المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

ايران بخير: لقاء مع المتحدث بإسم القوات المسلحة الايرانية

د.زكريا حمودان

ضمن اللقاءات التي نقوم بها ضمن وفد مُصغر في زيارتنا الى ايران، سأتحدث في هذا المقال عن ما استشفيته من اللقاء الذي جمع الوفد مع اللواء في حرس الثورة الاسلامية  ابو الفضل شكارجي، ومضمون المقال عبارة عن قراءة وتحليل شخصي.

الثورة الاسلامية ودورها الجامع للأمة

خلال حديث اللواء شكارجي كان واضحًا انه متوجه للأمة العربية والاسلامية والعالم، لم يتحدث عن دور ايراني خاص بالشعب الايراني، فالثورة الاسلامية التي انهت الاستبداد واوصلت النظام الاسلامي ساهمت بانقاذ المسلمين من نظام الشاه الذي كان مساهمًا رئيسيًا في دعم العدو الاسرائيلي.

كما ساهمت الثورة الاسلامية بإعادة الحيوية والحياة الى من تبقى من الامة الاسلامية في مواجهة العدو الاسرائيلي. وهذا التحول الذي حققته الثورة الاسلامية في الصراع مع العدو الاسرائيلي سببه تحرر الجيش والقوى المسلحة الايرانية من التبعية والولاء لأميركا والغرب، وعودة القوات المسلحة لتأهيل قواتها التي تنقسم اليوم الى أربعة وهي: الجيش، الحرس الثوري، الشرطة، ووزارة الدفاع والاسناد الحربي.

أهمية مرحلة الدفاع المقدس وبناء الدولة القوية

كان واضحًا خلال الشرح المفصل الذي قدمه اللواء شكارجي اهمية مرحلة الدفاع المقدس (خلال الحرب المفروضة) في عملية تطوير القوات الايرانية على المستوى التقني والبشري. فلقد قدمت مرحلة الدفاع المقدس قادة للامة الاسلامية برُمتها ساهموا بالسير بالقضية الفلسطينية لاحقا نحو سيف القدس وعرين الاسود.
 
اما على مستوى العتاد العسكري الذي باتت ايران اليوم تتقدم فيه على مستويات متعددة فهو اليوم على الشكل التالي:
١- صناعة الصواريخ المضادة في الدفاع الجوي متوفرة لمختلف المسافات والمواجهات، وهي تؤمن الاجواء الايرانية بكاملها.
٢- صناعة الرادارات المتطورة.
٣- صناعة الصواريخ المتنوعة والمسيرات المتعددة الاستعمالات، وهذه التقنيات المتطورة باتت حاجة للعديد من الدول المتطورة.
٤- ايجاد قوة بحرية متطورة من مدمرات وغواصات وزوارق نفاثة ومتطورة تحمي المياه الاقليمية الايرانية وتوفر الامن لايران في المياه العالمية.
٥- كما تمكنت القوات الحربية الايرانية من صناعة ناقلات الجند والدبابات والمجنزرات بمختلف القدرات.
٦- خلق استقلالية علمية متنوعة وذلك من بعد نهضة علمية واسعة على مستويات متعددة كالعلوم الطبية والهندسية والصناعية.
استعراضًا لما تم ذكره نرى بوضوح ان القوات المسلحة الايرانية تتطور بوتيرة متسارعة جدًا وتواكب تطور الصناعات العسكرية على مستوى عالمي. وكان واضحًا انه يوجد اصرار لدى القيادة الايرانية حول اهمية التعاون بين دول المنطقة من اجل تأمين الحماية اللازمة للمنطقة بدون اللجوء للاميركيين والاوروبيين.

الحركة الاعتراضية الداخلية بحسب ما تراها القوى المسلحة

لا يتنصل اي فريق او جهة تلتقيها في ايران للواقع الاعتراضي الذي يتم اثارته بشكل مكثف، ةمقاربة الامور بهذه الواقعية تعزز امكانية الوصول الى الحلول لانها مقاربة واقعية.

وهنا عندما يشرح اللواء شكارجي واقع الازمة يتطرق للحرب الناعمة التي تشكل جزء اساسي من الازمة، كما يتطرق لنوعية الخبر الذي يختلف جدًا عن كيفية نقله بصورة مضخمة ومشوهة على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة مع الحقيقة التي ينقلها الاعلام الشفاف والغير منحاز للغرب. وفي المقاربة عينها اكد اللواء شاكرجي ان اميركا والغرب يخططون كثيرًا ولكن يخطئون الهدف، وانه على ثقة بأنَّ إيران ستهزم أميركا في هذه الحرب.

الحرب الروسية وبعض ملفات المنطقة

المقاربة الفريدة من نوعها والتي تعبر عن اخلاقيات الثورة الاسلامية هي أن الجمهورية الاسلامية لا تصنع اجهزة للاعتداء على البلدان الاخرى، وان العلاقة والتعاون مع روسيا ليس بجديد على المستوى الأمني وبالتالي لم يتبدل شيء حاليًا.

وفي سؤال حول الصراع مع العدو الاسرائيلي كان واضحًا الشرح الذي قدمه اللواء شكارجي حول البروباغندا الاعلامية التي يشنها العدو الاسرائيلي والتي تشكل ٩٠٪؜ من حقيقة هذه الحرب، مؤكدًا ان الرد العسكري الحاسم لا يتأخر وسيكون مضاعفًا عشر مرات في حال حاول العدو الاسرائيلي ذلك.

وشدد اللواء شكارجي على دعم ايران لقوى المقاومة دون التدخل بملفاتها الداخلية، بحيث شدد على أهمية ما يقوم به حزب الله في لبنان والفصائل الفلسطينية في فلسطين وباقي قوى المقاومة. هذا الامر يؤكد بشكل كبير اهمية الاستقلالية التي أُعطيت لمحور المقاومة من خلال الدعم الكبير الغير مشروط والذي حفظ لهذه الشعوب وللامة جمعاء كرامتها في وجه الاعداء.

واعتبر اللواء شكارجي ان كل مقومات القوة التي تحظى بها ايران اليوم هي في خدمة الأمة، وان الصراع مع الأميركيين يكمن في قضية الدفاع عن المظلومين في العالم.

أما بالنسبة للسعودية فدائمًا ما تسمع في ايران عن اهمية العلاقة مع السعودية (عربستان) بالرغم من الحرب الاعلامية الناعمة التي تخوضها السعودية ضد ايران. في المقابل يوجد تمني ايراني ان تتخلى السعودية عن التبعية البشعة للغرب بحسب ما نلمسه من الاحاديث المتداولة، وان تقتنع السعودية بأن ايران اصبحت قوة عالمية مهيأة للدفاع عن المظلومين، ومن ضمنهم السعودية.

ما يمكن استخلاصه على مستوى اللقاء مع اللواء شكارجي ان ايران ومحور المقاومة بخير، المعنويات مرتفعة جدًا، والجهوزية عالية ولم تتوقف لحظة عن تعزيز القدرات. كما أنَّ الاميركي باتت اهدافه واضحة، الامر الذي يضعه في مواجهة مع حلفاءه من دول الخليج وذلك بسبب ارتفاع منسوب الضغط الدولي وتضارب المصالح.

23-كانون الثاني-2023

تعليقات الزوار

استبيان