المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

جردة حساب لواقع محور المقاومة..يده العليا ضد أعدائه

يشهد العالم منذ سنوات طويلة صراعاً بين محور المقاومة ومحور الشر. الأخير لم يترك مؤامرة وحرباً تدميرية الا وشنّها والهدف رأس المقاومة تمهيداً لبيع فلسطين. لم يعدم وسيلة إلا واستخدمها مراهناً على ضعف محور المقاومة واستسلامه فيما لم يكن رهانه سوى على سراب. غرف سوداء عقدت على امتداد العالم وأجهزة استخبارية وجيوش جُنّدت، ومئات المليارات من الدولارات دُفعت. والنتيجة تمثّلت بازدياد محور المقاومة قوّة وعزيمة محققاً العديد من الانتصارات من سوريا الى العراق واليمن وفلسطين. تجاوز محور المقاومة مرحلة استهدافه وخرج من المعركة أكثر قوة من أي زمن مضى، وفق ما أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي اختار يوم القدس مناسبةً لإجراء ما يُشبه جردة حساب لما هو عليه محور المقاومة.  

بزي: يد المحور هي العليا ضد أعدائه

المحلّل السياسي الدكتور وسيم بزي يقرأ في خطاب الأمين العام لحزب الله حول محور المقاومة، فيلفت في حديث لموقع "العهد" الاخباري الى أن محور المقاومة مفهوم واسع وفضفاض يضم جغرافيا وأوطانا وكيانات ومنظمات، والمقاومة هي الهامش الذي يجمع بين كل هؤلاء، مشيراً الى أنّ ثلاثة أسباب دفعت سماحة السيد نصر الله لإجراء جردة حساب لمحور المقاومة:

ـ المناسبة بحد ذاتها والمتمثلة بيوم القدس التي تعيش اليوم حالة مقاومة وتحد للعدو.

ـ انتقال المنطقة التي عاشت مرحلة المقاومة في هذه الذكرى من مسار الى مسار وبالتالي فإن جردة الحساب تحصل الآن بين المقاومة ومحورها وأعدائها.

ـ دخول محور المقاومة على مرحلة قطف الثمار بعدما أينعت كل التضحيات التي بذلت والدماء الذكية والشهداء والقادة الذين استشهدوا خلال العشر سنوات الماضية.

جردة حساب لواقع محور المقاومة..يده العليا ضد أعدائه

ويوضح بزي أنّ ثمّة خمسة رموز كبيرة وشاخصة في محور المقاومة على رأسها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الرئيس السوري بشار الأسد، قائد حركة "أنصار الله" السيد عبد الملك الحوثي، وقيادات الحشد الشعبي. وهنا يرى بزي أنّ سماحة السيد نصر الله هو أكثر من أعطى للمحور بعداً من خلال تكرار حضور المحور والربط بين ساحاته، والحديث عنه كمساحة جمع وتجسيده ككيان موجود له خياراته.

وفق بزي، عندما يتحدّث السيد نصر الله عن المحور يبدو وكأنه الأمين العام للمحور والمساحة المشتركة بين كل الساحات، وعلى تماس ميداني مع كل هذه الساحات بعد أن عاش تجربة شخصية عسكرية وسياسية مع كل هذه الساحات. لذلك عندما يتحدث سماحته عن المحور يكون لكلامه وقع وتأثير ونتيجة وحضور، ما يعطي لكلامه عن المحور أهمية إضافية. وهنا يقول بزي: "بالتأكيد أن قدمي الشهيد قاسم سليماني وطئتا كل أراضي المحور، وقد جسّد الشهيد عاملاً ميدانياً تكامل مع العامل الذي يحمله سماحة السيد، فسماحة السيد نصر الله والشهيد سليماني كانا أهم قاسمين مشتركين يجمعان بين ساحات المحور ودوله وقواه الحية ويمثلان الاختصار بالوعي لما يمثله محور المقاومة".

ويتحدّث بزي عن حقيقة محور المقاومة اليوم، فيشدّد على أن يد المحور هي العليا ضد أعدائه. ثمّة مؤشرات عدة على قوّة هذا المحور: الصمود بمواجهة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب 4 سنوات وتمرير مرحلة الضغوط القصوى، تقديم قادة شهداء في السنة الأخيرة بهذه الأهمية كالشهيد سليماني وأبي مهدي المهندس وفخري زاده. وفق بزي، هؤلاء الشهداء كانوا مداميك الثبات التي أوصلت الى أفول ترامب وقدوم جان بايدن وهنا لحظة التحول الكبرى.

يغوص بزي في ساحات المحور فيقدّم قراءته لواقع مختلف الساحات مدرجاً الآتي:

ـ في سوريا، تحررت من 65 الى 70 بالمئة من الأرض السورية، والوصل العراقي السوري قائم ميدانيا  وبريا، فيما تخرج تركيا من المناطق التي احتلتها بمعادلة سياسية. أما قرار الخروج الأميركي من شمال شرق سوريا فمتخذ وان كان مع وقف التنفيذ، وحتى الغارات "الإسرائيلية" التي يسمونها بالمواجهات بين الحروب فشلت في زعزعة صلابة الوجود الإيراني المقاوم على الأرض السورية، وتكاد تقترب "إسرائيل" من إعلان فشلها بما يسمى سياسة المواجهة بين الحروب.

ـ أما اليمن فقد مثّل كما قال سماحة السيد نصر الله في السنتين الأخيرتين رافعة الانتصار للمحور واليد العليا له. فلم يكفِ الانتقال من الدفاع الى الهجوم وتطوير الإمكانات والاستفادة من تجربة الساحات الأخرى، ولم يكفِ هذا المستوى العلمي من توظيف العلم والعقل في خدمة الانتصار في الحرب، بل انتقلنا من الهجوم ونقترب من تحرير مأرب وبالتالي تحرير كل اليمن الشمالي، ليصبح السيد الحوثي الرقم الأصعب بأي حل سياسي مستقبلي في اليمن، إضافة الى تحطيم الجيش السعودي والإمساك بناصية القرار على كل الحد الجنوبي للحدود اليمنية مع السعودية. برأي بزي، فإن معركة اليمن تتحكم بمصير كل الجزيرة العربية في السنوات العشر القادمة.

ـ وفي الموضوع الإيراني الداخلي، انتقلت إيران مباشرة بعد أفول ترامب من الدفاع الى الهجوم بخطى محكمة نوّعت فيها وسائل الهجوم من وسائل تقنية نووية الى حضور بمياه الخليج الى تأثير أكثر قوة في ساحات الحلفاء بالتزامن مع خطاب متماسك يتحكم فيه الإمام الخامنئي، ما مكنها من أن تفرض على أميركا العودة الى طاولة التفاوض بشكل غير مباشر وعلى أساس أن الخطوة الأولى من أميركا وليس بالتوازي بين إيران وأميركا. كما حصّنت إيران العودة الى التفاوض باتفاقية استراتيجية مع الصين واتفاقية أخرى قادمة مع روسيا للحفاظ على شعار "لا شرقية ولا غربية".

ـ أما العراق، فرغم أنه قد يتبدّى للبعض خاصة بعد 17 تشرين العراقي أن العراق هو الساحة الأكثر "ميوعةً" و"تخلخلاً" لكن يبقى حضور المرجعية والحشد الشعبي والاستمرار بحضور قوى المقاومة في الساحة السياسية والميدان حالة أمل أساسية جداً داخل المحور يُرجى أن تتحسن في الفترة القادمة وان كانت التحديات أكبر في العراق في ظل الوجود الأميركي، ولكن الأميركي في العراق كما في سوريا الى خروج مع وقف التنفيذ.

ـ في لبنان يكفي أن القائد الاستثنائي أي السيد نصر الله الذي ينطق باسم المحور موجود في هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بفعله وتأثيره، وعليه لا يزال لبنان متمكّنا من السيطرة على وضعه أمنياً بمواجهة الإرهاب، فيما الجيش "الإسرئيلي" بحالة تراجع وسط أزمة سياسية عميقة في الكيان. لكنّ بزي لا يخفي أنّ القوة الناعمة لأعداء لبنان نجحت عبر البعد الاقتصادي بـ"خلخلة" التماسك الداخلي ما جعل لبنان أمام لحظة تحدٍّ مصيرية مع الجوع والوجع، ليبقى البعد الاقليمي الذي يرتبط معه لبنان بارقة أمل للخروج من هذا النفق المظلم اعتبارا من نهاية الصيف لنضع حقيقة ما نملكه من قوة على الطاولة التي ستعيد ترتيب المنطقة بأكملها.

10-أيار-2021

تعليقات الزوار

استبيان