المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

بومبيو يلعب على المكشوف ويقول : "لنساعد لبنان والعراق على التخلّص من إيران"

 د.جمال شهاب المحسن(*)
 
 لم يعد الأميركيون يُخفون تآمرهم وراء ستار كثيف من الخطاب "الدبلوماسي المتحفِّظ" إعلامياً وشكلياً فحسب ليُخفوا أعمالهم القذرة ، بأنهم وفي ضوء استقالة رئيس الحكومة اللبنانية يدعون الزعماء السياسيين اللبنانيين إلى "تسهيل تشكيل حكومة جديدة بسرعة، على أن تكون هذه الحكومة قادرة على بناء دولة مستقرة ومزدهرة وآمنة تستجيب لاحتياجات سكانها في الإصلاح الإقتصادي ووضع حد للفساد المتفشّي وضمان حقوق المتظاهرين وسلامتهم" ، فانتقلوا الى التصريح بمخططهم الحقيقي واللَّعِب على المكشوف ، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي المدير السابق للإستخبارات المركزية الأميركية ال CIA المجرم مايك بومبيو خلال زيارة لألمانيا أمس بتاريخ 8/11/2019 بمناسبة الذكرى الـ 30 لسقوط جدار برلين، "مساندته الاحتجاجات اللبنانية و العراقية  على الهيمنة الإيرانية على البلدين"، متّهماً إيران "بتصدير الفساد على (شكل ثورة) إلى العراق ولبنان".
 وفي هذا التصريح يعلن بومبيو أن كل المسألة عندهم هو التخلّص من "الإمتداد الإيراني" في لبنان والعراق، وهذا يعني بوضوح إستهداف حزب الله من خلال الأحداث اللبنانية ، ولا تعنيهم سوى بالإستخدام والتوظيف الإصلاحات ومحاربة الفساد في شيئ وإنما تعنيهم في الأساس والجوهر مصالحهم ومصالح إسرائيل فقط عبر استهداف حزب الله الذي بات يمثّل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني..

وبالمناسبة فإن لهذا "البومبيو" علاقات وثيقة بعدد من اللبنانيين ( وفهمكم كفاية) ..

 وعلى الرغم من الأبواق المأجورة عبر بعض وسائل الإعلام المسخّرة من طرف الإنتهـــــــــازيين والعملاء الذين يتستّرون وراء قناع النضال لأجل تنفيذ أهدافهم الخاصة وأهداف مشغِّليهم ، حيثُ أن " القوة الناعمة " الأميركية تدخّلت كثيراً وانكشفت في التضليل الإعلامي والتلاعب بعقول الناس وركوب الموجات الجماهيرية والقضايا المطلبية المحقة والمشروعة ، يتأكد في كل لحظة من نهارٍ أو ليل ما قاله السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين قبل اندلاع الحريق والإنفجار الشعبي الكبير بأيام حين أكد أن الأميركيين يهيّئون لفوضى في لبنان، وقال حرفياً:إن ما يحصل في لبنان على صعيد أزمة العملة الأجنبية المستجدة هو بسبب "الخطّة الأميركية لإحداث الفوضى في لبنان".

وأضاف : إنّ "الفوضى  كما يريدها الأميركيون هدفها ضرب حزب الله في لبنان ومِن خلفه خصوم أميركا في المنطقة"، وتابع: إن "مجموعة العمل لأجل لبنان والمُشَكَّلة من سفراء الدول الخمس الكبرى كانت دائمًا تضع في بندها الأول مبدأ الحفاظ على الاستقرار الداخلي والوضع الأمني، لكنني مؤخّرًا بتُّ أشعر أن الأميركيين يُهملون هذا المبدأ في خطّتهم التي توصِلُ إلى انهيار الوضع الاقتصادي وحصول غليان شعبي ، وهم بذلك  يهددون استقرار لبنان في حربهم لتطويع خصوم أميركا بدل الحفاظ على هذا البلد وحمايته".
 وسأل زاسبيكين: " ما هي الجهة الوحيدة التي ستحافظ على تماسكها في حال الانهيار الاقتصادي وانهيار الدولة؟، ثمّ أجاب بنفسه قائلًا:  إنه "حزب الله".....

وليس دفاعاً عن الفاسدين في السلطة اللبنانية الذين يجب أن يُحاسَبوا وأن تُسترجعَ الأموالُ التي نهبوها من الشعب اللبناني، هناك ملفات وقضايا ستُفتح للذين يركِبون الموجة ويحاضِرون بالعفّة وهم "ما هم عليه" من عمالة وإجرام وفساد كبير يغطّونه من خلال محطات تلفزيونية فضائية يدّعي أصحابُها اليوم أنهم "ثوريون" وهم في حالة التُّخمة من جراء التمويل الخارجي والصفقات الداخلية والخارجية القذرة ، حيث يتحدّثون في كل شيئ ولكنهم "مؤدّبون" أمام حاكم مصرف لبنان الذي يعمل منذ فترة طويلة من الزمن لصالح الأميركيين لأنهم من طينته وعلى نفس المستوى بالعمالة والفساد والإفساد .

وهنا أجدّد التأكيد أننا  نحن الثوّار ولآخر مدى ولن يستطيعَ شُذّاذُ من خلال "الإحتلال المدني" سرقة نضالاتنا وأغانينا وثورتنا الحقيقية لمصلحة "ثورات الفوضى الأميركية" المدمِّرة كما جرى  في العديد من بلدان المنطقة والعالم  .

وأصِلُ الى بيت القصيد لأقول: إنه وعلى طريقة التخلّص من حسني مبارك وبن علي والبشير  فإن "مركز اللعب " بالمخابرات الأميركية يعمل بجدية من خلال "الحرائق المشتعلة" على التخلّص من قيادات سياسية حاكمة وإحلال قيادات جديدة تدّعي أنها "حيادية تكنوقراطية" للوصول الى هدفها السرّي والعلني ألا وهو "القضاء" على حزب الله المقاوم ...وهذا مستحيلٌ لأن هذا الحزب متجذّرٌ في أرضنا الوطنية الطيبة ولأن قائده وعدنا دائماً بالانتصارات المحقّقة بإذن الله تعالى ...

(*) إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

09-تشرين الثاني-2019

تعليقات الزوار

استبيان