المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

في إحياء يوم القدس.. مواقف هامة للسيد صفي الدين في حوار شامل مع ’العهد’

 

في أجواء  يوم القدس العالمي، خص رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين موقع "العهد" الاخباري بمقابلة شاملة عن تطورات قضية القدس وفلسطين وصفقة القرن، والعالم العربي والأوضاع الاقليمية، اضافة الى الشأن اللبناني الداخلي. السيد صفي أكّد أن "ليوم القدس هذا العام خصوصية كبيرة جداً"، موضحاً أن "هناك فئات عربية تحدثت بوضوح عن التخلي عن القدس، والسعودية لم تكن بحاجة لصفقة القرن لتعلن تخليها عن القدس، هي في الأساس شريك دائم في كل المشاريع الأميركية والاسرائيلية التي تستهدف منطقتنا ومقدساتنا من فلسطين الى غيرها".

وشدد السيد صفي الدين على أن "الاسرائيليين وضعوا برنامجاً محدداً لضم الجولان. وهناك معلومات ووثائق ومعطيات تتحدث عن برنامج فعلي ووعود أميركية للاسرائيليين أنهم سيعترفون بضم الجولان الى الكيان الغاصب، وهذا ليس أمراً سياسياً ودعائياً فحسب، بل هو أمر فعلي ونتنياهو تحدث عنه بكل صراحة ووضوح وهناك برنامج وضع. وهم بانتظار اللحظة المناسبة لاعلان الضم الرسمي وتثبيته".

السيد صفي الدين لفت الى أن "قوى المقاومة بحمد الله اليوم موحدة، وما حصل إبان الأحداث في سوريا من بعض التفكك والتضعضع في بعض عرى المقاومة، الحمد الله الآن، تمت معالجته، والتصدعات تم ترميمها، ومحور المقاومة هو محور واحد موحد وقوي يعتمد على قوة كبيرة اسمها الجمهورية الاسلامية في ايران".

وحول الملف النووي الإيراني، قال السيد صفي الدين إن "سرّ قوة ايران هو حقها، ايران مظلومة، هي تدافع عن حقها الطبيعي وسر قوتها أنها تعمد على قائد شجاع قوي يدافع عن شعبة وحقوقه الى آخر نفس، وتلاحم الشعب الايراني خلف قيادته".

وفيما يتعلق بالملف اليمني، أشار الى أن "اليمن كان مسجوناً على مدى كل العقود الماضية، وبغض النظر عن أي عنوان سياسي آخر يتحدث عنه آل سعود هناك عنوان كبير اليوم في اليمن أن الشعب اليمني خرج من السجن السعودي ولن يعود اليه".

وفي الشأن البحريني، أكد السيد صفي الدين في حديثه لموقع "العهد" أن "الشعب البحريني شعب شريف وشجاع أثبت خلال كل السنوات الماضية أنه يمتلك وعياً وارادة وعزماً وقدرة فائقة في الحفاظ على طبيعة نهضته وأهدافه والدفاع عن رموزه على رأسهم سماحة الشيخ عيسى قاسم وسماحة الشيخ علي سلمان وكل هذه القيادات والرموز التي وقف الشعب البحريني الى جانبها ودافع عنها كما هي حملت قضيته ودافعت عنه خلال السنوات الماضية".

أما في الملف الداخلي اللبناني، فقال "نحن نسعى لاستلام حقائب وزارية مهمة للقيام بالواجبات التي أصبحت لازمة علينا لخدمة الناس وللتأثير الأكبر في العملية السياسية والحكومية وهذا أصبح من أولوياتنا"، موضحاً "أننا اليوم في مراحل تشكيل ملف مكافحة الفساد على مستوى بنيته وأفراده وسياساته ومخططه، وفي أقرب وقت ممكن سيبدأ العمل مع الجهات المختلفة والمعنية وسيشهد اللبنانيون بشكل واضح الخطوات خطوة بعد خطوة وحركة بعد حركة".

وفيما يتعلق بعودة النارحين السورين، قال السيد صفي الدين "موقفنا من عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ثابت ودائم وواضح هو أنه يجب أن يعمل على هذا الموضوع ضمن الأطر السياسية التي توصل الى حل ومعالجة المشكلة القائمة بأقرب الطرق"، داعياً الى "التعاطي المباشر مع الدولة السورية التي أعلنت وتعلن في كل يوم أنها جاهزة".

وفي ما يلي نص المقابلة:

- حصل حزب الله على تأييد شعبي وازن في الانتخابات النيابية، كيف سيتم صرف ذلك في السياسة؟

العمل السياسي سيتم على تنفيذ بنود البرنامج الانتخابي وإعطاء الأولوية لكل بند تم تبنيه وذكره في البرنامج، بالعموم الاستثمار السياسي للإنجاز الانتخابي هو في الحفاظ على التعهدات والوعود التي تم الالتزام بها مع الناس ومحاولة النهوض بالبلد على المستوى السياسي والاقتصادي والانمائي ومعالجة الملفات الملحة سياسياً واقتصادياً وانمائياً. الكل يعلم اليوم أن الملف الاقتصادي الانمائي هو ملف ملحّ وضروري ولا يمكن التغاضي عنه بعد اليوم كما لا يجوز الإعراض عن تحمل المسؤوليات في شأنه لذا ستكون الأولوية في الاهتمام بكل ما يهم الناس على مستوى تأمين احتياجاتها الخدماتية والنهوض بالبلد اقتصادياً وانمائياً.

أما على المستوى السياسي العام، فالوضع السياسي مقبول الى جيّد ولسنا بحاجة للانتخابات النيابية حتى نجير نتائجها لتحسين الوضع السياسي وإن كانت الانتخابات أثبتت بلا أدنى شك أن الخيار السياسي الذي يتبناه حزب الله هو الخيار الذي يحظى بالأغلبية الشعبية اللبنانية وأصبح يحظى أيضاً بالأغلبية النيابية وهذا له تأثرات سياسية مهمة. المفترض أن تكون بعض الملفات السياسية قد حسمت بعد الانتخابات وأن يقف الجدال الذي لم يكن يفيد البلد، وتحديداً فيما يتعلق بالدفاع عن لبنان وهوية لبنان المقاوم والوقوف بوجه الأطماع والتهديدات الاسرائيلية التي يعاني منها.

- يُقبل لبنان على مرحلة جديدة بعد تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، في ظل الحديث عن محاولة أميركية - خليجية لإطالة أمد تأليف الحكومة وإدخال لبنان في حالة مراوحة سياسية، ما قراءتكم لمصاعب التشكيل وعقباته؟

لم يثبت لدينا لغاية الآن أن هناك عوائق مهمة وأساسية تدفع باتجاه تعليق عمل تشكيل الحكومة. هذه مخاوف سياسية مشروعة ومقبولة لكن على مستوى الوقائع يبدو أن الأمور ستسير بوتيرة جيدة وسريعة وهذا ما نتمناه ونسعى اليه وما يسعى اليه معظم السياسيين في البلد. أما أن هناك نوايا أميركية وخليجية لتعليق الوضع السياسي في لبنان، فهذا تحليل له مكان، لكن لا نعتقد أن الأميريكي والسعودي يمكنه أن يعطل الحياة السياسية في لبنان. هم عملوا على التأثير على الوضع السياسي قبل وخلال وبعد الانتخابات، لكنهم غير قادرين على تعليق الوضع السياسي برمته، لأن هناك مستلزمات ومتطلبات ملحة لكل اللبنانيين فإن أرادوا أن يواجهوا فريقاً سيكونون بمواجهة كل اللبنانيين. واعتقد أن الاردارة الموجودة  لدى كل اللبنانيين هي ارادة تشكيل الحكومة بشكل سريع من أجل القيام بواجبها بمعالجة المشاكل التي يستفيد كل اللبنانيون من معالجتها.

- هل سيطالب حزب الله بحصة أكبر في التمثيل الوزاري؟

أصبح معلوماً اليوم، الحديث بشكل واضح عن 3 وزراء لحزب الله وهذا متفق عليه مع مختلف الجهات التي تحدثنا معها في تشكيل الحكومة. موضوع الحقائب ما زال محل نقاش. نحن نسعى لاستلام حقائب وزارية مهمة للقيام بالواجبات التي أصبحت لازمة علينا لخدمة الناس وللتأثير الأكبر في العملية السياسية والحكومية، وهذا أصبح من الأولويات لدينا. ترجمة هذه الأولويات الحضور بقوة في الحكومة. والحضور بقوة أن تكون هناك وزارات مهمة يديرها حزب الله وإن كان حزب الله سيعتبر نفسه معنياً بكل الحكومة وكل الوزارات.

- ما خطوط حزب الله الحمراء فيما يتعلق بالبيان الوزاري؟

أعتقد موضوع البيان الوزاري بعد تشكيل الحكومة سيعالج بطريقة مرنة وسهلة كما في الحكومة السابقة. لا أعتقد أن هناك عقبات كبيرة ستقف بوجه صدور بيان وزاري يتوافق عليه جميع اللبنانيين. التجربة الماضية أثبتت أن ما نطلبه ميسر وليس صعباً وبالتالي لسنا بحاجة أن نتحدث عن خطوط حمراء وكأن هناك مشكلة كبيرة وضعت بوجهنا، لا أعتقد أن الأمر هكذا في هذه المرحلة.

- تحدث الأمين العام لحزب الله عن مرحلة جديدة سيتولاها الحزب في مكافحة الفساد، كيف ستتم ترجمة هذا المشروع عملياً؟

الترجمة العملية بدأت في تحضير المقدمات اللازمة. حينما يستحدث حزب الله ملفاً خاصاً لمكافحة الفساد، فإن هذا هو قرار تنظيمي لكنه مرتبط بالالتزام مع اللبنانيين بمكافحة الفساد. حينما يتصدى سماحة الأمين العام للاعلان ومتابعة هذا الأمر بشكل مباشر يعني ذلك أننا بدأنا. نحن اليوم في مراحل تشكيل هذا الملف على مستوى بنيته وأفراده وسياساته ومخططه. في أقرب وقت ممكن سيبدأ العمل مع الجهات المختلفة والمعنية وسيشهد اللبنانيون بشكل واضح الخطوات خطوة بعد خطوة وحركة بعد حركة. ليس سراً أن أقول أن هناك عدداً من الملفات بدأت ترد الينا، لكن الجهة المعنية ومسؤول الملف سيقوم بالتدقيق والتحقق من المعطيات التي ترد للبدء بالعمل بحسب الملفات التي تنجز وتحضر. بامكاننا أن نقول أننا بطور انجاز المقدمات اللازمة والملفات بدأ العمل عليها منذ أسابيع.


- يتحدث البعض عن صعوبة تصدي حزب الله للفساد لما قد يتسبب به من اهتزازات في علاقاته ببعض الحلفاء، هل الحزب جاهز لمثل هذه المعارك الداخلية؟

قبل أن نعلن عن خطوة التصدي للفساد في لبنان كنا قد درسنا في حزب الله الأهداف والسياسات وما يمكن أن نفعله ما هي المحاذير والعوائق. وفق رؤيتنا وصلنا الى نتيجة أن الإنجاز الذي يمكن أن يتحقق مهم جداً للبلد ومن الضروري أن نضع حدوداً لحركة الفساد. حزب الله لم يتحدث عن ثورة شاملة في لبنان لأن لبنان لا يتحمل ثورة للقضاء على الفساد من جذوره. البعض قال - وهو محق - أن الفساد في لبنان متجذر حتى في بنية النظام، لا نعتبر أن هناك ظروفاً مؤاتية الآن أو أن أولوياتنا الآن القضاء على الفساد الموجود في متن النظام اللبناني، هذا كلام يحتاج الى نقاش آخر. نحن نتحدث عن الحد الذي نواجه فيه الفساد على مستوى القرارات والهدر وبعض الحالات الناشزة والناتئة، وبعض الملفات التي ترهق الخزينة العامة وتكون على حساب كل اللبنانيين من خلال مزاريب الهدر المعروفة. نحن لا نتحدث عن ملفات غير معروفة أو خافية عن كثير من الوزارء والسياسيين الذين تعاطوا الشأن الحكومي والاداري. أما مواجهة الفساد بالمعنى السياسي الشامل المرتبط بالنظام فهذا أمر مختلف عما نحن فيه الآن، ويحتاج الى توافقات لبنانية كبيرة جداً لا أعتقد أن لبنان جاهز لها الآن.


- سنشهد في الأيام المقبلة عودة طوعية للنازحين السوريين بجهود من اللواء عباس ابراهيم ودعم من فخامة الرئيس، هل من دور يلعبه حزب الله على هذا الصعيد؟

موقفنا من عودة النازحين السوريين الى لبنان ثابت ودائم وواضح، هو أنه يجب أن يعمل على هذا الموضوع ضمن الأطر السياسية التي توصل الى حل ومعالجة المشكلة القائمة بأقرب الطرق. واضح أن علاج هذا الموضوع الشائك والضاغط على اللبنانيين بجب أن نتبع فيه أقرب الطرق. لماذا يصر البعض على طرق بعيدة لا يعرف آخرها وليس لها أفق على الاطلاق. الطريق سهل وواضح يحتاج الى قرار ومبادرة وتحمل مسؤولية، على كل حال هذه العودة الطوعية التي تحصل بين الحين والآخر مشجعة ومهمة وفي مصلحة اللبنانيين والسوريين ويجب أن نعمل جميعاً لتطويرها لتكون أيضاً عودة طوعية لكن بشكل أشمل واكمل بمختلف زواياها.

- تقصد سماحتك الحوار مع سوريا؟

التعاطي المباشر مع الدولة السورية. الدولة السورية أعلنت وهي تعلن في كل يوم أنها جاهزة، وهذا الأمر يجب أن يسلك ويأخذ طريقه نحو التنفيذ وهذا ينتفع منه كل اللبنانيين. بالنتيجة المجتمع الدولي وكل الحلول التي تأتي من الخارج تبقى مؤقتة وفائدتها قليلة لأن السلبيات الواقعة على كل اللبنانيين هي أكبر وأضخم.

- يتزامن هذا العام يوم القدس العالمي مع ذكرى رحيل مؤسسه ومعلنه الإمام الخميني قدس سره، ما التحديات التي تواجهها القدس اليوم وهل حقق الحلف الخليجي - الأميركي أهدافه بطمس قضية فلسطين في الوجدان العربي والاسلامي؟

ليوم القدس هذا العام خصوصية كبيرة جداً. اذا كنا في كل عام بحاجة لأن نحيي يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كما أكد الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، فاننا هذا العام أكثر حاجة عل مستوى العالم الاسلامي والعربي وتحديداً الساحة الفلسطينية. والسبب أن ما تتعرض له القدس اليوم هو مزيد من العدوان. القدس مغتصبة منتهكة حركاتها، لكن ما حصل هذا العام أن هناك فئات عربية تحدثت بوضوع عن التخلي عن القدس. نحن نعتقد أن السعودية لم تكن في يوم من الأيام مع القدس، ولم تكن بحاجة لصفقة القرن لتعلن تخليها عن القدس، هي في الأساس شريك دائم في كل المشاريع الأميركية والاسرائيلية التي تستهدف منطقتنا ومقدساتنا من فلسطين الى غيرها. الجديد هذه الوقاحة السعودية والخليجية حينما يعلنون عن صفقة القرن ومن ضمنها انهاء وإلغاء قضية القدس من الأولوية السياسية، بل وحتى من الثقافة والوجدان الشعبي العام. هذا الجديد بحاجة الى مستوى متناسب من الرفض لكل هذه المشاريع البشعة والوقحة وبحاجة الى مستوى أعلى من التأكيد على قدسية القدس وقضيتها وعلى أولوية القدس وقضيتها.

أما أنهم نجحوا في طمس قضية القدس حتماً هذا لم حصل. لا يمكن لأي صفقة ولأي حاكم مهما أوتي من قدرة في العالم أو أوتي من قدرة في المال، لا أميركا بغطرستها وهيمنتها ولا السعودية بمالها وحقدها. كل هؤلاء ليس بإمكانهم أن يطمسوا قضية القدس. نعم هم تآمروا ويتآمرون عليها، يدفعون باتجاه مزيد من التطبيع مع العدو الاسرائيلي، ومزيدٍ من أخذ الأمة اعلامياً وسياسياً وثقافياً لنسيان القدس لكنهم لن ينجحوا والدليل على ذلك هو هذا الصوت الفلسطيني الهادر على شواطئ غزة  وفي كل المناطق الفلسطينية، هذا الصوت يؤكد أن القدس ستبقى حاضرة في الثقافة والوجدان والأولوية السياسية. نعم يجب أن نعترف أن ما فعلته السعودية وبعض الدول الخليجية والعربية خطوة متقدمة جدا لإنهاء قضية القدس. لكن هل ينجحون بذلك أو لا؟ هذا يحتاج الى جهد وتعب وتضحيات ومقاومة وأن نؤكد ما أكد عليه حزب الله دائما أن طريق القدس لا يمكن أن يفتح إلا بالمقاومة والدم والشهادة والعطاء والتحضيات.

- مسيرات العودة شكلت إضافة نوعية في مواجهة العدو، وليلة الصواريخ في الجولان مطلع أيار / مايو أعطت دفعاً للعمل العسكري، هل بات العدو بين فكي كماشة من الداخل والخارج؟

العدو الاسرائيلي استشعر الخطر الوجودي الحقيقي والفعلي بعد نتائج حرب 2006. بعد انتصار 2000 والانسحاب الذليل من جنوب لبنان والمناطق اللبنانية ما عدا مزارع شبعا شعر الاسرائيلي أن هناك خطراً كبيراً يتهدده. حاول أن يستوعب هذا الخطر بالمشاريع السياسية والشيطانية والمكائد لكنه لم يتمكن من ذلك، جاءت نتائج حرب 2006 لتقول أن الاسرائيلي كسر وهزم بنقاط تفوقه. حينما انكسرت نقاط التفوق عند العدو الاسرائيلي وهزمت بدأ يشعر بالخطر الوجودي. الصراخ الاسرائيلي اليوم فيما يتعلق بالجولان والصواريخ والقدرة التي تحصل عليها المقاومة، والمواقف المتقدمة للجمهورية الاسلامية الايرانية، وقدرة محور المقاومة على تحقيق إنجازات وانتصارات في سوريا والمنطقة عموماً، كل هذا الصراخ الاسرائيلي هو تعبير عن الأزمة التي بدأت عام 2006 وهو يحاول أن يجد لها حلاً الا أن ما حصل من 2006 الى 2018 هو أن أزمته زادت تعقيداً وأن خوفه على وجوده ازداد وهذه نقطة قوة لمحور المقاومة. ينبغي أن ننظر الى كل هذه التهديدات والصراخ الاسرائيلي والعقوبات الأميركية والمحاولات الأميركية والاسرائيلية بوجه الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة بنظرة مختلفة، هي ليست دليل قوتهم هي دليل ضعفهم وتراجعهم.

- هل يجر الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة للكيان الغاصب؟ اعترافاً بالجولان كأرض "اسرائيلية" كما يُشيع الصهاينة؟

الاسرائيليون وضعوا برنامجاً محدداً لضم الجولان. وهناك معلومات ووثائق ومعطيات تتحدث عن برنامج فعلي ووعود أميركية للاسرائيليين أنهم سيعترفون بضم الجولان الى الكيان الغاصب. وهذا ليس أمراً سياسياً ودعائياً فحسب، بل هو أمر فعلي ونتنياهو تحدث عنه بكل صراحة ووضوح وهناك برنامج وضع. وهم بانتظار اللحظة المناسبة لإعلان الضم الرسمي وتثبيته، بعد ذلك تأتي الموافقة الاميركية لشطب الجولان من كونه منطقة محتلة في كل الأروقة والكواليس السياسية في العالم. نعم اذا كانت القدس في خطر حقيقي وجدّي فلا نستغرب أن يكون الجولان في موقع الخطر الجدي من أجل أن يضم الى الكيان الغاصب.

- هل يمكن لهذه التطورات والتحديات الجديدة أن تعيد توحيد قوى المقاومة في المنطقة بعد أن أثّرت عليها الحرب في سوريا؟

قوى المقاومة بحمد الله اليوم موحدة، وهي حققت انجازات كبيرة في مواجهة العدو الاسرائيلي ومواجهة مشاريع تفتيت الأمة ومواجهة استهداف الأنظمة التي وقفت الى جانب المقاومة على سبيل المثال سوريا. محور المقاومة يزاد قوة ومنعة لكن من الطبيعي أن تزداد جبهات وعناوين المواجهة كلما حصل تقدم في عمل محور المقاومة. ما حصل ابان الأحداث في سوريا من بعض التفكك والتضعضع في بعض عرى المقاومة الحمد الله الآن تمت معالجتها والتصدعات تم ترميمها ومحور المقاومة هو محور واحد مواحد وقوي يعتمد على قوة كبيرة اسمها الجمهورية الاسلامية في ايران، ويعتمد على أنظمة في المنطقة جيدة ومهمة تحمل فكرة المقاومة ويعتمد قبل أي شيء على شعوب مقاومة من فلسطين الى لبنان الى سوريا الى اليمن الى كل هذه المنظقة التي ستبقى إن شاء الله قوية وعظيمة وعزيزة بمقاومتها وبمحور المقاومة. نعم أمام هذا المحور تحديات صعبة، واجه ما هو صعب في المضي وسيواجه هذه المصاعب الجديد ان شاء الله  يحصل على نتائج أفضل، اذا بالعموم محور المقاومة عالج كل تداعيات الأحداث التي حصلت في سوريا.

- قوبلت العقوبات والتهديدات الأميركية للجمهورية الاسلامية بقرار الإمام الخامنئي زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي، ما سر قوة ايران في هذه المواجهة؟

سر قوة ايران حقها، ايران مظلومة، هي تدافع عن حقها الطبيعي وسر قوتها أنها تعمد على قائد شجاع قوي يدافع عن شعبة وحقوقه الى آخر نفس، وسر قوة ايران تلاحم الشعب الايراني خلف قيادته، على مدى 40 عاماً لم يقبل أن يكون راضخاً لهذه الهيمنة والشروط والضغوط الأميركية. الشعب الايراني قاتل 8 سنوات العالم الذي وقف وراء صدام حسين من أجل أن يبقى شعباً حرا مستقلاً ومن اجل أن تكون له دولة ذات سيادة وقرار مستقل في هذا المنطقة، قوة ايران في كل هذه العناصر بدءاً من حقها الى قيادتها الى شعبها الى تجربتها الى تطورها وكل ما تمتلكه من قدرات هائلة في مواجهة هذه التطورات والهمينة الأميركية.

- هل توافقون الرأي القائل أن الأردن يدفع ثمن خروجه عن طاعة السيد السعودي في ملف القدس أم أنه يتحضر ليكون الوطن البديل؟

بغض النظر عن المشروع الذي يحاك للأردن والتحليلات القائمة اليوم، ان ما يحصل في الأردن بلا شك هو من تداعيات السياسات السيئة التي تقوم بها بعض الدول الاقليمية والتي تريد أن تضغط على المنطقة كلها من أجل أن تتخلى عن قضاياها لمصلحة صفقة القرن أو الأولوية الأميركية والاسرائيلية. من الطبيعي الأردن كما كل الدول الموجودة في هذه المنطقة كلها عرضة لأن تكون في موقع الضغط على المستوى الشعبي والسياسي والاقتصادي، حينما تكون الأولوية في مكان آخر . حينما تكون أولوية من بيده المال والقدرات في هذا المنطقة خدمة الأميركي والاسرائيلي ستكون على حساب شعوب المنطقة سواء الشعب الأردني أو الفلسطيني. يجب في ذكرى يوم القدس أن لا ننسى المجاعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. المشكلة ليست في الأردن وحده، المشكلة في الأردن وفلسطين هناك مجاعة حقيقية وحصار ظالم، كما هو الحصار الظالم في اليمن. تداعيات الأحداث التي تجري في المنطقة هي من نتائج هذه السياسات الخليجية الفاسدة والمنحرفة.

- أكثر من 3 أعوام مرّت على العدوان السعودي - الأميركي على اليمن دون تحقيق أي من أهدافه، في وقت يتزايد فيه الاستجداء السعودي - الإماراتي لتدخل أميركي مباشر، فما أفق هذه الحرب؟

الشعب اليمني هو الذي تحدث عن أفق الحرب في اليمن. حينما يقول الشعب اليمني بوضوح أنه لن يرضخ ولن يركع للإملاءات السعودية، ولن يقبل بعد اليوم أن يكون اليمن تحت الإمرة السعودية كما كان على مدى العقود الماضية. الشعب اليمني، لظروف سياسية ولظروف غباء المواقف السياسية السعودية خلال السنوات الثلاث وما قبلها الماضية، اكتشف أن طريقه للخلاص مفتوح وأن طريقه لأن يكون هو صاحب السلطة الفعلية على أرضه مفتوح، فلماذا يعود الى السجن؟ اليمن كان مسجوناً على مدى كل العقود الماضية، كان في السجن السعودي. اليمن كان يحرم من الاستفادة من طاقاته النفطية. كان يحرم من تحديد سياسات اقتصادية ومالية تخدم شعبه سواء كان في الجنوب أو الشمال، اليمن كان يعيش كل هذا الحرمان والفقر الذي نراه اليوم على وجوه اليمنيين وفي بيوتهم وشوارعهم ومدنهم هو نتاج السياسات السعودية التي أرادت أن تبقي اليمن في السجن. بغض النظر عن أي عنوان سياسي آخر يتحدث عنه آل سعود هناك عنوان كبير اليوم في اليمن أن الشعب اليمني خرج من السجن السعودي ولن يعود اليه. هو قدم الشهداء وجاهز ان يقدم المزيد وكل ما نسمعه وما نراه  من بطولات وتضحيات جريئة وشجاعة تؤكد أن الشعب اليمني سيصل الى الانتصار، والانتصار هو النتيجة الطبيعية لكل الشجاعة والهمة والنخوة اليمنية.

- تتمادى السلطات البحرينية بتعسفها ضد المطالبين بأبسط الحقوق المدنية فيها، ما هي رسالتكم لأهل البحرين المنتفضين سلمياً في ظل اعتقال قياداتهم وأبرزهم سماحة الشيخ عيسى قاسم؟

الشعب البحريني شعب شريف وشجاع أثبت خلال كل السنوات الماضية أنه يمتلك وعياً وارادة وعزماً وقدرة فائقة في الحفاظ على طبيعة نهضته وأهدافه والدفاع عن رموزه على رأسهم سماحة الشيخ عيسى قاسم وسماحة الشيخ علي سلمان وكل هذه القيادات والرموز التي وقف الشعب البحريني الى جانبها ودافع عنها كما هي حملت قضيته ودافعت عنه خلال السنوات الماضية. الشعب البحريني مع كل ما يمتلك من روحية عالية، شاهدنا هذه الروحية في وقفاته الدائمة الى جانب القضية الفلسطينية والقدس. الشعب البحريني اليوم هو مع القدس والمقاومة بينما حاكم البحرين وحكام الخليج يعملون في الليل والنهار لبيع القدس والتخلي عنها من أجل الحفاظ على عروشهم. كل هذه الأحداث جاءت لتثبت من جديد أن الشعب البحريني كان محقاً وفي الوقت نفسه هو شعب مظلوم، هو شعب لا حول له ولا قوة إلا أن يقول كلمته وسيبقى يقول هذه الكلمة، بالاعلام، بالسياسة، بالمظاهرة.. رجاله، نساؤه، شبابه، كل ما يحصل في البحرين يؤكد أن الشعب البحريني محق في قضيته وسيستمر في هذه القضية لتحقيق هدفه وإن شاء الله هذا يتحقق. نعم لا نملك الا أن نقول لأهل البحرين، لأحبائنا وأعزائنا في البحرين صبراً آل البحرين فإن النصر سيأتي لكن بعد الصبر الجميل الذي قدمتموه ليس هناك نتيجة الا تحقق أهدافكم مع كل ما حصل من تضحيات هي في عين الله سبحانه وتعالى.

09-حزيران-2018

تعليقات الزوار

استبيان