المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

تلافي الخلل وإصلاح ما فَسَد

د. جمال شهاب المحسن(*)
هناك تقديراتٌ جدّيةٌ  أنَّ في البنوك السويسرية 320  مليار دولار لسياسيين ومسؤولين لبنانيين، طبعاً نُهبَ معظمُها من المال العام ومن الشعب اللبناني،
وحديثُ الفساد في لبنان يطولُ ويطول، فهو يُزكمُ الأنوفَ ويُثيرُ المواجِعَ والآلام، وبَدَلاً من دعمِ وتطويرِ عمل وزارة مكافحة الفساد في لبنان تفاجَأْنا بإلغائها عند تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية،
ومنذ أيام حضرتُ مؤتمراً لمكافحة الفساد في الجمهورية اللبنانية حيثُ استوقفني حديثُ قضاة عن الفساد في القضاء اللبناني ولا سيّما التباطؤ في إصدار الأحكام وتنفيذها المترافق مع كافة أنواع المداخلات والتدخلات الجانبية فيها وخصوصاً السياسية منها... وكان صادماً حديثُ أحد كبار القضاة السابقين حين أشار إلى أن الفلسطيني يوسف شعبان قضى ١٦ سنة في السجن بتهمة قتل أحد الدبلوماسيين الأردنيين في بيروت والقضاء اللبناني والجميع يعرف أن القَتَلة الحقيقيين قد صدرت ضدهم أحكامٌ مبرمة ونُفذت في الأردن بعد الجريمة بسنتين.  

وبقي المظلوم البريئ يوسف شعبان في السجن كل هذه المدة الطويلة،
علماً أن الوكيلة القانونية لطلب إعادة محاكمة يوسف شعبان كانت المحامية مي الخنساء والتي ظلّت وعلى مدى ثلاث سنوات أو اكثر تقدِّم طلبات مشفوعة باجتهادات لحالات مماثلة حصلت في دول أوروبية إلا ان القضاء اللبناني لم يكن متجاوباً في هذه القضية حتى ان أحد الوزراء قال أمام وكيلة يوسف شعبان وأحد الإعلاميين أثناء مراجعته بخصوص هذه القضية : "نقبل أن  يبقى  يوسف شعبان في السجن مدى الحياة ولو ظلماً ولكن لا نقبل ان يُقال أنَّ القضاء اللبناني قد أخطأ" ...
وهناك  وقائع وشواهد كثيرة ذكرها قاضيان في المؤتمر تدلٍّل على أن الجسم القضائي يعاني كثيراً من الفساد فكيف له وهو في هذه الحالة المَرَضِيّة أن يعالج ويساهم في ورشة مكافحة الفساد ؟!.
 
 وهنا أتذكّر ما قاله رئيس الوزراء البريطاني الأسبق  ونستون تشرشل:
"لا تخافوا على بريطانيا طالما القضاء والتعليم بخير"
وبعد فضائح  الفساد السياسي والإداري والمالي والقضائي في لبنان التي أصبحت على كل شفة ولسان نقول : يا للعجب العجاب !!!!! متسائلين وبإلحاح : أين المساءلة والمحاسبة الجدية ؟
ويبقى أن نشير الى أننا كنا ننتظر إنشاء وزارة للتخطيط حتى لا يبقى كل شيئ عندنا خبط عشواء دون تخطيط ... وهذا حلم لم يتحقق كغيره من الأحلام والمطالب المشروعة ...
وعلى الرغم من كل ما تقدّم سنبقى نؤكد أن السياسة التي نفهمها هي تلافي الخلل وإصلاح ما فَسَد .
(*) إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

20-نيسان-2019

تعليقات الزوار

استبيان