أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي خلال مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنّ "هذه المراسم هي آخر صفحة من دفتر الانتخابات الرئاسية التي سطرها الشعب الإيراني"، مثمنًا دور الرئيس بالإنابة السيد مخبر وأيضًا مجلس الوزراء في إدارة البلاد في الشهرين الماضيين.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ "السيادة الشعبية في إيران لم تتحقق بسهولة وهي نتيجة الثورة التي قام بها الشعب الذي لم يقبل بالتدخل في شؤون بلاده"، مؤكّدًا أنّ "الانتخابات الأخيرة أجريت بشكل جيد وتم انتخاب رئيس متمكّن".
ووصف الإمام الخامنئي كلمة بزشكيان بأنّها "كلمة عميقة تدل على التزامه بمبادئ السيادة الدينية الشعبية الحقيقية"، موصيًا الرئيس المنتخب والمسؤولين بالاستفادة من ثروات البلد والشعب التي هي ثروة عظيمة.
وتابع: الوصية الثانية هي أنّ يكون العمل عملًا جهاديًا، "ومواجهة المؤامرات تمت خلال هذه العقود الأربعة الماضية عبر العمل الجهادي"، مؤكّدًا أنّ "العمل الجهادي هو عملٌ كيفي ونوعي ويمكن القيام بذلك في الأطر القانونية ولكن بشكل جهادي".
وأضاف الإمام الخامنئي: "أوصي أركان الدولة ورؤساء السلطات بالتعاون في ما بينهم لأنّه لا يمكن إدارة البلد من دون ذلك"، مشيرًا إلى أنّ على هذه السلطات "مراعاة الأولويات والأولوية اليوم هي للتحرك الاقتصادي المدروس".
ولفت سماحته إلى أنّه "ينبغي أن لا نسمح بتشكّل أقطاب وتغليب المشاعر التي سادت في أيام الحملات الانتخابية وأدت إلى الجدال بين مختلف الناشطين والمسؤولين وأفراد الشعب الإيراني"، مؤكّدًا أنّ "الشعب الإيراني هو المنتصر في الانتخابات".
وشدّد الإمام الخامنئي على ضرورة "تقدير الطاقات والكفاءات الداخلية" وعدم ربط "أي خطوة في الداخل بأي أمر خارجي".
واعتبر أنّه "في مواجهة المد العالمي والأحلاف العالمية والإقليمية يجب أنّ يكون التعامل فعالًا ومؤثرًا وليس انفعاليًا"، مشيرًا إلى أنّ "علينا أنّ لا نغفل عمّا يحصل في العالم والإقليم، وينبغي أن يكون لنا موقف واضح نطرحه بوضوح وقوة".
وعن السياسة الخارجية أكّد الإمام الخامنئي أنّ "إحدى أولويات هذه السياسية يجب أن تكون دول الجوار"، لافتًا إلى أنّ الجمهورية الإسلامية ليس لديها "عداء مع الدول الأوروبية"، مضيفًا: "حينما لا أطرح العلاقة مع الدول الأوروبية كأولوية فهذا لأن تعاملهم كان سيئًا معنا وليس لأن لدينا مشكلة في إقامة العلاقات معهم".
وأشار سماحته إلى أنّ "الكيان الصهيوني حقق أبشع صورة للعصابات الإجرامية في العالم"، مؤكّدًا أنّه "ليس حكومة بل عصابة إجرامية تضم إرهابيين وقتلة".
وأكّد الإمام الخامنئي أن "قوة المقاومة تتعاظم أكثر فأكثر، والعدوّ الصهيوني رغم كلّ ما يتلقاه من مساعدات لم يتمكّن من أنّ يكسر قوتها أو يركعها ويغلبها".
ورأى سماحته أنّ استقبال الولايات المتحدة الأميركية لرئيس وزراء العدوّ الصهيوني المجرم بنيامين نتيناهو قبل يومين في الكونغرس هو عارٌ كبير.