المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الرهانات الفاشلة بعد استشهاد السيد رئيسي ورفاقه

ايهاب شوقي

لا شك وأن دبلوماسية الكوارث التي تجلت في الأيام الأخيرة من بيانات وتصريحات لبعض الدول بالتعاطف مع إيران في محنتها بداية من وقوع الحادث الأليم، ووصولًا لإعلان الخبر المفجع بفقد الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، هي أمر معتاد في الدبلوماسة الدولية، ومن السذاجة السياسية اعتبارها تحولًا أو مؤشرًا على تغيرات من أي نوع في التوجّهات الاستراتيجية لهذه الدول، ولا مقاربتها للملفات الشائكة ومواقفها من الصراع بين المقاومة ومحورها وبين العدوّ الصهيو - أميركي.

ولا شك وأن مسارعة الكيان الإسرائيلي بالإعلان عن نفي صلته بأي علاقة بالحادث، هي أكبر دليل على معادلة الردع الإيرانية التي كرستها مؤخرًا بعد استهدافها وقصفها للعمق الصهيوني اثر استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ويقين العدوّ بجدية إيران واقتدارها لتنفيذ وتكريس هذه المعادلة.

واللافت أثناء التغطيات الإعلامية الخليجية تحديدًا لملابسات الحادث الأليم، هو أن هذا الإعلام والذي تحركه استخبارات هذه الدول لم يأخذ في الاعتبار أدبيات دبلوماسية الكوارث ولم يلتزم حتّى الموضوعية ولا المهنية، بل تعامل بخبث شديد لبث دعايات مسمومة تدور حول صراع داخلي إيراني متوهم ومضحك يقف وراء الحادث باعتباره مؤامرة داخلية، وبأن إيران مقبلة على فراغ سياسي وتناحر داخلي وفوضى، وبأن الحادث ربما يكون استهدافًا خارجيًا تجبن إيران عن كشفه لأنها لا تستطيع الرد، وكلّ هذه الدعايات السامة التي تعبر عن حقيقة ومكنون هذه الدول ومقابلتها المنافقة لليد الإيرانية الممدودة دومًا بالوحدة الإسلامية ومصداقيتها في حسن الجوار.

ولا شك أن إيران لن تتوقف عند هذه الصغائر وأنها ستستمر بنبل الكبار في مواصلة مقاومتها للإستكبار العالمي ومواصلة جهادها في مد يد التعاون والوحدة مع الدول العربية والإسلامية، وهي سياسة إيرانية راسخة دشنها الامام الخميني(قدس) ويسير على دربها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وكلّ رجال الدولة والثورة في إيران.

وهنا لا بد أن تسقط الرهانات على أي تغير في مقاربة إيران للصراع ودعمها الثابت لحركات المقاومة وتثبيتها للمعادلات الإقليمية وتوجهاتها السياسية والاستراتيجية، وأن تسقط أي رهانات على فوضى داخلية في دولة حضارية بالأساس، يضاف إليها أنها دولة مؤسسات ودستور وشعبها حاضر بمجمله في معادلة التحدّي للإستعمار ودعم المقاومة.

ولا شك أن زيارة جاك سوليفان للسعودية وفلسطين المحتلة تريد تكريس حالة مزاجية ونفسية مفادها أن الأمور تناقش اليوم التالي للحرب وتناقش التطبيع مع السعودية، وتحاول السعودية تصدير صورة بطولة بأنها صامدة ولن تطبع قبل ضمانات بدولة فلسطينية حتّى لا تكون خائنة، باعتبار أن التطبيع في ذاته ليس عملًا خيانيًا!

ولا شك أيضًا أن بيان المحكمة الجنائية والخارج عن نطاق القانون الدولي باعتبار المقاومة المشروعة عملًا يستوجب الاعتقال هو أمر يأتي في سياق استراتيجية زراعة اليأس لدى المقاومة ومحورها.

وهذه الاستراتيجية الاستعمارية الشاملة على المستويات القانونية والسياسية والزيارات المكوكية الأميركية لمختلف المسؤولين، لن تغير من القرار الميداني لمحور المقاومة بالصمود وعدم السماح بتكريس أمر واقع يخلو من المقاومة ويخلق واقعًا إقليميًا جديدًا به مظلة دفاع صهيوني عربي مشتركة وتطبيع بين أنظمة رسمية ونظام صهيوني مجرم، في مقابل عزلة مفروضة على المقاومة.

هذه أوهامهم وأشواقهم، بينما الوقائع والحقائق يفرضها الميدان وإرادة المقاومة ومحورها وتماسك وصلابة وسلامة ووعي بيئة المقاومة وجمهورها.

22-أيار-2024
استبيان