المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


محطات من التاريخ

8 نيسان/ أبريل 2002: مخيم جنين، قتلى صهاينة بالجملة وصمود فلسطيني أسطوري

كمن المجاهدون الفلسطينيون لقوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم جنين خلال عملية اقتحام واسعة نفذتها قوات الاحتلال فجر الثامن من نيسان عام 2002، وأدى الكمين إلى مقتل عشرة جنود اسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين بجروح. وباغت المجاهدون جنود العدو بهجوم قوي بالأسلحة بعد الكمين مما أدى إلى وقوع مزيد من القتلى والجرحى بينهم. وطلبت قوات الاحتلال من المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين، عبر الصليب الأحمر وعبر مكبرات الصوت، وقفا لإطلاق النار لإخلاء قتلاها وجرحاها.
وفي مدينة نابلس قتل جنديان اسرائيليان في اشتباكات دارت منذ ساعات الصباح الباكر لترتفع بذلك حصيلة قتلى الاسرائيليين إلى 12 جنديا. ولليوم التاسع على التوالي دارت اشتباكات مسلحة عنيفة في أزقة مخيم جنين دون أن تتمكن القوات الاسرائيلية من اقتحامه بالكامل.
وقال شهود عيان إن دخانا كثيفا تصاعد من الشوارع الضيقة في البلدة القديمة بنابلس التي سيطرت القوات الاسرائيلية على حوالي نصفها مع رفض المقاومة المسلحة الاستسلام.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن الاجتياح الاسرائيلي لنابلس أدى إلى سقوط أربعين شهيدا ومائة وخمسين جريحا، في حين بقيت جثث أخرى يصعب الوصول إليها في الطرقات والمنازل المهدمة.
وقال شهود عيان إن أكثر من عشرين دبابة وعددا من ناقلات الجنود المدرعة وسيارات الجيب المصفحة اقتحمت بلدة دورا غربي مدينة الخليل فجر اليوم تدعمها طائرات الهليكوبتر الحربية، وأضاف الشهود أنهم سمعوا دوي انفجارات متفرقة في البلدة. وأكد متحدث عسكري "اسرائيلي" عملية الاجتياح وقال إنها تهدف إلى اعتقال ناشطين فلسطينيين مطلوبين لقوات الاحتلال.
وأدت عملية الاجتياح إلى استشهاد فلسطينيين وجرح ثلاثة آخرين على الأقل، وأطلق جنود الاحتلال النار على عدد من المصلين أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الفجر ما أدى إلى استشهاد فلسطيني في الخامسة والثلاثين من عمره يدعى عارف السيد أحمد. كما استشهد آخر لم يحدد اسمه وأصيب آخرون بجروح. وأكد العمايرة أن قوات الاحتلال تفرض حظر تجول كامل في البلدة وأنهم يطلقون النار على أي شيء يتحرك.
وقال مراسلون إن قوات الاحتلال قصفت عددا من مقرات الأمن الوطني الفلسطيني في دورا بينها مقر المخابرات والرئاسة والأمن الوقائي، وإن ضابطا إسرائيليا أصيب بجروح وصفت بأنها خطيرة في هذه الاشتباكات. واجتاحت قوات "اسرائيلية" أخرى قرية أذنا المجاورة.
مشاهد من فظائع "اسرائيل" في مخيم جنين
أوردت نساء فلسطينيات شهادات حية عن وضع الشبان الفلسطينيين في مخيم جنين حيث قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتطبيق إجراءات قاسية بحق أولئك الشبان تضمنت إجبارهم على خلع ملابسهم، كما قامت بهدم البيوت وإجبار البعض على مغادرة المخيم حفاظا على أرواحهم إضافة إلى قتل آخرين.
وقالت أم رمزي الكريمي (42 عاما) "كنت مع زوجي توفيق وأولادنا الستة في بيتنا في الجانب الشرقي من المخيم عندما بدأت جرافة "اسرائيلية" بهدمه". وروت أم رمزي وهي تبكي "عندما فرغت الجرافة من هدم المنزل الأول بدأت بهدم منزل الجيران". وأضافت "هربنا إلى منزل ثالث لكن الجرافات بدأت بهدمه وقاموا بطردنا, نحن النساء والأطفال". وذكرت أن حوالي 20 من سكان البيوت المجاورة لها فروا بعدما شهدوا بيوتهم تهدم الواحد تلو الآخر في المخيم.
وتابعت السيدة الفلسطينية التي اضطرت للجوء إلى أصدقاء في مدينة جنين أن الجنود الاسرائيليين "دخلوا منزل الجيران واعتقلوا 18 شابا بينهم ابني وزوجي وأجبروهم جميعا على خلع ملابسهم واقتادوهم إلى الشارع عراة، حيث أجبروهم على النوم على بطونهم وراحوا يضعون أختاما على ظهورهم".
وأكدت أنها "شاهدت مئات من الشبان العراة الذين كان الجنود يدوسون عليهم ببساطيرهم (أحذيتهم)", مضيفة أن جنود الاحتلال قتلوا ثلاثة من جيرانها وهم رجل مسن وامرأة وابنتها.
وأعلنت "اسرائيل" جنين وغيرها من المدن الفلسطينية التي احتلتها مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الصحفيين دخولها. وتأتي هذه الروايات وسط عملية تشنها "اسرائيل" بهدف إنهاء ما تسميه بـ"العمليات الإرهابية", وهو التعبير الذي تطلقه على العمليات التي يشنها فلسطينيون.
أما رائدة أبو علي (36 عاما) فقد أكدت أن منزلها انهار بعدما أصيب بقذيفة عندما كانت بداخله مع زوجها وأشقائه. وقالت "بدأنا بالصراخ ثم استطعنا النهوض من الركام وحضر الجنود وأمرونا بإخلاء المكان بعد أن اعتقلوا زوجي وأشقاءه"، مضيفة "لقد أجبروهم على خلع ملابسهم واقتادوهم إلى جهة مجهولة". وتابعت أن جنود الاحتلال كانوا يتكلمون من خلال مكبرات الصوت باللغة العربية ويؤكدون "نحن جيش أقوى منكم ولا تستطيعون مقاومتنا".
من جهتها نقلت أم عماد - وهي من قرية زبوبا قرب جنين- عن أشخاص وصلوا من مخيم جنين الذي طردوا منه أن جيش الاحتلال "الاسرائيلي" كان يقتاد مجموعات الشبان إلى أحراش قريبة من المخيم.
وأضافت أن هؤلاء الشهود قالوا إن الجنود "الاسرائيليين" "كانوا يجبرون هؤلاء الشباب على خلع ملابسهم ويضعون أختاما عليهم وعلامات ليقتادوهم إلى الأحراش ولا أحد يعرف ماذا يفعلون" بهم بعد ذلك.
17-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان