المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

المقاومة تحكي "التحرير الثاني" عبر "العهد".. "أصل الحكاية" / الجزء الأول

ميساء مقدم

في الذكرى الرابعة لمعركة تحرير سلسلة جبال لبنان الشرقية من الإرهابيين، تحكي المقاومة الإسلامية روايتها الكاملة لهذا التحرير بكل تفاصيلها الميدانية والعسكرية، للمرة الأولى عبر موقع "العهد" الاخباري. "أصل الحكاية" يعود الى العام 2012 مرورًا بـ"تل مندو" والقصير وصولًا الى الجرود. الحكاية التي نشرها موقع "العهد" تباعًا مرفقة بمادة مرئية من مشاهد فيديو خاصة وخرائط بالتعاون مع الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية.. نعيد نشرها لأهميتها:

فيما يلي، الجزء الأول الذي يبدأ بشرح أهمية المعركة والمشروع الأساس الذي مهّد له الإرهابيون، وكيف دمّرت المقاومة الإسلامية مشروع الوصول الى البحر وعزل البقاع عن حمص.. .. وفق رواية خصت فيها المقاومة الاسلامية موقع "العهد" الاخباري:

* أصل الحكاية.. حمص وأهمية المحافظة

في العنوان الأول، تتصل محافظة حمص من جهة الشرق بمحافظتي دير الزور والرقة، ومن جهة الغرب تتصل بمحافظة طرطوس، وبالتالي، تقع في قلب ست محافظات. حمص هي قلب سوريا. هناك عامل آخر إضافي يرفع من قيمة محافظة حمص، وهو البعد الخارجي، حيث تتصل حمص بصحراء العراق، التي تتصل بايران. كذلك، فإن حمص تتصل بالجانب اللبناني، وهو من أهم مميزاتها المرتبطة بالبعد الخارجي، فعندما تتصل بالحدود اللبنانية فهي تتصل مع الشمال اللبناني.. ومن جهة البادية باتجاه تدمر فالعراق، وكذلك باتجاه الداخل وصولاً إلى الأردن فالسعودية.

في العنوان الثاني، تنبع أهمية حمص من قيمتها الاقتصادية. هي محافظة غنية بالموارد الطبيعية بشكل غير عادي من حقول نفط، مرورًا بحقول غاز، وصولًا الى معامل الفوسفات، الى آخره. اذًا، حمص هي من أهم المحافظات السورية التي تختزن فيها ثروة هائلة.

في ما يرتبط بالشمال اللبناني، العائق بين محافظة حمص وبين البحر من داخل سوريا هو محافظة طرطوس. من لبنان، تتصل محافظة حمص بالشمال بمنطقة وادي خالد. عمليًا، هناك قرابة 20 أو 15 كيلومترًا، ومن يسيطر على محافظة حمص بالكامل يحقق الامتداد الطبيعي له. من الجهة الثانية، محافظة حمص لناحية القصير تشكل منطقة وسطية، وممكن أن تؤمن تواصلًا مع البقاع.

من الناحية العسكرية، تتميز محافظة حمص بكثرة المنشآت، فيها عدة مطارات: مطار تدمر، مطار تي فور (T4)، مطار الشعيرات (من أهم القواعد الجوية بالمحافظة)، إضافة الى مخازن استراتيجية للجيش السوري. وقد كان للجيش السوري في حمص مخزنان استراتيجيان أساسيان، هما مخزن تدمر، ومخزن مهين.

* أهمية القصير .. وعامل الزمن

لفهم أهمية معركة القصير يجب النظر الى الزمن كعامل أساسي. في مرحلة من المراحل، منذ الـ 2012 وحتى الـ 2013، كان عنوان ما يسمى بـ"الثورة السورية"، وقيمة هذه "الثورة" أو المغذي الرئيسي لها، والتشكيل الرئيسي فيها، هو "كتائب الفاروق"، وقد سمي في مواضع أخرى بـ "فرقة الفاروق"، وهو الذي وجّه اليه ضربة أساسية في معركة القصير، حيث انتهى كمشروع أساسي كان يراد للقصير أن تكون منطلقًا له.

لماذا أريد للقصير أن تلعب هذا الدور؟ لمجموعة أسباب، بينها سهولة الوصول الى القصير بالاستفادة من منطقة عرسال وما تمثله من جبال، إضافة الى عمليات التهريب التي كانت تحصل من الشمال. كلنا نتذكر باخرة "لطف الله ـ1" و"لطف الله ـ2"، هذه هي عمليات التهريب التي تم كشفها، لكن لا أحد يعلم كم من باخرة "لطف الله" كانت قد مرّت بالسرّ.
 

القصير كانت تشكل القاعدة اللوجستية الأولى لـ"الثورة" السورية. كان المسلحون الأجانب يأتون الى سوريا، يمرون على القصير لتكون محطة توزيع للأجانب، وللذخائر والأسلحة. الإمكانات والدعم المادي للجماعات المسلحة كلها كانت تمر من القصير كمحطة، ومن هناك يتم توزيعها.
على الجانب اللبناني، كان في تلك الفترة عامل سياسي أمني يسهل كل هذه الحركة وصولا الى القصير، فبرزت القصير كحالة كانت تنطلق منها الجماعات الارهابية. حتى المشاكل التي حصلت في تلك المرحلة في "باب عمرو"، كانت تتغذى من القصير كأحد أهم خطوط التوزيع حتى القلمون.

إذًا، كانت القصير القاعدة اللوجستية الأساسية لما يسمى "الثورة السورية". إضافة الى التوجيه القيادي على مستوى ما يسمى "الثورة السورية" بكل أبعادها، والذي كان ينطلق من القصير أيضًا. ورغم أنها تقع في الزاوية الجنوبية ـ الغربية من محافظة حمص، الا أنها كانت "تفتح" على البادية السورية بما يشكل امكانية امتداد باتجاه محافظات الرقة ودير الزور حتى حلب، وكل المنطقة.

* تل مندو .. المفتاح

أحد الأمور اللافتة التي سنتعرض اليها خلال شرح المجريات العسكرية، هو أن المجاهدين أثناء القتال في معركة القصير، وصلت الى المسلحين تعزيزات ودخلت الى قلب القصير، من حلب ومن الرقة ومن دير الزور. هذه القوات الداعمة دخلت القصير وقاتلت أثناء المعركة، وهم معروفون بالأسماء، مثل عبد الجبار العقيدي الذي كان من أبرز قادة "الثورة السورية" في بدايتها، وعبد القادر صالح حاج مارع، القائد رقم واحد لتشكيلات "الثورة السورية".

من الواضح أن المحور المعادي كان يعوّل على القصير بشكل كبير، واستفاد منها في تغذية كل البؤر القتالية الأخرى. بعدما استكمل العدو السيطرة على القصير وقرى غرب النهر نسبيًا (كانت المقاومة قد جهّزت خطًا دفاعيًا عن القرى) سعى لتحقيق الوصل مع شمال لبنان، ولتحقيق هذا الهدف، قام بالسيطرة على تلة، لها أهمية عالية جدًا هي "تل مندو". وتل مندو هو عبارة عن "عارض"، أبعاده قرابة الأربعمئة متر من الشمال الى الجنوب، وعرضه من الشرق الى الغرب تقريبًا بحدود الثلاثمائة متر، ويرتفع عن محيطه سبعين مترًا، وعند رأس هذه التلة الهامّة على مستوى كل المنطقة يوجد مقام وخربة.
 
أحد الأهداف التي سعى إليها الارهابيون الوصول الى البحر وتحقيق الوصل مع الشمال اللبناني، وهو ما يزيل أمامهم العوائق التي تواجههم خلال العمل من الداخل اللبناني. صحيح كان لديهم تسهيلات أمنية وسياسية في لبنان، لكن "مرة بكون في تسهيلات، ومرة تانية بكون انفتح المحور بهيدا الامتداد".

في آذار/ مارس الـ 2013، كان الارهابيون يضعون اللمسات الأخيرة على آخر حلقة من حلقات مشروعهم. سيطروا على "تل مندو"، وبقيت أمامهم ثلاث قرى هي الحوز، ومدان، والقرنية. هذا الاتصال مع الحدود اللبنانية ماذا يؤمن للمسلحين؟

* جرس الإنذار

يؤمن لهم الاتصال بالبحر، ثم يحقق قطع التواصل بين البقاع وبين حمص والامتداد. أي أن خط الصنون ـ القرنية سينقطع، وهو الخط الوحيد الذي كان يعمل حينها، لأن الارهابيين كانوا قد سيطروا الى منطقة القصير، وكان العبور يتم من خلال الخطوط الفرعية، على العقربية ثم القرنية وصولاً لصنون ثم اوتوستراد حمص ـ طرطوس. عمليًا، عندما أخذ المسلحون "تل مندو" دق جرس الانذار.

في العام 2013 كانت تشكيلات حزب الله منتشرة على خط تماس عبارة عن مجموعة قرى تبدأ من حوش السيد علي السورية في الجنوب مع الامتداد لمنطقة الصفصافة، الحمان، الفاروقية. هذا كان خطنا الدفاعي عن هذه القرى من هجمات الإرهابيين وصولاً الى السقمانية، كانت هذه حدودنا.

كنا ندافع عن منطقة العقربية أو البويضة الغربية وصولاً لتل مندو. منطقة تل مندو كانت بيد المسلحين من الشرق، ومن الغرب كان يوجد بعض التشكيلات للجيش السوري، مثل مطار الضبعة. كان حينها محاصرّا. المنطقة المتبقية كلها كانت بيد المسلحين مع استثناء ـ بمنطقة شرق  النهر ـ هي ضيعة ربلة المسيحية ومتفرقات على بعض الطرق. كان الجيش السوري يؤمن الطريق من ربلة لمنطقة "جسر المشتل".

بعض النقاط عند أطراف القصير من الجهة الشرقية كان ينتشر فيها الجيش السوري، ويصل إليها من طريق حاجز البرغوت. أمّا عمليًا، فكانت كامل المدينة بأيدي الارهابيين. في تلك المرحلة، كان قرار حزب الله هو الدفاع عن القرى. كان الارهابيون يحاولون شن عمليات هجومية على القرى، وفي هذه العمليات كانت المقاومة بموقف الدفاع. تدافع فقط مع تنفيذ بعض العمليات الخاصة الضرورية في بعض المواقع.

سيطرة المسلحين على "تل مندو" كان جرس الانذار. في هذه المرحلة أُخذ القرار أن وجودنا في سوريا، في حمص أو في حلب أو حتى في السيدة زينب(ع)، كان لا يزال في إطار الدفاع عن المقدسات، وعن بعض القرى من بصرى الشام وصولًا الى نبل والزهراء وكفريا والفوعة.
لكن عام 2013، وبعد سيطرة الارهابيين على "تل مندو" الاستراتيجي، أعدنا قراءة الاتجاه العام للمعركة.

* قرار القيادة: استعادة "تل مندو"

بعد سيطرة الارهابيين على التل، نفّذ الجيش السوري عدة محاولات لاستعادته، وسقط له عدّة شهداء هناك، دون أن يتمكن من استعادة التل، وذلك لصعوبة المعركة، فالتل عبارة عن عارض يحتضنه النهر، أمامه موانع طبيعية، كان يجب أن تقوم القوّة المهاجمة بقطع نهر عرضه 21 مترًا من المياه الجارية، في وقت يتمركز فيه العدو على ارتفاع سبعين مترًا.

عندما أُخِذ القرار من قبل القيادة بأن تقوم المقاومة الاسلامية بمهاجمة التل (بعد 15 يومًا من سيطرة الارهابيين عليه في آذار/ مارس الـ2013)، بدأت عملية الاستطلاع. كان من المستحيل أن تتخلى المقاومة عن التل لصالح المسلحين، فبعد تسعة كيلومترات كانوا سيتمكنون من الوصول الى وادي خالد وتحقيق الوصل مع البحر.

* توجيهات الأمين العام: الهجوم بقدر التل فقط
 
مع أخد القرار بتنفيذ عملية "تل مندو"، كانت توجيهات القيادة الحاسمة. وجّه الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله بأن يكون الهجوم بقدر التل فقط مع مجموعة من الحدود والقيود. إحدى المشاكل التي واجهتنا بما يتعلق بالقيود المفروضة من قبل الأمين العام، أن التوجه كان ما يزال بعدم الدخول الى العمل الهجومي. النقطة حساسة جدًا. التوجيه كان بأن تبقى العملية تحت عنوان "هجوم باطار الدفاع"، وحدودنا هي التل. كانت لدينا مشكلة بوجود بعض المنازل على جنب التل قرب المطحنة، كانت الأوامر بعدم الوصول إليها، لأنها خارج رأس التل. عند التنفيذ أجرينا محاولات. في المحاولة الأولى، خلال عبورنا للنهر، استشهد أحد الإخوة. كانت إحدى أهم المشاكل هي كيف سنعبر النهر الذي يبعد عن التل (بارتفاع سبعين مترًا)، مع الاشراف بالرؤية والرماية لصالح المسلحين، ما يؤدي الى أزمة اضافية خلال صعودنا الى التل شبه الرملي والحاد للغاية.

عملنا كان يتم ليلًا، وكان الجو باردًا جدًا. كان المجاهدون في الميدان بحالة ثبات وعزيمة. في المحاولة الثانية، عبر الإخوة المجاهدون النهر، وكنا قد وضعنا في حساباتنا أن المسلحين لن يستسلموا وسيحاولون استرداد نقاطهم. تقدّم المجاهدون بتشكيل مشاة فعلي. عسكر بمواجهة دبابات وآليات وامكانات. نقطة عبور النهر هي نقطة واحدة فقط لا غير، عبرنا النهر من نقطة وانفصلت القوات عن بعضها بعضاً، نتحدث عن نهر عرضه 21 مترًا. تولى قسم من المجاهدين التأمين على المجنبة الشرقية، وقسم آخر التأمين على المجنبة الغربية. والتشكيل الرئيسي هو الذي فتح الثغرة وتقدم صعودًا. عمليًا التشكيل كان صغيرًا جدًا، عبارة عن 3 مجموعات مشاة مهمتها الصعود والسيطرة، اضافة الى تشكيلات دعم ناري كانت موزعة. وكان توقيت العملية الساعة السادسة فجرًا. في ذلك التوقيت ظهر ضباب كثيف أعاق الرؤية أمام أسلحة الدعم الناري التي تقوم بالدعم والمساندة قبل أن يبدأ الاخوان هجومهم. لهذا السبب، تأخر توقيت بدء العملية. وكان الاخوان مبللين بالماء بعد عبورهم النهر. وكان البرد شديداً. عند الساعة الثامنة والربع أُخِذَ الإذن بالهجوم. مع الإذن تقدمت تشكيلات المشاة. بدأت الرؤية تتضح. مع دخول المشاة دُمّرت التحصينات والدشم. وقع الاشتباك. قتل الكثير من المسلحين وانسحب الباقون. حافظنا على منطقة التل. هنا تحقق ما كنا نتحسّب له: ردة الفعل.  

* طلب الإذن للتوسع بهدف حماية التلّ

عند هذه المرحلة تحديدًا نتذكر القيود التي كانت قد وضعتها القيادة بعدم الوصول الى المنازل قرب التل. هذه الثغرة التي كنا نكتفي بمراقبتها دون التحرك نحوها، حاول المسلحون الاستفادة منها، وحشدوا عندها. هنا، وصلنا الى التكتيك. حشد العدو 400 مقاتل وهجموا علينا على شكل ثمانية أنساق. كل 50 مسلحًا كانوا يصعدون الى التل ضمن نسق. وقعت المواجهات بطريقة شخص لشخص. استمرت المعركة من الساعة الثانية عشرة  ظهرًا وحتى الفجر. تكرر الهجوم على مرحلتين اضافيتين. المرحلة الاولى 3 انساق، والمرحلة الثانية 8 انساق. أُخِذ القرار عندها بأنه حتى نتمكن من الحفاظ على تل، لا بد من التوسع قليلًا، فقمنا بتحرير مناطق قريبة من التل، وارتقى في هذا العملية عدد من الشهداء للمقاومة.

استمرّ هجوم الارهابيين، عندها رفعنا الى القيادة طلباً بالتوسع أكثر. فلا يمكن الدفاع عن تل مندو من التل ومحيطه، كنا بحاجة ان ندافع عن التل من خارج تل مندو. في هذه المرحلة جاء قرار القيادة. أخذنا الاذن بتحرير قرية قادش (قرية صغيرة)، مع أطراف قريتي المنصورية وأسعدية. بالتالي، بدأت هذه العملية الهجومية بعد قرابة الاسبوع من هجومنا على التل.

على قاعدة أن عمق الهجوم سيكون حوالي 300 متر، تم حشد قوة بهذا المقدار. القوة التي كان قد زجها المسلحون في عمليات استعادة التل من قِبلهم كانت نخبة قواتهم، قُتل منهم حوالي 50 قتيلًا من قادة المجموعات الرئيسية، بالمنطقة، مثل عمر رحيّل (كان قائد محور). مع بدء الهجوم عند الفجر، كان لدينا 3 محاور: محور غايته تأمين مجنّبة تل مندو ومجنبة قرية قادش، ومحوران أساسيان آخران.

* تدمير مشروعي الوصل مع الشمال وعزل البقاع عن حمص

مع بدء اليوم الأول، المحور الذي كانت مهمته حماية مجنبة قادش وصل الى هدفه الأساسي وتقدم على اتجاه الرضوانية، فقمنا بتأمين مجنّبته. هنا نتحدث عن موفقية كبيرة جدًا. أصل القوة التي كنا قد حجزناها هي 300 مجاهد. (كان الأمين العام لحزب الله حريصًا على العنصر البشري بشكل كبير). فُتحت المنطقة أمامنا واضطررنا للتقدم، كان العدو قد استنزف قواته، فأكملنا على اتجاهين.

قمنا بتثبيت عديد وراء الاخوان الذين يتقدمون لأننا لا نستطيع أن نترك المنطقة من دون تطهير. في هذه المعركة فُتِح أمامنا محوران. محور كانت غايته الوصول الى السقمانية وتحقق بنفس اليوم، ومحور أكملنا فيه باتجاه الرضوانية. تحررت الرضوانية، فتعرضنا لعملية هجومية من قبل المسلحين. أُخذ القرار بأن نكمل.

في نهاية اليوم الأول، حررنا أربع قرى مع تحقيق وصل خمس قرى هي الرضوانية، برهانية، اسعدية، منصورية وقادش. حققنا الوصل مع منطقة اسمها سقمانية. كان من المقرر أن نحرر في اليوم الأول قرية لكننا حررنا خمس قرى بنفس القوة المهاجمة.

في اليوم الثاني تقدمت قوة للعدو بعملية التفافية عند نقطة عين التنور وحاولت أن تهاجمنا على محور البرهانية. الله سبحانه وتعالى وفّق الاخوة لافشال هذا الهجوم وقمنا بادخال قوة من منطقة السقمانية باتجاه العثمانية وبيت رحيّل.

مع انتهاء اليوم الثاني من المعركة كنا قد سيطرنا على مجموعة من القرى هي: بيت رحيّل، العثمانية، سارجى، الموح، عين السمك، عين القنطرة، الجرّوسية، الخالدية. توقفنا عند خط اسمه عين السمك، خالدية، الجروسية.

كان أصل عمليتنا أن نهاجم من الشرق باتجاه الغرب، لكن وفق مجربات الميدان هاجمنا من الشمال باتجاه الجنوب. "كنا عاملين خطة هجوم من المحور، خطّ الوقف الخط الشرقي باتجاه الغرب وصولا للنهر، كنا قايلين لا بدّ أن نصل الى نهر العاصي، ولا بد هيدي القرية نرجع نحررها".

مع بدء اليوم الثالت أطلقنا محوراً إضافياً من الجهة الشرقية باتجاه الغرب على منطقة ابو حوري وأكملنا العملية. بإكمال العملية مع انتهاء اليوم الثالت كنا قد حررنا قرابة 22 قرية. وحققنا الوصل من غرب النهر الى شرق النهر وصولًا الى ربلة. أي أن القوات سيطرت على منطقة غرب نهر العاصي، بمساحة تقارب الـ 200 كلم2. من خلال هذه العملية حققنا الغاية القصوى من المعركة (طبعا تدخلت القيادة باعطائها التوجيهات بأن نكمل ونتوسع في العملية، فأكملنا وكانت الموفقيّة).

من الأسباب الرئيسية لحصول هذا الانهيار الكامل لدى المسلحين: السرعة لدى المجاهدين. الرعب في قلوب المسلحين. خسارة العدو لنخبة قواته منذ المحاولة الأولى لاستعادتهم التل حيث خسروا مفاتيح معركتهم. وأهم عامل هو النصر الالهي والرعاية الالهية.

* الإنجاز: عند هذه المرحلة، أنهت المقاومة الاسلامية معركة غرب النهر بتدمير مشروع الوصل مع الشمال والقضاء على مشروع عزل البقاع عن حمص.

24-آب-2021

تعليقات الزوار

استبيان