي الدرجة الاولى بين عون والحريري، لاعتقاد موقعي الرسالة انه سيتم احراج رئيس تيار المستقبل، وبما يؤدي الى اجهاض مسيرة الحكم والدولة على المستويين الداخلي والخارجي، متجاوزين ما ارتكبوه من خطايا بحق لبنان وابنائه خلال عهودهم المتتالية، وربما قد يكون الهدف _ حسب المصدر "ابعد من ذلك، وهو تفخيخ مسار العهد وحكومته للوصول الى اهداف اكبر من ذلك، وهو ما اشار اليه الرئيس نبيه بري بقوله "ان الرسالة اساءة لموقع الرئاسة ومحاولة لتجاوز الرئيس".
في كل الاحوال، يلاحظ المصدر ان شبه الاجماع الوطني الذي رأى في الرسالة خطيئة كبرى، اسقط ما أريد من ورائها، وحصرها في مجرد "فقاقيع صابون".

29-آذار-2017

تعليقات الزوار

استبيان