المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

عندما يخطط العدو للبقاع وحزب الله!

في ما يلي ترجمة من موقع العهد الاخباري ـ القسم الإنكليزي لمقال بحثي بعنوان "نحو ناتو عربي" للباحثة في معهد "بيغن - السادات" الصهيوني "إيرينا تسوكرمان" نشره المعهد بتاريخ 27 تموز/ يوليو الجاري.

ملخص: يواجه ما يسمى بـ "التحالف العربي" في اليمن ثلاثة تحديات داخلية: الاختلافات بين أبو ظبي والرياض والتدخل القطري والتوترات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية والمغرب. على الرغم من هذه التعقيدات، تظهر التطورات الجديدة أنه على المدى الطويل هناك احتمال لاستجابة استراتيجية للمأزق في اليمن وإلى المشاكل الأخرى المرتبطة بإيران في شكل ترقية لـ"التحالف العربي" المتفرق والمنقسم إلى هيكل منظم ورسمي على غرار الناتو.

بحسب المقال، فإن "التحالف العربي" (تحالف قوى العدوان) الذي يتكون من القوات الحكومية اليمنية والمملكة العربية السعودية والإمارات والمغرب والبحرين ومصر والكويت والسودان والأردن ومرتزقة أكاديمى (سابقا بلاك ووتر)، على حافة معركة حاسمة محتملة لتحرير ميناء مدينة الحديدة من سيطرة "الحوثيين" (أنصار الله). وقد تم مؤقتاً وقف الهجوم الذي أطلق عليه اسم "النصر الذهبي"  للسماح للأمم المتحدة بالتفاوض على حل سياسي للمأزق، بما في ذلك انسحاب "الحوثيين" من المدينة. هذا القرار قد يجنب وقوع خسائر جسيمة في صفوف المدنيين في الوقت الذي يمهد الطريق أمام الائتلاف، بدعم من الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والدعم اللوجستي، لتأمين المطار الذي كان بمثابة نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى البلاد وكذلك للصواريخ الإيرانية وغيرها من الأسلحة المتقدمة. بعد إعادة التركيز على التواجد على مشارف الحديدة وأجزاء أخرى من البلاد، تستعد القوات لما يمكن أن يكون مهمة طويلة ومرهقة.

ايرينا تسوكيرمان ترى أن الحرب في اليمن استمرت لمدة ثلاث سنوات. وقد واجه "التحالف" الذي تقوده السعودية العديد من العقبات: القوات البرية غير المدربة، الأراضي الوعرة التي تحدت فعالية حملتها الجوية، المعلومات الاستخباراتية الخاطئة أو المائعة التي قدمها الحلفاء الغربيون، عدو لا يرحم "قام بتجنيد الأطفال وتعذيب السجناء واستخدم البنى التحتية المدنية ومدن بأكملها كرهائن ودروع بشرية، وتدفق الأسلحة المتطورة والتدريب من إيران وحزب الله (كما تعترف الأمم المتحدة الآن) فضلاً عن منظمات إرهابية متنوعة تسعى إلى زعزعة استقرار الوضع"، وفق مزاعم الموقع الصهيوني. وتابع المقال "إيصال هذه المجموعة المعقدة من الحقائق إلى الدول الغربية المتعودة على تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة وفي الوقت نفسه مواجهة آلية الدعاية المدعومة من إيران وحل النزاعات الداخلية كان أيضاً تحدي".

ويتابع المقال "أحاطت التوترات التحالف، معقدة قدرته على الاستمرار في التركيز على المهمة. أولاً، دعمت القوات الإماراتية، المدربة بشكل أفضل، مجموعة انفصالية معارضة لحكومة هادي المدعومة من السعودية. إن مهمة ومصالح دولة الإمارات العربية المتحدة تتجه أكثر نحو محاربة الإسلاميين أكثر من مواجهة النفوذ الإيراني، في حين أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى دعم طهران للحوثيين - الذين أطلقوا مراراً وتكراراً صواريخ باتجاه الرياض والتي طالتها في بعض الأحيان - كتهديد وجودي"، حسب ادعاءاته.

وأثار ذلك، وفق الكاتبة، غضب المسؤولين السعوديين بمن فيهم رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي الشيخ، الذي حاول حث المغرب أن يحذو حذو الرياض من خلال التعليقات العامة، وكذلك من خلال دعم عرض أمريكا الشمالية المشترك لاستضافة كأس العالم في 2026  كما فعلت السعودية، خلافا لعرض المغرب. وقد جاء السبب المباشر للتوتر في العلاقات لسلسلة الأحداث تلك. قام الشيخ، والذي كان غير راضٍ عن علاقة الرباط المستمرة بالدوحة والنقص المزعوم للقوى المغربية في اليمن، بوضع قدرًا كبيرًا من الطاقة لتأكيد تلك المظالم ودعم اهتمام دونالد ترامب الغريب في كأس العالم من خلال استضافة حفلات لمسؤولي الاتحاد الأوروبي والفيفا ومن الشرق الأوسط والضغط على الدول التي كانت ستقف إلى جانب المغرب بالتصويت لصالح الولايات المتحدة.

وتذكر الكاتبة أنه "نتيجة لهذه التطورات، اعتبرت الرباط هذه الحركات أعمال خيانة وغابت عن المشاركة في الجلسة الطارئة التي قادتها السعودية بشأن اليمن والتي جرت في 23 يونيو. وقد تكون هذه التطورات ضارة بالتوازن الهش للقوى في اليمن. من المؤكد أن إيران ستنعم بهذه الخلافات العلنية وتصور انعدام الثقة المتنامي كإشارة ضعضعة التحالف في اليمن وأماكن أخرى. اضافة الى ذلك، فإن هذه الخلافات تنتقص من التماسك في ساحة المعركة. يواجه التحالف المهمات الشاقة المتمثلة في إزالة الألغام من ضواحي مدينة الحديدة والاضطرار إلى القتال في الشوارع حيث تموضع الحوثيون لتعظيم الضرر الذي يمكن أن يلحقوا بالقوات والمدنيين القادمين. (البديل، الهجوم في الماء، غيرمرجح لأن إيران أرسلت أسطولًا إلى خليج عدن)"، بحسب المزاعم.

تواصل الكاتبة ادعاءاتها "العقبات الإضافية في تصاعد مستمر. والتصفيات الأخير لثمانية من مقاتلي حزب الله من قبل التحالف تؤكد مشاركة الحزب المباشرة في اليمن. حزب الله، المدرّب جيداً ومن النخبة، مكلف بتحويل الحوثيين في اليمن إلى جيش متوسط الحجم قادرعلى القيام بعمليات متطورة في جميع أنحاء العالم. ما يفتقرونه في التجربة يكتسبه الحوثيين بسرعة في الأسلحة والمهارات. وفي الوقت نفسه، يتهم التحالف بعدم حيازة استراتيجية متماسكة لاستعادة المدينة، ناهيك عن تأمين الميناء لمنع التسلل في المستقبل".

هنا تنتقل الباحثة الى حزب الله والخطر الذي يشكله على الأميركيين، فتقول "إن تواجد حزب الله المتنامي في اليمن قد يجبر القوات الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على زيادة تورطهم في مكافحة الإرهاب وتوحيد أعضاء التحالف المنقسم حول التهديد المشترك. لقد كانت المشاركة الأمريكية محدودة حتى الآن في جمع المعلومات الاستخبارية ، ونشر "القبعات الخضراء" (الذين يساعدون في تحديد الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون ضد قوات التحالف والمدنيين اليمنيين والسعوديين)، ومكافحة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش. ومن المفارقات أن الدعم الأمريكي الصغير نسبيا للتحالف قد أدى في بعض الأحيان إلى تعارضها مع الرياض (وابتعادها المتزايد عن العمليات الرئيسية مثل "النصر الذهبي". ويقال إن المملكة حاولت استمالة بعض الجماعات المحلية، بما في ذلك تنظيم القاعدة، كحصن ضد الحوثيين".

وتتابع "لا يوجد دعم عام لزيادة التزام القوات الأمريكية بما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة ضد إيران (على الرغم من أنها لم تعد بالوكالة لأن الإيرانيين والسعوديين موجودون على الأرض). في الواقع ، كانت المشاركة الأمريكية الحالية مثيرة للجدل في الكونجرس، مع العديد من القرارات الفاشلة الدافعة إلى الانسحاب. علاوة على ذلك، فإن زيادة الوجود العسكري الأمريكي لمحاربة الحوثيين بشكل مباشر قد يعتبر عملا عدائيا، الأمر الذي قد يتطلب تفويض الكونجرس إلى ما بعد الإذن الحالي باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين (AUMF)".

ومع ذلك، فإن توسيع نطاق عمليات مكافحة الإرهاب ضد الجهات الفاعلة غير الحكومية لن يشكل تحديات من هذا القبيل. لقد أصبحت محاربة حزب الله أولوية لإدارة ترامب، خاصة وأن الكشف الأخير أظهر وجوده الواسع في أمريكا اللاتينية والتعاون مع عصابات المخدرات والتسلل إلى الولايات المتحدة. ويلعب حزب الله ايضا دوراً مهماً في سوريا إلى جانب القوات الإيرانية والميليشيات العراقية والسورية وجيش الأسد. والبحرين ليست محصنة ضد التسلل. وقد نجح حزب الله في استخدام سلاح الجو اللبناني والذي يقوم البنتاغون بتسليحه، لوضع أسلحة متطورة في خدمة جدول أعماله، وفق زعم المقال.

وفي تكرار لمعزوفة الادعاءات الأميركية - الاسرائيلية ضد حزب الله، تقول الكاتبة "يقوم حزب الله، بمساعدة دبلوماسيين إيرانيين، فيما يبدو أنه جزء من نمط شائع لتمويل عملياته من خلال الأنشطة الإجرامية والإرهابية، بتسليح جماعة البوليساريو الانفصالية في شمال أفريقيا والتي تهدد سلامة أراضي المغرب، وتبيع الأسلحة غير المشروعة إلى بلدان أخرى غير مستقرة. ومؤخرا، تم القبض على دبلوماسي إيراني مقره في فيينا، والذي تم تجريده من الحصانة الدبلوماسية، في ألمانيا لقيامه، جنبا إلى جنب مع مجموعات في بلجيكا وفرنسا، بالتخطيط لهجوم إرهابي ضد تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس. ومن غير المفاجئ أن يكون حزب الله متورطاً في هذه المؤامرة، لأنه كان مرتبطا بهجمات إرهابية أخرى في جميع أنحاء العالم. لقد أصبح حزب الله وما يرتبط به من وكلاء مدعومين من إيران مشكلة عالمية حقيقية تهدد أمن واستقرار جميع الحلفاء الغربيين والعرب"، وفق قولها.

يضيف المقال الذي نشر في معهد بيغن "لكن حتى الآن، كانت استجابة التحالف العربي ضعيفة ومحدودة، لا يتجاوز تصنيف حزب الله كمجموعة إرهابية دولية. في لبنان، كان حزب الله - الذي أعيد نشاطه بسبب فشل الانقلاب ضد الحريري - يعمل بجد من أجل تقسيم الكتلة السُنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة والسعودية. بالاضافة الى ذلك، أصبح حزب الله أكثر نجاحا في تجنيد الشيعة الساخطين في لبنان من خلال الاستفادة من انتشار المخدرات ونقص التنمية، لا سيما في المناطق القبلية".


لكن للكاتبة وجهة نظر في أساليب مواجهة خطر حزب الله على مشاريع الكيان "هناك فرصة هنا للتحالف العربي لمواجهة هذا النفوذ من خلال غرس مساعدات التنمية مباشرة في هذه المناطق ومكافحة تهريب المخدرات من خلال وسائل "محددة وموجهة". هناك أيضا مجال لاستغلال التقسيمات الموجودة. هذه المنطقة الخصبة (البقاع) المليئة بالعشائر العنيفة تم تضليلها وخداعها من قبل حزب الله، الذي قام بتجنيد جنود مشاة من هناك بينما كان يجمع الضابط من مدن أكبر وأكثر مركزية. وعلى الرغم من كلام (سماحة السيد) حسن نصر الله عن التضامن مع الحوثيين، فهو يختبئ في مخبئه بدلا من قيادة القوات في المعركة. هذا هو الضعف الكبير الذي يمكن أن يواجهه التحالف لإضعاف معنويات العدو من خلال حرب المعلومات المشتركة الفعالة"، والوصف هنا للكاتبة.

ويتابع المقال سرد النظرية "إن استراتيجية طهران الرامية إلى بناء قواعد بحرية والسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم ـ مضيق هرمز، باب المندب، القرن الأفريقي ـ تهدد مصالح المجتمع الدولي إلى ما هو أبعد من التحالف العربي. تعتمد إيران على مجموعات قوية مرنة وغير تابعة للدولة مثل حزب الله لتمهيد الطريق وتأمين هذه الانتصارات. حتى الآن، فان التحالف العربي والغرب يلعبان لعبة 'اضرب الخلد بمطرقة' مع الإرهابيين، وفي بعض الأحيان يقومون بتجميد الحسابات، أو اعتقال الشخصيات الرئيسية، أو تفجير القواعد. ومع ذلك، مع الرؤية الاستراتيجية الواضحة لامتداد حزب الله عبر العديد من القارات والدول، يمكن للتحالف العربي مع الولايات المتحدة وحلفائها توحيد الجهود لمكافحة هذا التهديد العدواني. وبذلك يمكنهم توجيه ضربة قاصمة للجمهورية الإسلامية نفسها، مما يؤدي إلى قطع مصدر التمويل إلى وكلائها الباقين".

ويختم المقال "فبدلاً من صرف الانتباه عن الاختلافات والأهداف قصيرة المدى والمحدودة الأفق التي تبعد أعضاء التحالف على حساب مصالحها الإستراتيجية وأمنها العالمي، يجب على الشركاء العمل على خلق حلف الناتو في العالم العربي. سيكون الحلف العربي عبارة عن تحالف عسكري وأمني مخصص للدفاع ومعزول عن النزاعات الاقتصادية أو الدبلوماسية أو السياسية. مثل هكذا نظام من شأنه أيضا أن ينجو من شخصيات متنافسة وتغييرات قيادية. يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دوراً حيوياً في تدريب وتقوية ودعم الناتو العربي الناشئ، والذي يجب أن يزرع أيضاً شركاء راغبين وقادرين ضد الأعداء المشتركين. إن دور حزب الله في الصراعات التي تهدد كل المعنيين سيكون مكانًا عظيما للبدء".

"العهد" إذ ينشر هذه الترجمة الحرفية فهو يسعى للإضاءة على التخطيط المسبق الذي يعمل عليه أعداء المنطقة ولبنان تحديداً من أجل سحب عناصر القوة منه، وتركه مستباحاً من قبل العدو الصهيوني وداعميه.

31-تموز-2018

تعليقات الزوار

استبيان