المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


شهداء شهر آب

الشهيد محمد عبد الأمير الدبس


بطاقة الشهيد:

الاسم: محمد عبد الأمير الدبس.

الاسم الجهادي: ملاك.

مكان وتاريخ الولادة: صيدا – 9/3/1987م.

الوضع الاجتماعي: أعزب.

المستوى العلمي: متوسط / مهني - ميكانيك سيارات.

مكان وتاريخ الاستشهاد: صور – 13/8/2006.

نبذة عن حياة الشهيد:

هو محمد ابن التسعة عشر ربيعاً، الذي اكتنز في سنيّ عمره القصار كلَّ حيوية الشباب وطهارة النفوس.

وُلد في صيدا، في التاسع من آذار عام 1987م، وكان الابن البِكر لأسرته المؤلّفة من والديه وإخوته الخمسة.

نما في بيئة مؤمنة مجاهدة، فأمه سيدة متديّنة، وأبوه جندي من روّاد المسجد والحسينية، جنّد نفسه لخدمة درب المقاومة، ما عرّضه لمحاولة اغتيال، وأدّى به للاعتقال عدّة مرات.

تميّز منذ طفولته بنشاط فكري وحركي قلّ نظيره، فهو لا بد أن يكتشف كل ما حوله، ومهما كلّفه الأمر.

عام 1990م بدأ مسيرته العلمية في مدرسة المعمارية طفلاً في الحضانة، وفي عام 1991م انتقل إلى مدرسة الزهراء (ع) تلميذاً في صفوفها حتى الثاني الابتدائي، ثم انتسب إلى مدرسة صور الوطنية عام 1996م طالباً حتى صف الثاني المتوسط، وبعدها أنهى الصف الثالث المتوسط في مدرسة رويسات البرج عام 2001، ثم حطّ رحاله في المدرسة العلمية الحديثة، وحاز فيها على شهادة البروفيه عام 2002، لينتقل بعد ذلك إلى معهد الطيبة المهني، حيث تخصص في ميكانيك السيارات، ودرس فيه حتى عام 2004، وطوال هذه الأعوام كان محباً لدراسته بشكل لافت، حتى أنه في سنواته الأولى كان يُبغضُ أيام العطل. وعندما سلك درب الجهاد، ظلّ يوفّق بين عمله وعلمه، لأنه كان يعتبر أن المجاهد يجب أن يتحلّى بالثقافة، ليكون قادراً على التطوّر الدائم.

حسم الشهيد خياراته مبكراً جداً، حيث انتسب إلى كشافة الإمام المهدي (عج) في عمر الثماني سنوات، ومنذ ذلك الحين تعمّق في الفكر الجهادي، وقرّر الانضمام لصفوف حزب الله، متمنياً لو يمضي الزمان سريعاً حتى يصل إلى أمنيته. ولا عجب في ذلك، وهو الذي بدأ صلاته صغيراً، وكان مع كل صلاة فريضة، يصلي ركعتين هدية لنصرة المقاومة، وكان كثير التردد إلى المسجد والمكوث فيه.

ولمّا بلغ الثمانية عشر ربيعاً، بدأ الشهيد عمله الفعلي مجاهداً في حزب الله، إلاّ أنه لم يكن مجاهداً فقط، بل كان أيضاً الكشفي، وحارس المسجد، والإعلامي، والمؤذّن، ولاعب كرة القدم المتألّق، والسبّاح الماهر، والكاتب، والرسّام، والميكانيكي الذي لا يستعصي عليه تصليح شيء.

وكان إلى ذلك كلّه العابد الزاهد، صاحب البسمة المشرقة نهاراً والدمعة المنسابة ليلاً، خادم كبار السن والفقراء، الأنيق المرتّب، العفيف المهذّب، المرح القوي، الواثق الذكي، المنضبط المتواضع، الهادئ الودود، الكريم الذي لا يتردّد بعطاء، أو عفو، أو اعتذار، المحاوِر الذي لا يساوم في مبدأ، أو يهادن في حق، المضحي، الشجاع، المِقدام الذي لا يخاف في الله لومة لائم.

لجيرانه كل الاحترام، ولأصدقائه كل الخير. أما لعائلته فكل الحب والأخلاق والإنسانية، وهمّه كان راحتهم وإسعادهم، ونيل رضاهم. وفي حرب تموز عام 2006 عندما كان الموت في كل الأرجاء، لم ينسَ أن يوصي صديقه ألاّ يتركهم، فهم أمانته عنده بعد استشهاده، وكأنه كان يعلم أنه لن يعود. ففي الثالث عشر من آب عام 2006م قضى إثرَ غارة جوية أثناء أدائه لواجبه الجهادي، وبعد وقف إطلاق النار، نُقل إلى [المستشفى الحكومي] في [صور]، ليُزفّ بعدها إلى بلدته بلاط شهيداً في قافلة نورٍ، زيتُ قنديلها أشرف دماء.
12-آب-2013
استبيان