المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


محطات من التاريخ

10 حزيران/ يونيو 2002: محمد البرزاوي في رحاب الحرية

اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي سراح الاسير محمد علي البرزاوي (37 عاما من مدينة بعلبك).
البرزاوي الذي امضى خمسة عشر عاما داخل سجون الاحتلال، بعد اسره في الرابع من كانون الاول عام 1987، خلال مشاركته واصابته بجراح في عملية للمقاومة ضد موقع تومات نيحا، وصل الى نقطة الحدود اللبنانية الفلسطينية، في رأس الناقورة عند الرابعة عصراً، بسيارة رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر، هنري فورنييه. وكان في استقباله مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق وعدد من قياديين في الحزب ومن ذوي البرزاوي ورفاقه.
وفور وصوله الى معبر الناقورة ترجل البرزاوي من سيارة فورنييه وقبّل الارض ثلاث مرات. ثم عانقه قاووق مهنئا وطوق عنقه بكوفية فلسطينية وعقد من الزهر، وسط هتافات الحاضرين.
والقى قاوق كلمة اكد فيها ان اطلاق الاسير المجاهد برزاوي، هو ثمرة الجهود والمساعي المتواصلة، التي يبذلها حزب الله، لاطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين، مشددا على ان قضية الاسرى كانت وما تزال وستبقى على رأس اولويات حزب الله. وان هذا الملف يتابع شخصياً من قبل الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وشدد قاووق على أهمية نجاح المساعي التي تؤدي الى اطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين في سجون العدو.
النبطية
ومن الناقورة أقلت سيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي الاسير المحرر البرزاوي الى مدينة النبطية التي وصل اليها بعيد الساعة الخامسة عصرا، يرافقه فورنييه والشيخ قاووق، ولدى وصوله الى باحة حسينية النبطية أدت له ثلة من "المقاومة الاسلامية" التحية، بعد ذلك حُمل البرزاوي على أكف مستقبليه وسط الهتافات والتكبيرات وأناشيد المقاومة وحزب الله وزغاريد النسوة ونثرهن للأرز والورود باتجاهه. وتلت ذلك معانقة البرزاوي لأهله وشقيقاته وأقاربه.
بعد ذلك أقيم احتفال بحضور النائب نزيه منصور ورئيس بلدية النبطية ادهم جابر وامام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق وحشد من الشخصيات الحزبية والسياسية والاجتماعية والمواطنين وأهالي وأقارب البرزاوي.
والقى الشيخ قاووق كلمة بارك فيها اطلاق سراح البرزاوي، فيما أكد فورنييه في كلمة القاها، ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستواصل بذل مساعيها لاطلاق كل المساجين من السجون كافة. أما البرزاوي، فاعرب عن حزنه بسبب استمرار اعتقال الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين في سجون العدو، حيث يتعرضون للتعذيب، مشددا على انه برغم ذلك فإن معنوياته وبقية المعتقلين عالية جدا. ولفت الى انه علم باطلاق سراحه، قبل يوم واحد بعد ان سبق ذلك "اجواء وكلام غير واضح تجاهي، فهمت من خلاله ان هناك توجها لاطلاق سراحي.. وبعد اجتماعي بالصليب الاحمر اخبروني بأن اجهّز نفسي للذهاب الى لبنان". وقد تلقى البرزاوي وهو في النبطية، اتصالا هاتفيا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعرب له فيه عن سعادته بإطلاق سراحه واللقاء به قريبا.
مشغرة
ومن النبطية الى بلدة مشغرة في البقاع الغربي حيث اقيم احتفال شعبي كبير ترحيبا بالأسير العائد الذي عبر شوارع البلدة في موكب حاشد فيما كانت النسوة يطلقن الزغاريد وينثرن الأرز والزهور. وأقيم احتفال خطابي تحدث فيه البرزاوي معاهدا السير في خط المقاومة حتى تحرير جميع الاسرى في سجون الاحتلال.
شتورة
وعند الثامنة مساء وصل موكب البرزاوي الى شتورة وكان في استقباله مئات الاشخاص الذين نثروا عليه الارز والرياحين ونحروا الخراف، وهم يحملون اعلام حزب الله ويهتفون للحزب وامينه العام ويدعون بالموت لأميركا واسرائيل. ثم استأنف الموكب سيره ولقي استقبالا حاشدا من اهالي بلدة الكرك، امام محلات "الحمرا بلازا". وكذلك تكرر المشهد امام مباني تعاضد الجيش في رياق. ومن هناك واصل الموكب سيره باتجاه مدينة بعلبك.
بعلبك
ومنذ السادسة مساء تجمع الآلاف عند المدخل الجنوبي للمدينة بانتظار البطل المحرر. ولدى وصول الموكب قرابة التاسعة الى ساحة الرئيس حافظ الاسد ادت له ثلة من مقاتلي حزب الله التحية العسكرية. ونقل الاسير المحرر البرزاوي الى سيارة مكشوفة لتنهال عليه الورود. وسار الموكب مخترقا شوارع المدينة وصولا الى ساحة مسجد الامام علي في حي الشيخ حبيب حيث اعدت منصة للاستقبال.
وكان في استقباله النواب: ابراهيم بيان، عمار الموسوي، حسين الحاج حسن وعلي عمار، عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك ورئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد ومعاون الامين العام لحزب الله السيد حسين الموسوي وحشد بعلبكي وبقاعي كبير.
واعتلى الشيخ يزبك والاسير البرزاوي المنصة. وفي ظل حالة الاندفاع الشعبي ألقى البرزاوي كلمة عاطفية قال فيها: "يا ابناء المقاومة يا ابناء بعلبك والبقاع وكل الوطن احمد ربي انني عدت اليكم بشرفي وعزتي عودة عزيزة رغم أنف العدو".
واضاف: انني اشكر العلماء والقادة الاجلاء لما ضحوا واخص بالذكر القائد الكبير السيد حسن نصر الله، كما اخص بالتحية لأعز الناس لمن استشهدوا معي محمد المذبوح، حسن صعلوك وفرج بلوق واهدي لعائلاتهم تحية والتحية المميزة لوالدي المجاهد الذي رحل ولم يرني.
وألقى الشيخ يزبك كلمة اكد فيها "الاستمرار على نهج سيد الشهداء وشيخ الاسرى اللذين عبدا لنا طريق النصر والشهادة".
وكانت الاذاعة الاسرائيلية قد اشارت الى ان السلطات الاسرائيلية افرجت عن البرزاوي "في محاولة لتحريك المفاوضات مع حزب الله، بشأن اطلاق جنودها الاسرى ومعرفة مصير المفقودين، او تسلم رفات القتلى".
يذكر ان حزب الله قام بأسر ثلاثة جنود اسرائيليين من مزارع شبعا في السابع من تشرين الاول عام 2000. ولم تعد "اسرائيل" تعرف عنهم شيئا. كذلك احتجز حزب الله ضابط احتياط اسرائيليا يدعى الحنان تاننباوم.
البرزاوي
ووزعت "الوحدة الاجتماعية المركزية قسم الاسرى" في حزب الله نبذة عن الاسير المحرر محمد علي البرزاوي جاء فيها، انه من مواليد مدينة بعلبك عام 1965، اعزب، اسر اثر اصابته بجراح خلال هجوم للمقاومة على موقع تومات نيحا في 4 12 1987، واستشهد معه ثلاثة من رفاقه في العملية هم: حسن الصعلوك، فرج بلوق ومحمد المذبوح. أمضى خمس عشرة سنة في سجون الاحتلال كان آخرها سجن عسقلان. وقد عانى من امراض مزمنة داخل سجنه نتيجة الاعتقال والتعذيب. توفي والده اثناء اعتقاله عام 1997.
29-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان