في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشهيد أحمد نصر جرار
إسمح لي أن أناديك أخي، وكل شهيدٍ هو أخي. أخبرني عنك، والربيع بين عينيك، وثغرك الباسم ينطق نصراً يا ابن نصر.
يا أحمد العربي، فيك تُعرف فلسطين، فلسطين الثورة والغضب.
أشهد يا أحمد أنك الثورة والغضب، أشهد أنك وحيداً قاتلت الدبابات، والغارات، وجيش نخبة، وعمالة أشباه الرجال.
أشهد يا أحمد أنك ابن فلسطين البار، وليس فوق دمك بر.
يا ابن شهيد انتفاضة الأقصى، كيف غزلت وصايا الأب الشهيد رشاشاً، وعبوات ناسفة، وقلب من بأسٍ لا يلين، وكيف حملت مصحف الوالد -هديته لك- أينما اتجهت، وعليه ما خطته يسراه بعد أن قطعت يمناه، الوصية "القدس".
وكنتَ خيرَ من حمل الأمانة يا أحمد، أرهقتهم وأرقتهم وأرعبتهم أيها العشريني، فاستحلت لهم شبحاً عمره ثلاثة وعشرين عاماً، جمعوا لك حقدهم وغيّهم، جنود ودبابات ومروحيات، في عملية عسكرية كبيرة، كي يقضوا عليك فرداً وحيداً، إلا من وصية أبٍ عرف فلسطين وعشقها حد الإنصهار، ورشاش، ومصحف، وخرجت إليهم مقاتلاً. هزئت بهم، بنخبتهم وآلياتهم وعتادهم، بعد أن أذقتهم الذل والهوان لشهرٍ كامل وهم يبحثوا عنك، بعد أن قتلت ببسالتك مستوطناً منهم. وبعد حوالي شهرٍ من العملية البطولية، اشتبكت معهم بعد أن حاصروا المبنى الذي كنت فيه في اليامون في محافظة جنين، فمضيتَ شهيداً والتحقت بالأب القائد الشهيد.
ولا زالت الوصية ذاتها يا أحمد أمانةً في قلب وبأس الأوفياء أمثالك، في شهادة من لحقك، في شهادة الشهيد المثقف باسل الأعرج، وفي الأحرار أمثالكم يا أحمد، الوصية "القدس".
هدى رحمة