المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

وحدة الانشطة الإعلامية و"سياج" ترسمان "كل أمجادنا.. وسنبقى" على الجدار

يخال العابر أمام جدار كفركلا أنه في معرض فني مترامي الأطراف، وفي الهواء الطلق، لا مثيل له في العالم؛ مساحات فنية ملونة تسرح فيها الذاكرة على مديات سنوات المقاومة الأربعين.

عمل فني مميز حمل اسم "أيقونات خالدة من زمن المقاومة" من إنتاج وحدة الأنشطة الإعلامية وجمعية "سياج" التي تعنى بالسياحة الجهادية وبالفن في الأماكن العامة، والمساحة العامة، والعمل المتحفي، وكل ما يعبر عن المقاومة ويأخذ حيزًا مدينيًّا.

هذا النشاط هو نشاط مركزي ضمن فعالية "الأربعون ربيعاً"، تقوم به وحدة الأنشطة الإعلامية و"سياج" على مستوى المنطقة الاولى في الجنوب.

كانت الرؤية كما يخبرنا المصمم المعماري والمشرف على العمل وعلى "سياج" مهدي قصير، هي تجسيد المقاومة بجدارية.

العمل هو أيقونات خالدة من زمن المقاومة يقسم إلى جداريتين "كل أمجادنا" و"سنبقى":

1ـ "كل أمجادنا"
جدارية "كل أمجادنا" أطلق عليها هذا الاسم انطلاقا من كلمة سيد شهداء المقاومة الاسلامية سماحة السيد عباس الموسوي التي تم تخليدها ايضا في العمل الفني الخاص بالاستشهاديين حيث كُتب: "شهداؤنا عظماؤنا، شهداؤنا تاريخنا، شهداؤنا كل أمجادنا".
ولأن هذه العبارة كانت تعبيراً عن العمل، فتاريخ المقاومة يمكن تدوينه على وقع العمليات المتتالية لهؤلاء الأبطال الذين قلبوا الموازين وغيروا المعادلات.

تم اختيار عبارة من وصية كل استشهادي كتبت خلف صورته وبشكل فني مميز تماهى مع الصورة ليزيد من قوة المشهد، لتكون رسالة بالغة الدقة عن الهدف الواضح والمحدد والدقيق، فوصايا الاستشهاديين هي مدرسة لنا وللأجيال المقاومة.
أما لماذا اختيار الجدار كمكان لرفع صور الاستشهاديين عليه، فيقول قصير: "السبب الأساسي هو ان هؤلاء الاستشهاديين حطموا بأعمالهم كل جدُر الخوف والحدود والاطواق التي كان الاسرائيلي يحاول وضعها لحماية جيشه، فكانوا هم الذين حطموا هذه الاسطورة وهذه الاطواق وهذه الجدر عبر اختراقهم لها وتنفيذ عملياتهم الاستشهادية.. من هنا كان سبب اختيار الجدار الحدودي كمساحة عامة للجدارية".

2 ـ "سنبقى"
"سنبقى".. هي الجدارية الثانية التي نفذها فريق "سياج"، واستخدمت في رسمها عبارة من نشيد حزب الله وهو صدر البيت الذي يقول: "سنبقى ويفنى بناء العدا". والفكرة نبتت من عين المكان، الذي كبرت فيه شجرة وعلت فوق الجدار ـ وقصة الشجرة هي جزء من حكاية المقاومةـ حاول الصهاينة قطعها، ولكن الاهالي احتشدوا في المكان وخشية تطور الأمر تراجع الصهاينة وانسحبوا.. وبقيت الشجرة شامخة مقاومة.. كما مسيرة المقاومة، كما أهل المقاومة وناسها.. للتأكيد على البقاء والصمود، والشطر الاول من عنوان الجدارية "سنبقى"، وأما الجدار وما خلف الجدار من مستوطنات فهو البناء الزائل وما يعبر عنه شطر العنوان الثاني "..ويفنى".
ومن دلالاتها أيضاً الاشارة إلى ان تنفيذ هذا العمل هو تجسد لتضحيات امتدت لأربعين عاماً من الجهاد والمقاومة والصبر المشترك بين شباب المقاومة وقياداتها وشهدائها وجرحاها ومجتمعها الذي كان البيئة الحاضنة لها منذ انطلقت هذه المقاومة، ومن أجل التأكيد على "سنبقى.. ويفنى" جسدنا أبرز المحطات التي حفرت في ذاكرة الشعب المقاوم على مدى أربعين عاماً، يقول قصير.
أيضاً من مميزات العمل وضع ما بات يعرف بـ QR كود، يستطيع من يصل إلى الجدار ان يمسحه والدخول الى موقع العمل الفني على الانترنت، ويتنقل عبر صفحات الاستشهاديين ويقرأ نبذة عن كل استشهادي، ويشاهد فيديو وصية الشهيد والعملية في حال كانت مصورة ومعلومات عنها.
 
قبضة عبد الرسول وتكبيرة سجد

تم اختيار مشاهد تمثل أبرز العناوين من كل عشرية من الأربعين عاماً. في مرحلة الثمانينيات كانت قبضة الشهيد الحاج عبد الرسول (الشهيد الحاج علي زهري) في اقتحام موقع سجد وهو يرفع التكبيرات، كذلك مشهد من معسكرات التدريب في البقاع.

الدبشة.. وجبروتهم تحت قدميك

ثم ينتقل المشاهد إلى مرحلة التسعينيات والتي تصدر من مشاهدها، زرع راية المقاومة على موقع الدبشة، أما المشهد الثاني فكان عودة جثامين الشهداء الأطهار في عملية التبادل التي أجبرت المقاومة العدو على القبول بها، بالإضافة إلى مشهدية ثالثة تجسد غنيمة المجاهدين لملالة اسرائيلية من موقع بيت ياحون وقيادتها الى الاراضي المحررة ونزع الرشاش عنها ورميه تحت أقدام الأمين العام في باحة الشورى ورفع شعار "جبروتهم تحت قدميك". المشهدية الرابعة كانت منصة لصواريخ الكاتيوشا، وهي لتأريخ دخول هذا السلاح إلى المواجهة وبداية معادلة الرد والردع بعد اغتيال سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي، حيث اكتسب فعاليته وكان من أسباب التفاهم غير المكتوب في تموز/ يوليو 1993، ولاحقا كان السلاح الامضى في إجبار العدو على الاستسلام والقبول بشروط المقاومة مجدداً وإعلان تفاهم نيسان/ أبريل 1996.

عام التحرير.. أيار 2000 وما بعده

من أيام التحرير في أيار/ مايو 2000 أبرز المشاهد التي تم اختيارها كان اقتحام الاهالي لبوابة القنطرة ودخولهم إلى الأراضي المحتلة، يتبعها مشهد صرخة الشهيد الحاج راني بزي الذي يختصر حكايا الاعتقال والزنازين والمعتقلين وتحرير الأسرى من معتقل الخيام الشهير. تم تجسيد تلك الصرخة المميزة بطريقة مميزة تعبر عن وجع المعتقلين وفرحة النصر وكسر القيد والخروج إلى الحرية بفعل المقاومة والصبر.

2006 وعملية الأسر

ينتقل المشاهد إلى لحظة انقضاض رجال الله على آليات العدو الصهيوني في خلة وردة لأسر جنودها، وتتتالى مشهديات المفاجآت التي وعد بها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، من مجزرة الميركافا التي ظهرت بصورة الدبابة المحطمة الشهيرة، بعدها تظهر الحجة كاملة سمحات التي مثلت صمود وعنفوان وبسالة وقدرة وثقافة هذه المقاومة ومع صرختها التي تمثل الارادة القوية والخيار بالتضحية من أجل الكرامة " فدا اجر المقاومة"، ويتلوها مشهد عودة النازحين الى بيوتهم رغم الدمار والخراب وهو الانتصار الثاني والكبير على إرادة الهزيمة الصهيونية لروح هذا الشعب المقاوم.

الدفاع المقدس

كان لدخول المقاومة المتدحرج إلى سوريا لصد العدوان التكفيري والدفاع عن المراقد المقدسة حصته في الجدارية ـ المشهدية التوثيقية، والانطلاقة من العام 2013  فيظهر الشهيد أبو تراب الرويس (الشهيد القائد علي شبيب محمود) على قبة مقام السيدة زينب(ع) وهو يتلو قسمه الشهير.. "نحن قوة حيدرية حسينية.. لن تنهار لبيكِ يازينب"، وبعدها يظهر شهيد الإعلام الحربي الحاج محمد منتش وهو يؤدي التحية لتمثال السيدة العذراء (ع) في معلولا كتجسيد لمنطق المقاومة الذي لا يميز بين دين ودين إنما هو للدفاع عن كل الأديان مقابل الشر الذي جسده التكفيريون، الذي أراد القضاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية في هذا الشرق.

يتوج العمل بتأدية المجاهدين التحية للعلم اللبناني وراية حزب الله في معارك تحرير الجرود وما بات يعرف بالتحرير الثاني، ليكون أصبع الامين العام هو ختام المشهدية برسم المعادلات الكبرى والمسيّرات إلى ما بعد ما بعد كاريش.

ولم يكن للعمل أن يكتمل دون تجسيد كل ما مرّ فيه على أرض الواقع، فكانت اللمسة الأخيرة بيد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين الذي "رش" شعار الأربعينية على بعد أمتار من فلسطين المحتلة وتحت أعين جنود العدو في تعبير عن مدى الاستهزاء بقدراته وتأكيد على قدرة وقوة واقتدار المقاومة.

"سنبقى" فكرة الاستاذ الفنان حسن شحادي والعملين من تصميم الفنان محمد عطية، وجمع في تنفيذه جيلين من الفنانين، المجموعة الاولى من الرعيل الاول الذي انطلق يرسم المقاومة في الثمانينات وما زال أمثال الفنانين أحمد عبدالله ـ أيمن جابر ـ يوسف صقر ومعهم المجموعة الثانية من الجيل الجديد من الفنانين أمثال محمد عطية ـ حسن فنيش ـ حسن شحادة ومشاركة خاصة من أصغر الفنانين والذي لم يتجاوز سنه 13 عاماً هو حسن حاموش.

31-تموز-2022

تعليقات الزوار

استبيان