المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

بين تحرير خرمشهر والصلاة في القدس.. صبر ساعة

"نصر من الله وفتح قريب" هي الآية التي ظهرت في مجلس لقاء الإمام الخامنئي مع الجيل الأول في أيام "الدفاع المقدس"، الجيل المؤسس للجمهورية الاسلامية والذي حفظها بدمها وعرقه وجهاده على جبهة الحق ضد الباطل أيام الحرب المفروضة.
المواكب لتلك السنوات المرّة كالعلقم، يتذكر جيداً الرايات التي كان هؤلاء المضحون يحملونها في مقدم قطارات الحشود نحو الجبهات، وعلى تلال ومراصد الجبهة وفي كل هجوم، وأكثرها حضوراً كانت تلك الراية الحمراء التي تحمل الأية القرآنية: "نصر من الله وفتح قريب".

واللافت في المشهد هو جلوس القائد بين جداريتين، الأولى تجسد مدخل خرمشهر العزيزة على قلوب كل من شهد الجبهة وقاتل فيها، لما شكله تحريرها من نقطة فاصلة، وانطلاقة نحو دحر المعتدين.
وخرمشهر هي إحدى روائع مدن محافظة خوزستان وتتكىء على الضفة الشرقية لشط العرب والتي يعتبر القائد دام ظله أن أهلها العرب لهم الفضل في النصر المؤزر لراية الثورة الاسلامية وهم نقطة قوة للشجرة المباركة للجمهورية الاسلامية.

أما الجدارية الثانية فهي قبة المسجد الأقصى المبارك وعلى أعمدتها عبارة "سنصلي في القدس"، وهو قولٌ للقائد كان أعلنه أكثر من مرة، وفي أكثر من لقاء، بل وأكد عليه. ولن نحتم على الله شيئاً، ولكن هي أمنية ستتحقق على أيدي من نصره الله في خرمشهر على الاستكبار العالمي بإذن الله.

في المشهد ربط بين خرمشهر والقدس، وهو ربط بين جيل من المضحين في زمن "الدفاع المقدس"، وبين أجيال فلسطين وأيضاً في زمن "الدفاع المقدس".

الربط هنا هو في فحوى الرسالة التي حملت تأكيداً على النصر والفتح القريب، والربط هنا هو بنقل الأمانة والراية من جيل ما زال شاهداً على عصر الانتصارات تلك وليس آخرها خرمشهر، مروراً بهزيمة التكفيريين في العراق وسوريا وجبل لبنان وتسليمها إلى جيل خرج في انتفاضة أيار/ مايو 2022 ليثبت للعالم أن الشعب الأعزل في الضفة الغربية حرر أرضه وعلى مدى خمسة أيام من براثن الاحتلال الجالس في غرفه المحصنة يراقب عبر الكاميرات مشاهد الحرية الفلسطينية.

بين خرمشهر والقدس، قائدٌ نافذ البصيرة، يرى بعين الله مدى قوة أهل فلسطين، هو يدرك ماذا قدم لهم الحاج قاسم سليماني لتعزيز هذه القوة والجهوزية، لذا عندما يعلن اننا سنصلي في القدس فكأنه يردد الشعار الذي رفعته الثورة منذ أول ايامها: "اليوم إيران وغدا فلسطين"، وهو ما أكده بيان الجيش الايراني في ذكرى تحرير خرمشهر وفي اسطره التي قال فيها: "بعد مرور 39 عاما على النصر الكبير والمقاومة المستميتة لتحرير خرمشهر، تبلور خطاب المقاومة في المنطقة لمواجهة الاعداء، وتجسد في حرب الاثني عشر يوما الاخيرة التي خاضها الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني".

40 عاماً بين تحرير خرمشهر والدعاء من أجل الصلاة في القدس خلف القائد، لم تغب فلسطين لحظة عن ذهن دولة الإمام التي تلهج بالدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان(عج)، وتعمل لراية سلماها الحاج قاسم سليماني لأهل فلسطين الذين لن تهزم لهم بعدها راية، بل سيأتي النصر والفتح القريب.

22-أيلول-2022

تعليقات الزوار

استبيان