المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


محطات من التاريخ

9 آذار/ مارس 2003: الوفاء والكرامة" من بعبدا إلى دمشق

عشرات الآلاف من اللبنانيين شاركوا في "مسيرة الوفاء والكرامة" بين بيروت ودمشق، في ظل حدود فتحت استثنائيا ليوم واحد، وذلك في ختام أسبوع سياسي لبناني تجلّت خلاله أولوية الشأن القومي انطلاقا من رفض الحرب الأميركية على العراق، مثلما تبدّت الوحدة اللبنانية في مواجهة أخطارها وتأكدت أهمية العلاقات اللبنانية السورية.
و"المسيرة" التي شكّلت في حد ذاتها "الحدث السياسي"، نُظمت في الأصل تأكيدا للموقف الشعبي اللبناني الرافض للحرب وتأييدا وتزكية لمواقف الرئيسين اميل لحود وبشار الأسد خلال القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، وإن كانت لم تخلُ، على لسان الرئيسين، من رسائل سياسية سواء باتجاه الوضع العربي ككل او باتجاه الداخل اللبناني، حيث سجلت اشارة ايجابية قوية من قبل الرئيس السوري الى البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة.
فالرئيس لحود شدد على "صوابية الخيارات الاستراتيجية المشتركة" وأشاد بـ "تاريخ النضال اللبناني السوري المشترك من أجل القضايا العربية"، معتبرا انه "يصلح ليكون نموذجا للتضامن العربي". ونوّه بما سمّاه "وعي الرئيس الراحل حافظ الأسد للصيغة اللبنانية النموذجية". وأعاد التذكير بموقف لبنان وسوريا الداعي الى "الحل السلمي للأزمة العراقية على أساس مرجعية الأمم المتحدة".
من جهته رأى الرئيس الأسد ان مسيرة الاعتراض على الحرب تؤكد "ان البلدين بألف خير"، واعتبر ان "الشارع في البلدين يمثل لسان حال الشارع العربي بأسره". ودعا "القادة العرب الى الصدق مع الشعوب"، مضيفا ان "ما يؤخذ على بعض القادة العرب أنهم يتكلمون في السر شيئا وفي العلن شيئا آخر".
ولاحظ ان "الأُحادية الأميركية على الرغم مما تحمله من مخاطر الا انها نجحت في توحيد العالم كله وأسقطت إمكان العبث بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين".
ومن هذا "المدخل" أشاد الأسد بموقف الكنيسة "وعلى رأسها الفاتيكان"، وخاطب وفد منظمي المسيرة بالقول "لمستم أهمية الوحدة وكان آخر تعبيراتها ما ورد في بيان مجلس المطارنة الموارنة"، مشيرا الى "ان أحدا ليس خارج الاجماع الوطني والقومي في مواجهة العدوان"، مستدركا بالقول "ان هذا الاجماع موجود أصلا إلا ان التعبير القوي عنه كان ذا معنى (...)".
والجدير بالذكر انه فيما توجهت المسيرة في لبنان الى قصر الرئاسة في بعبدا، فقد استقبل الرئيس الأسد المتظاهرين من على شرفة قصر الروضة، بما أعاد الى الأذهان الرمزية التاريخية لهذا المكان الذي استقبل قبل أكثر من أربعة عقود جماهير الوحدة في لبنان أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والوحدة المصرية السورية.
12-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان