المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

مسرحية نتنياهو والإخراج الضعيف

حسين مرتضى

بضع ثوان من فيديو معد مسبقا بطريقة هزلية، كلمات مقتضبة وسريعة وصور، فتحت مرحلة جديدة من الحرب النفسية بين المقاومة والكيان الاسرائيلي، من على منبر المنظمة التي تديرها الولايات المتحدة الامريكية، حاول نتنياهو التغطية بدخان الكذب الموصوف على الهاوية السياسية التي وصل اليها في داخل الكيان المحتل.

مسرحية هزلية لا جديد للكذب فيها، والهدف منها تسجيل نقاط في الجبهة الداخلية الصهيونية، التي تلاحقه وزوجته بتهم الفساد، ما يهدد مستقبله السياسي، ومحاولة ساذجة للتأثير على دول العالم الكبرى " ان كانت كبرى بالفعل" وعلى القرار الامريكي، وسعي حثيث لصب الزيت على النار فيما يتعلق بالوضع في المنطقة، وخلاصة القول هي ان معادلة الردع النفسي التي حققتها المقاومة، لن يكسرها هذا النتنياهو بمسرحيته، وزد عليه معادلة الردع العسكرية بعد الـ S300 لن تكون كما قبلها في المنطقة.

اذن بهدوء واختصار، يحاول من خلالها كسر قواعد الاشتباك النفسي التي تتفوق فيها المقاومة، مترافقة مع حملة دعائية في هذا الشأن، سانده فيها الناطق باسم جيش العدو، ضمن حملة اثبتت فشلها، منذ ان نزل نتنياهو عن منبر الافلاس السياسي في الامم المتحدة، وهذا يذكرنا بالحملة التي شنها سابقا على ايران، في محاولة لاستجرار عطف دول الخليج  ضد الجمهورية الاسلامية، وظهر بوثائق سخرت منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل المجتمع الدولي.

ان الدعاية الصهيونية، والمسرحية لم تبدأ منذ خطاب نتنياهو في الامم المتحدة، بل بدأت منذ انتصار عام 2000، واستمرت بوتيرة مرتفعة بعد انتصار 2006، وفي كل مرة يرتفع عدد القرى التي يوجد فيها بنى تحتية للمقاومة بشكل مضحك، في حرب مستمرة على المستوى النفسي، للتأثير على الرأي العام اللبناني، وجر وسائل الاعلام في لبنان للدخول في هذه القضية، ضمن اعتبارات كثيرة، الا ان كل ذلك هو ضمن حسابات المقاومة وقادتها، التي ترى في ذلك مستنقعا اسرائيليا، لا يستحق حتى الرد، وتبعد نفسها وقواعدها عن تلك الاشواك، التي تحاول دوائر الاستخبارات في الكيان، زرعها بينها وبين بيئتها.

من ناحية اخرى، ويعتقد العقل الاستخباراتي في كيان العدو ان اللعب ضمن نظرية الاستفزاز لكشف الاوراق، سيحقق نتيجة، وما لا يعرفه العدو، ان المحاولة للوصول الى المعلومات بهذه الطريقة، باتت اسلوب الهواة في عالم المعلومات، والمقاومة في ظروف اعقد من ذلك، لم تخضع لرغبة الاسرائيلي بالكشف عن اي شيء يريده، ونذكره بالاسرى في عملية الوعد الصادق، وكيف استطاع رجال المقاومة، اتقان الحرب النفسية وحرب المعلومات، بالاضافة الى ذلك، فليعلم الجميع ان المقاومة لن تنجر الى لعبة النفي والنفي المضاد بل الامر عائد الى المقاومة لتثبت او تنفي حسب ظروف عملها وما تقرره من خيارات تراها مناسبة.

لكن ما يثير الدهشة لدى الجميع، ان هذا النتياهو، لم يخجل على نفسه ان يرفع في الامم المتحدة، خرائط وصور، يخجل الهواة على مواقع التواصل الاجتماعي نشرها؟؟ فهذا الكلام الفارغ، والمسرحية الهزلية، والخرائط والصور المضحكة، لن تصنع الا المزيد من الهزيمة النفسية، والفشل السياسي، لمجرم سيواجه العقاب بتهم الفساد، ولن يرحمه التاريخ .

01-تشرين الأول-2018

تعليقات الزوار

استبيان