المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"ظلّ المطر": رسائل موثوقة‎‎

ليلى عماشا

حين يتداول أهل المقاومة خبرًا ورد على قناة "المنار"، يصبح بالنسبة إليهم وللسامعين خبرًا موثوقًا لا يحتمل التشكيك ولا حاجة للبحث عن مصادر أخرى له.. فـ"اللوغو" الأصفر الخاص بالقناة ارتبط في أذهانهم بالمصداقية وبالأمان وبالثقة. وهذا يتعلّق بكلّ ما تبثّه القناة: من البرامج السياسية إلى النشرات الإخبارية، ومن المقاطع المصوّرة والفواصل الإعلانية، إلى المقابلات والأعمال الدرامية.

وفي كلّ ذلك، لا يمكن أن تبثَّ القناة ما يخالف سياستها وروحها كقناة إعلامية ذات هويّة واضحة، فلا محلّ للاختيارات العبثية، ولا إمكانية لبثّ أيّ شيء بلا هدف "محدّد وواضح ودقيق". وبالتالي، أيّ عمل يُعرض على الشاشة يتوافق حكمًا مع رسالتها، وكلّ عمل يُبثّ عبرها يصل حتمًا إلى بيوت المشاهدين ممهورًا بالختم الأصفر اللّماع، أي حاملًا لعلامة المصداقية والأمان والثقة.

"ظلّ المطر"، عمل درامي محليّ تعرضه القناة يوميًا في الفترة المسائية طيلة شهر رمضان المبارك. لا يشبه بطبيعة الأحوال ما اعتدنا مشاهدته تحت عنوان الدراما اللبنانية على محطات الإنتاجات الضخمة والمنمّطة والمكلفة وطبعًا الغريبة عن واقعنا المحلّي، شكلًا ومضمونًا.

تعرّض المسلسل منذ بداية عرضه إلى هجمات متفرّقة ومن مصادر مختلفة، تمامًا كما تعرّض قبله "الغالبون" و"بوح السنابل" لحملات مشابهة وإن بمضامين مختلفة بحسب المضمون الذي يقدّمه العمل.

وبالحديث عن المضمون، يمكن القول إن المسلسل يكشف الدور الصهيوني المباشر في كثير من الأحداث التي شهدها لبنان والمنطقة في الأعوام الأخيرة. يوضح محلّ جلوس الموساد في كواليس المصائب التي يواجهها البلد يوميًا، وينبّه إلى الانزلاقات التي توصل البعض إلى التماهي مع خطاب العدو، وطلباته وأوامره، وتؤدي أحيانًا بالمنزلقين إلى بؤر العمالة المثبتة. وهذا ليس مجرّد خيال تلفزيوني وإنّما واقع شهدناه مثلًا في اعترافات آخر شبكات الجاسوسية المكتشفة في لبنان والتي تحدّثت عن "أنجيؤزييين" ونشطاء تورطوا بالعمالة ونفّذوا أوامر "إسرائيلية" مباشرة في كلّ تفاصيل حركتهم، وما شعار "كلّن يعني كلّن" أو "حزب الله إرهابي" إلّا القليل من الإنتاجات الصهيونية التي اجتاحت أسواق البلد وانتشرت بين حامليها بشكل دراماتيكي أدّى بهم، بقصد أو بغير قصد، إلى التماهي مع العدو.

يحمل "ظلّ المطر" الكثير من الرسائل الواضحة، يكشف الكثير حول "داعش" وأخواتها، حول "جمعيات المجتمع المدني" المرتبطة بالسفارات علانية وسرًّا، يقدّم للمشاهد صورة تختصر الأحداث وخلفياتها؛ صورة بسيطة تحاكي يومياتنا واهتماماتنا بعيدًا عن ضوضاء الفخامة الإنتاجية والحبكات اللغوية المعقّدة والمشاهد المثقلة بالعناصر الفاخرة.

وهنا، لا يتعلّق الأمر بأيّ مقاربة تحمل أبعادًا نقدية للعمل، فللنقد الفنّي أهله. إلّا أن ارتباط المضمون الوثيق بأيامنا واحتماله لهذا الكمّ من النّضج السياسي بعيدًا عن التكلّف وبالطبع بعيدًا عن الخواء القيمي الذي تتّسم به معظم الدراما المنتجة محليًّا، هي عناصر ينبغي الوقوف عندها والاستفادة منها والتأسيس عليها للمضي قدمًا في انتاجات تحاكي المشاهد وتقدّر وقته وعقله وخلفيته الثقافية. وهي عناصر أهّلت العمل للعرض على قناة يعتبرها الناس محطّ ثقتهم الإعلامية ومصدرهم الذي لا يبثّ سوى ما يشبهه، ويشبهنا.

22-نيسان-2022

تعليقات الزوار

استبيان