المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


الكلمات القصار

الإمام الخامنئي للحكومة الإيرانية: لا تنتظروا موافقة العدو على برامجكم ولا تثقوا به

التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، اليوم (الثلاثاء) 27/8/2024، بمناسبة «أسبوع الحكومة»، رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة الرابعة عشرة. وفي بداية هذا اللقاء، كرّم سماحته ذكرى الشهيدين رجائي وباهنر، وكذلك الشهيد رئيسي ورفاقه.


أشاد الإمام الخامنئي بالحركة العظيمة التي أظهرها الشعب في ذكرى الأربعين، وهنّأ الحاضرين بمناسبة «أسبوع الحكومة»، معربًا عن أمله في أن تكون هذا المناسبة، على مدى سنوات خدمة الحكومة الرابعة عشرة، أسبوعًا يملؤه الأمل والبشرى، ويحمل تقارير سارّة.


وقد عدّ سماحته تشكيل الحكومة في الوقت المحدد نعمةً عظيمة من لطف من الباري. وفي بيانه كيفية استشارة رئيس الجمهورية له حول تشكيل الحكومة، قال: «أيّدت بعض الأفراد الذين كنتُ أعرفهم أو بَلَغَتْنا أهليّتهم عبر القنوات الموثوقة، وأكّدت بشأن بعضهم أيضًا. بينما قلت أنْ ليس لديّ رأيٌ بشأن العدد الأكبر منهم لعدم معرفتي بهم. استطاع جنابه إتمام الاختيار، وإقناع المجلس أيضًا».


وأكّد الإمام الخامنئي أنّ فرصة خدمة الشعب والسعي لتحقيق تقدم البلاد نعمة إلهية عظيمة، وأضاف: «يجب أن تقدّروا هذه الأمانة التي منحها لكم الله والشعب، واعلموا أن فترة الأربع سنوات من الخدمة تمرّ كسرعة البرق، لكن حتى في هذه الفترة القصيرة؛ يمكن إنجاز أعمال كبيرة».


وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ معرفة المقدرات والإمكانيات شرط أساسي لفاعلية الحكومة، وذكر أنّ المقدرات الطبيعية القيّمة والوفيرة، والموقع الجغرافي بين مفترق طرق شمال العالم وجنوبه وشرقه وغربه، والسواحل الممتدة، تُعدّ جميعها من أهم المقدرات المادية.


ولفت سماحته إلى أنّ الشعب الإيراني يمتلك قابلية صناعة النوابغ، مشيرًا إلى شخصيات شهيرة مثل: خواجه نصير الدين الطوسي، ابن سينا، الملا صدرا، وزكريا الرازي، وقال: «وجود هؤلاء دلالة على القابلية الشاسعة للتحليق الفكري لدى الشعب الإيراني، ويمكننا اليوم أيضًا إعداد نوابغ من بين شبابنا الموهوبين».


كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن القدرات السياسية، والعمق الاستراتيجي، والقوة الإقليمية، هي من بين القدرات الأخرى لإيران، وأضاف: «تعدّ التجارب الإيجابية والسلبية التي مررنا بها خلال الـ45 عامًا الماضية من بين أهم النقاط التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار».


وأكد الإمام الخامنئي على ضرورة الاستفادة من الشباب ضمن هيكل الحكومة، مخاطبًا المسؤولين بقوله: «اختاروا الزملاء الشباب، المؤمنين، الثوريين، الملتزمين، والمفعمين بالدوافع من أجل حلّ المشكلات، ويمكن تدريجيًّا إعداد جيل من المديرين البارزين والمفعمين بالدوافع من أجل مستقبل البلاد، من خلال تطوير هؤلاء الشباب ضمن المستويات الإدارية المختلفة».


وفي توصية أخرى، نصح سماحته مسؤولي الحكومة بالحضور بين الناس، وقال: «لا يمكن معرفة واقع حياة الناس من خلال الملفّات والتقارير المكتوبة فقط، لذلك عليكم القيام بجولات على المحافظات، والحضور بين الناس، واتخاذ القرارات بناءً على ما ترونه وتسمعونه».


وفي جزء آخر من كلمته، عدّ الإمام الخامنئي الطاقة النووية من بين الأولويات الأساسية والضرورية لمستقبل البلاد، وأضاف: «لا يمكن للبلاد أن تحرم نفسها من قضية علمية وتقنية متقدمة في العالم، وأن تتأخر عن هذا المسار لتبدأه بعد سنوات».
 

 

وفي سياق آخر، أشار قائد الثورة إلى مسألة الفضاء الافتراضي، قائلًا: « الفضاء الافتراضي لم يعد افتراضيًّا اليوم! إنه واقع ملموس في حياة الناس، وآخذٌ بالتوسّع يومًا بعد يوم. المهم في الأمر هو سيادة القانون في هذا المجال».


وأكد سماحته في هذا السياق: «إذا كانت هناك ثغرة قانونية في مجال سيادة القانون ضمن الفضاء الافتراضي، فعليكم إقرار القانون اللازم، والإمساك بزمام الأمور بناءً عليه، كما يفعلون في جميع أنحاء العالم بجدّيّة؛ إذ ترون الآن أن الفرنسيين قد اعتقلوا ذلك الشخص بسبب انتهاكه لسيادة القانون».


وفي معرض حديثه عن الفضاء الافتراضي أيضًا، تناول الإمام الخامنئي مرة أخرى مسألة الذكاء الاصطناعي المهمّة، وذكّر قائلًا: «إنّ أجهزتنا العسكريّة وغير العسكريّة تستفيد من الذكاء الاصطناعي، وتنتفع منه، لكن يجب ألّا يخدعنا هذا الأمر؛ إذْ لا يعدّ مجرّد الانتفاع امتيازًا في قضيّة الذكاء الاصطناعي، فهذه التقنيّة لها مستويات عميقة ينبغي إتقانها».


وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ التأخّر في إتقان المستويات العميقة للذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى احتكارها بيد الدول المسيطرة على هذه التقنية، كما حدث في مجال الطاقة النووية، وقال: «إذا لم تتمكّنوا من فهم المستويات العميقة والمتنوّعة لهذه التقنية، والحصول عليها، فإنّهم سيؤسّسون هيئة للذكاء الاصطناعي، شبيهة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهم يضعون الأسس لذلك حاليًّا».

وأضاف سماحته مبيّنًا خطورة هذا الأمر: «هذا ما يسعى إليه الدهاة في العالم عبر تأسيس وكالةً للذكاء الاصطناعي، وحينها لن يسمح لكم المنتهزون للفرص، والساعون إلى الهيمنة في العالم، بتخطّي هذه العتبة».
وشدّد الإمام الخامنئي على أهمية عدم الخوف من العقبات في هذا الطريق، مُشيرًا إلى أن كل برنامج أو عمل لا يخلو من التحديات، وقال: «الخيار الأول لبعض الأشخاص عند مواجهة العقبات هو التراجع، لكن هذا النهج خاطئ. يجب علينا تجاوز العقبات، أو الالتفاف حولها. صحيح أن التراجع التكتيكي قد يكون ضروريًّا أحيانًا بعد بذل كل الجهود، ولكن يجب ألا نتراجع عن آرائنا ومواقفنا بمجرد مواجهة العقبات».
وفي جانب آخر من كلمته، أكد سماحته على عدم تعليق الآمال على العدوّ، أو انتظار مساعدتهم، وأردف قائلًا: «هذا الواقع كان موجودًا في كلمات الرئيس وتصريحات وزير الخارجية قبل أيام؛ بالطبع، هذا لا يتعارض مع أن يُجري المرء مفاوضات في قضية ما مع ذاك العدو نفسه. لا مانع في هذا الأمر، لكن لا تعلّقوا الآمال على العدو، ولا تثقوا به».


وفي بداية هذا اللقاء، أشار رئيس الجمهوريّة، الدكتور مسعود بزشكيان، إلى ذكرى شهداء الحكومة والخدمة، وخاصة السيد رئيسي، موضحًا أن الحكومة الرابعة عشرة هي حكومة تأسست بمشاركة جميع الأطياف السياسية واللجان المتخصصة، وتحت شعار الوفاق والتضامن، للعمل في إطار السياسات العامة للنظام، ورؤية 1404، وبرنامج التنمية السابع.

27-آب-2024
استبيان