المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

نصرة الحقّ بين غزّة وعاشوراء

زهراء جوني

"نحن نعتقد أننا نؤدي واجبنا، وفي كلّ يوم نزفُّ الشهداء ونفخر بهم، وخيرة إخواننا يرتقون شهداء وقادتنا شهداء". من فعل الواجب انطلق سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليؤكد أحقية القضية الفلسطينية وضرورة مناصرة الشعب الفلسطيني في حملة الإبادة التي يتعرض لها منذ تسعة أشهر وحتّى اليوم، مشيرًا إلى أهمية نصرة الحقّ مهما كلّف ذلك من أثمان وتداعيات سياسية.

كلام سماحته جاء خلال الكلمة العاشورائية في مجمع سيد الشهداء(ع)، لتكون المناسبة هي المنطلق الأساس لفهم كيفية السير في معركة الحق ضدّ الباطل، ونصرة المظلوم في وجه الظالم، وتقديم الأرواح والأنفس لأجلِ قضية عادلة أمام عدوّ متوحّش وقاتل.

ولأنّ "من يتجاهل ما يجري في غزّة والمظالم التي تلحق بفلسطين وبجبهات الإسناد فهو ميّت العقل والقلب والروح" كما عبّر السيد نصر الله في خطابه، فإنّ ذلك يضعنا أمام مسؤولية أكبر وواجب اتّجاه شعب تُمارسُ بحقه أقسى أنواع القتل والمجازر والتجويع، فكيف يمكن لأي فردٍ يعيش في هذه المجتمعات أن يبكي الحسين(ع) ثمّ يقف صامتًا أو متقاعسًا عن نصرة الحقّ في فلسطين والتعبير عن غضبه ورفضه للإبادة في غزّة فعلًا وقولًا، لتكون دموعه في مجالس أبي عبد الله الحسين(ع) صادقة وحقيقية، تعكس حقيقة الانتماء وفهم القضية وعِبر كربلاء.

تعيدنا هذه المقاربة إلى عوائل الشهداء وأصحاب الإمام الحسين(ع) يوم عاشوراء. ولعلّ ما يمثّله عوائل المجاهدين والجرحى والشهداء اليوم من مثال في التضحية والصبر والاحتساب عند الله، يعيدنا إلى أصحاب الحسين (ع) في كربلاء يوم وقفوا أمامه وقالوا له "أنبقى بعدك؟ لا والله". فكيف لأمهات الشهداء وزوجاتهن وأولادهن وكلّ  فرد من عائلة الشهيد أن يقفوا بهذه الثقة والقوّة ويعلنوا أنّ ما قدموه من أرواح وأحبة كلّه في سبيل الله وأنهم على الرغم من الألم والفقد والفراق ما رأوا إلاّ جميلًا، لولا ما تربّوا عليه من مدرسة عاشوراء ونهج كربلاء، فلا يكون أبٌ أغلى من الحسين ولا أخٌ أعزُّ من أبي الفضل العباس ولا ولدٌ أحبّ إلينا من علي الأكبر والقاسم وكلّ  شهداء كربلاء الذين قضوا في سبيل نصرة الحق وإعلاء راية الإسلام والمسلمين.

مرةً جديدة تعود ذكرى عاشوراء في ظروف استثنائية، لتفتح أمامنا الباب مجددًا لنكون أصحاب مسؤولية وأهل ثقة لكل مظلوم في هذا العالم، فلا نتأخر عن نصرته ولا الدفاع عنه ولا الوقوف إلى جانبه ولو كان الثمن غاليًا، ولنثبت للعالم مرةً أخرى أن المقاومة كما كانت في كلّ الميادين هي اليوم في مكانها الصحيح، وأنّ حضورها القوي لن يتراجع بل سيزداد قوّة وصلابة حتّى انتصار الحقّ وهزيمة الباطل.

11-تموز-2024
استبيان